389
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

النّاسِ إلَيكَ ، فَنَحنُ قَد قَطَعنَا القَريبَ وَالبَعيدَ وذَا الرَّحِمِ ، ونَشهَدُ أنَّهُ رَسولُ اللّهِ أرسَلَهُ مِن عِندِهِ لَيسَ بِكَذّابٍ ، وإنَّ ما جاءَ بِهِ لا يُشبِهُ كَلامَ البَشَرِ . وأَمّا ما ذَكَرتَ أنَّكَ لا تَطمَئِنُّ إلَينا في أمرِهِ حَتّى تَأخُذَ مَواثيقَنا ، فَهذِهِ خَصلَةٌ لا نَرُدُّها عَلى أحَدٍ أرادَها لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَخُذ ما شِئتَ .
ثُمَّ التَفَتَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، خُذ لِنَفسِكَ ما شِئتَ وَاشتَرِط لِرَبِّكَ ما شِئتَ .
فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : أشتَرِطُ لِرَبّي عز و جل أن تَعبُدوهُ ولا تُشرِكوا بِهِ شَيئا ، ولِنَفسي أن تَمنَعوني مِمّا تَمنَعونَ مِنهُ أنفُسَكُم وأَبناءَكُم ونِساءَكُم .
قالوا : فَذلِكَ لَكَ يا رَسولَ اللّهِ . ۱

۱۱۳۷۶.السيرة النبويّة لابن هشام عن كعب بن مالكـ وكانَ مِمَّن شَهِدَ العَقَبَةَ وبايَعَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِها ـ :خَرَجنا إلَى الحَجِّ ، وواعَدَنا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله العَقَبَةَ مِن أوسَطِ أيّامِ التَّشريقِ ، فَلَمّا فَرَغنا مِنَ الحَجِّ ، وكانَتِ اللَّيلَةُ الَّتي واعَدَنا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَها ، ومَعَنا عَبدُ اللّهِ بنُ عَمرِو بنِ حَرامٍ أبو جابِرٍ ؛ سَيِّدٌ مِن ساداتِنا ، وشَريفٌ مِن أشرافِنا أخَذناهُ
مَعَنا ، وكُنّا نَكتُمُ مَن مَعَنا مِن قَومِنا مِنَ المُشرِكينَ أمرَنا ، فَكَلَّمناهُ وقُلنا لَهُ : يا أبا جابِرٍ ، إنَّكَ سَيِّدٌ مِن ساداتِنا وشَريفٌ مِن أشرافِنا ، وإنّا نَرغَبُ بِكَ عَمّا أنتَ فيهِ أن تَكونَ حَطَبا لِلنّارِ غَدا . ثُمَّ دَعَوناهُ إلَى الإِسلامِ ، وأَخبَرناهُ بِميعادِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله إيّانَا العَقَبَةَ . قالَ : فَأَسلَمَ وشَهِدَ مَعَنَا العَقَبَةَ ، وكانَ نَقيبا .
قالَ : فَنِمنا تِلكَ اللَّيلَةَ مَعَ قَومِنا في رِحالِنا ، حَتّى إذا مَضى ثُلُثُ اللَّيلِ خَرَجنا مِن رِحالِنا لِميعادِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، نَتَسَلَّلُ تَسَلُّلَ القَطا مُستخَفينَ ، حَتَّى اجتَمَعنا فِي الشِّعبِ عِندَ العَقَبَةِ ، ونَحنُ ثَلاثَةٌ وسَبعونَ رَجُلاً ، ومَعَنَا امرَأَتانِ مِن نِسائِنا : نُسَيبَةُ

1.دلائل النبوّة لأبي نعيم : ج ۱ ص ۳۰۲ ح ۲۲۶ ، كنز العمّال : ج ۱ ص ۳۲۶ ح ۱۵۲۵ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
388

فَقالَ أسعَدُ بنُ زُرارَةَ وشَقَّ عَلَيهِ قَولُ العَبّاسِ حينَ اتَّهَمَ عَلَيهِ أسعَدَ وأَصحابَهُ ، قالَ : يا رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ائذَن لَنا فَلنُجِبهُ غَيرَ مُخشِنينَ بِصَدرِكَ ولا مُتَعَرِّضينَ لِشَيءٍ مِمّا تَكرَهُ ، إلّا تَصديقا لِاءِجابَتِنا إيّاكَ وإيمانا بِكَ .
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أجيبوهُ غَيرَ مُتَّهَمينَ .
فَقالَ أسعَدُ بنُ زُرارَةَ وأَقبَلَ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِوَجهِهِ ، فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ لِكُلِّ دَعوَةٍ سَبيلاً ؛ إن لينٌ وإن شِدَّةٌ ، وقَد دَعَوتَ اليَومَ إلى دَعوَةٍ مُتَجَهِّمَةٍ ۱ لِلنّاسِ مُتَوَعِّرَةٍ عَلَيهِم ، دَعَوتَنا إلى تَركِ دينِنا وَاتِّباعِكَ عَلى دينِكَ ، وتِلكَ رُتبَةٌ صَعبَةٌ ، فَأَجَبناكَ إلى ذلِكَ ، ودَعَوتَنا إلى قَطعِ ما بَينَنا وبَينَ النّاسِ مِنَ الجِوارِ وَالأَرحامِ القَريبِ وَالبَعيدِ ، وتِلكَ رُتبَةٌ صَعبَةٌ ، فَأَجَبناكَ إلى ذلِكَ ، ودَعَوتَنا ـ ونَحنُ جَماعَةٌ في دارِ عِزٍّ ومَنَعَةٍ لا يَطمَعُ فيها أحَدٌ ـ أن يَرأَسَ عَلَينا رَجُلٌ مِن غَيرِنا قَد أفرَدَهُ قَومُهُ وأَسلَمَهُ أعمامُهُ ، وتِلكَ رُتبَةٌ صَعبَةٌ ، فَأَجَبناكَ إلى ذلِكَ .
وكُلُّ هؤُلاءِ الرُّتَبُ مَكروهَةٌ عِندَ النّاسِ ، إلّا مَن عَزَمَ اللّهُ عَلى رُشدِهِ ، وَالتَمَسَ الخَيرَ في عَواقِبِها ، وقَد أجَبناكَ إلى ذلِكَ بِأَلسِنَتِنا وصُدورِنا وأَيدينا ؛ إيمانا بِما جِئتَ بِهِ ، وتَصديقا بِمَعرِفَةٍ ثَبَتَت في قُلوبِنا ، نُبايِعُكَ عَلى ذلِكَ ونُبايِعُ رَبَّنا ورَبَّكَ ، يَدُ اللّهِ فَوقَ أيدينا ، ودِماؤُنا دونَ دَمِكَ ، وأَيدينا دونَ يَدِكَ ، نَمنَعُكُ مِمّا نَمنَعُ مِنهُ أنفُسَنا وأَبناءَنا ونِساءَنا ، فَإِن نَفِ بِذلِكَ فَلِلّهِ نَفي ، وإن نَغدِر فَبِاللّهِ نَغدِرُ ونَحنُ بِهِ أشقِياءُ ، هذَا الصِّدقُ مِنّا يا رَسولَ اللّهِ ، وَاللّهُ المُستَعانُ .
ثُمَّ أقبَلَ عَلَى العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ بِوَجهِهِ فَقالَ : وأَمّا أنتَ أيُّهَا المُعتَرِضُ لَنا بِالقَولِ دونَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، وَاللّهُ أعلَمُ ما أرَدتَ بِذلِكَ ، ذَكَرتَ أنَّهُ ابنُ أخيكَ وَأَحَبُّ

1.تجهّمه : أي يلقاه بالغلظة ( النهاية : ج ۱ ص ۳۲۳ « جهم » ) .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 118650
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي