381
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

التَّشريقِ بِاللَّيلِ .
فَقالَ صلى الله عليه و آله : اُبايِعُكُم عَلَى الإِسلامِ .
فَقالَ لَهُ بَعضُهُم : نُريدُ أن تُعَرِّفَنا يا رَسولَ اللّهِ ؛ ما للّهِِ عَلَينا ، وما لَكَ عَلَينا ، وما لَنا عَلَى اللّهِ .
فَقالَ : أمّا للّهِِ عَلَيكُم فَأَن تَعبُدوهُ ولا تُشرِكوا بِهِ شَيئا ، وأَمّا ما لي عَلَيكُم فَتَنصُرونَني مِثلَ نِسائِكُم وأَبنائِكُم ، وأن تَصبِروا عَلى عَضِّ السَّيفِ وإن يُقتَلَ خِيارُكُم .
قالوا : فَإِذا فَعَلنا ذلِكَ ما لَنا عَلَى اللّهِ ؟
قالَ : أمّا فِي الدُّنيا فَالظُّهورُ عَلى مَن عاداكُم ، وفِي الآخِرَةِ الرِّضوانُ وَالجَنَّةُ .
فَأَخَذَ البَراءُ بنُ مَعرورٍ بِيَدِهِ ثُمَّ قالَ : وَالَّذي بَعَثَكَ بِالحَقِّ ! لَنَمنَعُكَ بِما نَمنَعُ بِهِ اُزُرَنا ۱ ؛ فَبايِعنا يا رَسولَ اللّهِ ؛ فَنَحنُ ـ وَاللّهِ ـ أهلُ الحُروبِ وأَهلُ الحِلفَةِ ۲ ، وَرِثناها كِبارا عَن كِبارٍ .
فَقالَ أبُو الهَيثَمِ : إنَّ بَينَنا وبَينَ الرِّجالِ حِبالاً ، وإنّا إن قَطَعناها أو قَطَعوها فَهَل عَسَيتَ إن فَعَلنا ذلِكَ ثُمَّ أظهَرَكَ اللّهُ أن تَرجِعَ إلى قَومِكَ وتَدَعَنا ؟
فَتَبَسَّمَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ قالَ : بَلِ الدَّمُ الدَّمُ ، وَالهَدمُ الهَدمُ ، اُحارِبُ مَن حارَبتُم ، واُسالِمُ مَن سالَمتُم .
ثُمَّ قالَ : أخرِجوا إلَيَّ مِنكُمُ اثنَي عَشَرَ نَقيبا . فَاختاروا .

1.اُزُرَنا : أي نساءنا وأهلنا (النهاية : ج ۱ ص ۴۵ «أزر») .

2.الحِلْفَة ـ بالكسر ـ : الحِلف والمعاقدة والمعاهدة على التضاعد والمساعدة . ولعلّ الصواب : « الحَلْقَة » ـ بالفتح ـ كما في بعض المتون ، وهي السلاح عامّةً أو الدروع خاصّةً ، وهو أظهر ( راجع : غريب الحديث لابن قتيبة : ج ۱ ص ۲۵۲ والصحاح : ج ۴ ص ۱۴۶۲ ولسان العرب : ج ۱۰ ص ۶۵ ) .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
380

ولا تَعصوني في مَعروفٍ ، فَمَن وَفى مِنكُم فَأَجرُهُ عَلَى اللّهِ ، ومَن أصابَ مِن ذلِكَ شَيئا فَعوقِبَ بِهِ فِي الدُّنيا فَهُوَ لَهُ كَفّارَةٌ ، ومَن أصابَ مِن ذلِكَ شَيئا فَسَتَرَهُ اللّهُ فَأَمرُهُ إلَى اللّهِ ، إن شاءَ عاقَبَهُ وإن شاءَ عَفا عَنهُ . قالَ : فَبايَعتُهُ عَلى ذلِكَ . ۱

۱۱۳۷۰.المناقب لابن شهر آشوب :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَعرِضُ نَفسَهُ عَلى قَبائِلِ العَرَبِ في المَوسِمِ ، فَلَقِيَ رَهطا مِنَ الخَزرَجِ فَقالَ : ألا تَجلِسونَ اُحَدِّثُكُم ؟ قالوا : بَلى ، فَجَلَسوا إلَيهِ فَدَعاهُم إلَى اللّهِ ، وتَلا عَلَيهِمُ القُرآنَ ، فَقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ : يا قَومِ تَعَلَّموا ، وَاللّهِ إنَّهُ النَّبِيُّ الَّذي كانَ يوعِدُكُم بِهِ اليَهودُ ، فَلا يَسبِقَنَّكُم إلَيهِ أحَدٌ . فَأَجابوهُ ، وقالوا لَهُ : إنّا قَد تَرَكنا قَومَنا ولا قَومَ بَينَهُم مِنَ العَداوَةِ وَالشَّرِّ مِثلَما بَينَهُم ، وعَسى أن يَجمَعَ اللّهُ بَينَهُم بِكَ ، فَتَقدَمُ ۲ عَلَيهِم وتَدعوهُم إلى أمرِكَ . وكانوا سِتَّةَ نَفَرٍ .
قالَ : فَلَمّا قَدِمُوا المَدينَةَ فَأَخبَروا قَومَهُم بِالخَبرِ ، فَما دارَ حَولٌ إلّا وفيها حَديثُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، حَتّى إذا كانَ العامُ المُقبِلُ أتَى المَوسِمَ مِنَ الأَنصارِ اثنا عَشَرَ رَجُلاً ، فَلَقُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَبايَعوهُ عَلى بَيعَةِ النِّساءِ : ألّا يُشرِكوا بِاللّهِ شَيئا ، ولا يَسرِقوا ، إلى آخِرِها .
ثُمَّ انصَرَفوا ، وبَعَثَ مَعَهُم مُصعَبَ بنَ عُمَيرٍ يُصَلّي بِهِم ، وكانَ بَينَهُم بِالمَدينَةِ يُسَمَّى المُقرِئَ ، فَلَم يَبقَ دارٌ فِي المَدينَةِ إلّا وفيها رِجالٌ ونِساءٌ مُسلِمونَ ، إلّا دارُ اُمَيَّةَ وحُطَيمَةَ ووائِلٍ ، وهُم مِنَ الأَوسِ .
ثُمَّ عادَ مُصعَبٌ إلى مَكَّةَ ، وخَرَجَ مَن خَرَجَ مِنَ الأَنصارِ إلَى المَوسِمِ مَعَ حُجّاجِ قَومِهِم ، فَاجتَمَعوا فِي الشِّعبِ عِندَ العََقبَةِ ؛ ثَلاثَةٌ وسَبعونَ رَجُلاً وَامرَأَتانِ في أيّامِ

1.صحيح البخاري : ج ۳ ص ۱۴۱۳ ح ۳۶۷۹ وج ۱ ص ۱۵ ح ۱۸ ، سنن النسائي للبيهقي : ج ۷ ص ۱۴۲ ، السنن الكبرى للبيهقي : ج ۸ ص ۳۴ ح ۱۵۸۴۲ كلاهما نحوه ، كنز العمّال : ج ۱ ص ۱۰۱ ح ۴۵۳ .

2.في بحارالأنوار : «فَسَتَقدَمُ» .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 118687
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي