383
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله النَّفَرَ السِّتَّةَ ، لَقِيَهُ اثنا عَشَرَ رَجُلاً بَعدَ ذلِكَ بِعامٍ ، وهِيَ العَقَبَةُ الاُولى ؛ مِن بَنِي النَّجّارِ : أسعَدُ بنُ زُرارَةَ ، وعَوفٌ ومُعاذٌ وهُمَا ابنَا الحارِثِ ، وهُمَا ابنا عَفراءَ ، ومِن بَني زُرَيقٍ : ذَكوانُ بنُ عَبدِ قَيسٍ ورافِعُ بنُ مالِكٍ ، ومِن بَني عَوفِ بنِ الخَزرَجِ : عُبادَةُ بنُ الصّامِتِ ويَزيدُ بنُ ثَعلَبَةَ أبو عَبدِ الرَّحمنِ ، ومِن بَني عامِرِ بنِ عَوفٍ : عَبّاسُ بنُ عُبادَةَ بنِ نَضلَةَ ، ومِن بَني سَلِمَةَ : عُقبَةُ بنُ عامِرِ بنِ نابِئٍ ، ومِن بَني سَوادٍ : قُطَبَةُ بنُ عامِرِ بنِ حَديدَةَ ؛ فَهؤُلاءِ عَشَرَةٌ مِنَ الخَزرَجِ .
ومِنَ الأَوسِ رَجُلانِ : أبُو الهَيثَمِ بنُ التَّيِّهانِ مِن بَلِيٍّ حَليفٌ في بَني عَبدِ الأَشهَلِ ، ومِن بَني عَمرِو بنِ عَوفٍ : عُوَيمُ بنُ ساعِدَةَ .
فَأَسلَموا ، وبايَعوا عَلى بَيعَةِ النِّساءِ ؛ عَلى أن لا نُشرِكَ بِاللّهِ شَيئا ، ولا نَسرِقَ ، ولا نَزنِيَ ، ولا نَقتُلَ أولادَنا ، ولا نَأتِيَ بِبُهتانٍ نَفتَريهِ بَينَ أيدينا وأَرجُلِنا ، ولا نَعصِيَهُ في مَعروفٍ .
قالَ : فَإِن وَفَيتُم فَلَكُمُ الجَنَّةُ ، ومَن غَشِيَ مِن ذلِكَ شَيئا كانَ أمرُهُ إلَى اللّهِ ؛ إن شاءَ عَذَّبَهُ وإن شاءَ عَفا عَنهُ . ولَم يُفرَض يَومَئِذٍ القِتالُ .
ثُمَّ انصَرَفوا إلَى المَدينَةِ ، فَأَظهَرَ اللّهُ الإِسلامَ ، وكانَ أسعَدُ بنُ زُرارَةَ يُجَمِّعُ بِالمَدينَةِ بِمَن أسلَمَ .
وكَتَبَتِ الأَوسُ وَالخَزرَجُ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : اِبعَث إلَينا مُقرِئا يُقرِئُنَا القُرآنَ . فَبَعَثَ إلَيهِم مُصعَبَ بنَ عُمَيرٍ العَبدَرِيَّ ، فَنَزَلَ عَلى أسعَدَ بنِ زُرارَةَ ، فَكانَ يُقرِئُهُمُ القُرآنَ . فَرَوى بَعضُهُم أنَّ مُصعَبا كانَ يُجَمِّعُ بِهِم ، ثُمَّ خَرَجَ مَعَ السَّبعينَ حَتّى وافَوُا المَوسِمَ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . ۱

1.الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۲۲۰ ، تاريخ دمشق : ج ۲۶ ص ۱۸۵ وليس فيه ذيله من «وكان أسعد بن زرارة يُجمّع ...» .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
382

ثُمَّ قالَ : اُبايِعُكُم كَبَيعَةِ عيسَى بنِ مَريَمَ لِلحَوارِيّينَ كُفَلاءَ عَلى قَومِهِم بِما فيهِم ، وعَلى أن تَمنَعوني مِمّا تَمنَعونَ مِنهُ نِساءَكُم وأَبناءَكُم . فَبايَعوهُ عَلى ذلِكَ .
فَصَرَخَ الشَّيطانُ فِي العَقَبَةِ : يا أهلَ الجَباجِبِ ۱ ، هَل لَكُم في مُحَمَّدٍ وَالصُّباةِ ۲ مَعَهُ ؟ قَدِ اجتَمَعوا عَلى حَربِكُم .
ثُمَّ نَفَرَ النّاسُ مِن مِنىً ، وفَشَا الخَبَرُ ، فَخَرَجوا فِي الطَّلَبِ ، فَأَدرَكوا سَعدَ بنَ عُبادَةَ وَالمُنذِرَ بنَ عَمرٍو ، فَأَمَّا المُنذِرُ فَأَعجَزَ ۳ القَومَ ، وأمّا سَعدٌ فَأَخَذوهُ ورَبَطوهُ بِنِسعِ ۴ رَحلِهِ ، وأَدخَلوهُ مَكَّةَ يَضرِبونَهُ ، فَبَلَغَ خَبَرُهُ إلى جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ وَالحارِثِ بنِ حَربِ بنِ اُمَيَّةَ ، فَأَتَياهُ وخَلَّصاهُ .
وكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله لَم يُؤمَر إلّا بِالدُّعاءِ وَالصَّبرِ عَلَى الأَذى ، وَالصَّفحِ عَنِ الجاهِلِ ، فَطالَت قُرَيشٌ عَلَى المُسلِمينَ ، فَلَمّا كَثُرَ عُتُوُّهُم اُمِرَ بِالهِجرَةِ .
فَقالَ صلى الله عليه و آله : إنَّ اللّهَ قَد جَعَلَ لَكُم دارا وإخوانا تَأمَنونَ بِها . فَخَرَجوا أرسالاً ۵ حَتّى لَم يَبقَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله إلّا عَلِيٌّ وأبو بَكرٍ ، فَحَذَرَت قُرَيشٌ خُروجَهُ ، وعَرَفوا أنَّهُ قَد أجمَعَ لِحَربِهِم ، فَاجتَمَعوا في دارِ النَّدوَةِ ـ وهِيَ دارُ قُصَيِّ بنِ كِلابٍ ـ يَتَشاوَرونَ في أمرِهِ. ۶

۱۱۳۷۱.الطبقات الكبرى عن عُبادة بن الصامت :لَمّا كانَ العامُ المُقبِلُ مِنَ العامِ الَّذي لَقِيَ فيهِ

1.الجَباجِبُ : جمع جُبجُب ، وهو المستوي من الأرض ليس بِحَزن ، وهي أسماء منازل بمنى (النهاية : ج ۱ ص ۲۳۴ «جبجب») .

2.يقال : صبأ فلان ؛ إذا خرج من دينٍ إلى دينٍ غيره ... ويسمّون المسلمين : الصُّباة (النهاية : ج ۳ ص ۳ «صبأ») .

3.أعجَزَني فُلانٌ : أي فاتني (لسان العرب : ج ۵ ص ۳۷۰ «عجز») .

4.النِّسعُ : سَير مَظفور ، يُجعل زماما للبعير (النهاية : ج ۵ ص ۴۸ «نسع») .

5.أرسالاً: أي أفواجا وفِرقا متقطّعة يَتبع بعضهم بَعضاً (مجمع البحرين: ج ۲ ص ۷۰۰ «رسل») .

6.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۱ ص ۱۸۱ ، بحار الأنوار : ج ۱۹ ص ۲۵ ح ۱۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 118668
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي