365
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

النبي صلى الله عليه و آله مع عِدّة من المسلمين لأداء مناسك العمرة . وعلى إثر منع المشركين للمسلمين من دخول مكّة دعا النبيّ صلى الله عليه و آله أصحابه إلى البيعة .
وقد روي أنّ عدد المسلمين الذين رافقوا النبيّ صلى الله عليه و آله في هذا السفر هو 1200 حتّى 1525 شخصاً على اختلاف الروايات . ۱
وتفيد بعض الروايات بأنّ موضوع هذه البيعة كان المقاومة حتّى الموت ، وفي روايات اُخرى أنّه عدم الهروب من القتال ، ويبدو أن ليس هناك تعارض بينها وأنّ المراد استنفار كلّ الإمكانيات في محاربة العدوّ .
جدير ذكره أنّ لهذه البيعة اسمين : «بيعة الرضوان» ؛ لأنّ اللّه تعالى عبّر عن رضاه عن الذين بايعوا النبيّ صلى الله عليه و آله فيها ، و«بيعة الشجرة» ؛ لأنّها تمّت تحت شجرة .
وتفيد روايات المصادر الشيعيّة أنّ الإمام عليّاً عليه السلام كان أوّل من بايع النبيّ صلى الله عليه و آله فيها ، ۲ إلّا أنّ بعض مصادر أهل السنّة اعتبرت أبا سنان الأسدي أوّل المبايعين . ۳

7 . بيعة الفتح

بايع النبيُ صلى الله عليه و آله بعد فتح مكّة في السنة الثامنة من الهجرة ، النساءَ فضلاً عن الرجال ، إلّا أنّ مضمون مبايعة الرجال وكيفيّتها كانتا تختلفان عن النساء . وقد جاء في بعض الروايات أن مضمونَ مبايعةِ الرجال كانت على «طاعة اللّه والنبيّ صلى الله عليه و آله قدر المستطاع» ، وجاء في البعض الآخر «الإسلام والإيمان والجهاد» ، وفي اُخرى «الإسلام والشهادة» . وبناءً على ذلك ، يمكن القول إنّ الشروط التي أخذها النبيّ صلى الله عليه و آله

1.راجع : ص ۴۰۷ ( عدد المسلمين في بيعة الرضوان ) .

2.راجع : ص ۴۰۴ ( أوّل من بايع رسول اللّه صلى الله عليه و آله تحت الشجرة ) .

3.راجع : الطبقات الكبرى : ج ۲ ص ۱۰۰ ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۸ ص ۵۸۹ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
364

منهم أن يبايعوه على هذه الشروط التي ذكرها صلى الله عليه و آله في قوله :
تُبايِعوني عَلَى السَّمعِ وَالطّاعَةِ فِي النَّشاطِ وَالكَسَلِ ، وَالنَّفَقَةِ فِي العُسرِ وَاليُسرِ ، وعَلَى الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ ، وأن تَقولوا فِي اللّهِ لا تَخافونَ فِي اللّهِ لَومَةَ لائِمٍ ، وعَلى أن تَنصُروني فَتَمنَعوني إذا قَدِمتُ عَلَيكُم ، مِمّا تَمنَعونَ مِنهُ أنفُسَكُم وأَزواجَكُم وأَبناءَكُم ؛ ولَكُمُ الجَنَّةُ . قالَ : فَقُمنا إلَيهِ فَبايَعناهُ . ۱
وقد هيّأت هذه البيعة الأرضيّة لهجرة النبيّ صلى الله عليه و آله إلى المدينة . واستناداً إلى ما ذكرَ عدد من المفسّرين فإنّ الآية السابعة من سورة المائدة والخامسة عشرة من سورة الأحزاب تشيران إلى هذه البيعة . ۲

5 . بيعة الرضا

بعد هجرة النبي صلى الله عليه و آله إلى المدينة ، وفي السنة الثانية من الهجرة وقبل معركة بدر التي كانت تمثّل أوّل صدامٍ بين المسلمين وكفّار قريش ، أخذ النبيُ صلى الله عليه و آله عند انطلاقه إلى الأعداءِ البيعةَ من المسلمين ، وقد سُمّيت هذه البيعةُ في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام بـ «بيعة الرضا» ، وهذا هو نصّها :
لَمّا هاجَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إلَى المَدينَةِ. . . وحَضَرَ خُروجُهُ إلى بَدرٍ ، دَعَا النّاسَ إلَى البَيعَةِ ، فَبايَعَ كُلَّهُم عَلَى السَّمعِ وَالطّاعَةِ . ۳

6 . بيعة الرضوان

تمّت هذه البيعة في السنة السادسة من الهجرة في الحديبية ۴ ، خلال خروج

1.راجع : ص ۳۸۶ ح ۱۱۳۷۳.

2.راجع : ص ۳۸۵ الهامش ۱ و ۲ .

3.راجع : ص ۳۹۷ ح ۱۱۳۸۶.

4.اسم موضع على مسافة فرسخين من مكّة ، وقيل إنّه على بعد تسعة أميال من مكّة ، وهو اسم بئر ، أو شجرة محدودبة كانت هناك ، وقد حدثت غزوة الحديبية فيه ( لغت نامه دهخدا « بالفارسية » : مدخل «حديبية») .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 120193
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي