391
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

۱۱۳۷۷.الكامل في التاريخ :لَمّا فَشَا الإِسلامُ فِي الأَنصارِ اتَّفَقَ جَماعَةٌ مِنهُم عَلَى المَسيرِ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، مُستَخفينَ لا يَشعُرُ بِهِم أحَدٌ ، فَساروا إلى مَكَّةَ فِي المَوسِمِ في ذِي الحِجَّةِ مَعَ كُفّارِ قَومِهِم ، وَاجتَمَعوا بِهِ وواعَدوهُ أوسَطَ أيّامِ التَّشريقِ ۱ بِالعَقَبَةِ .
فَلَمّا كانَ اللَّيلُ خَرَجوا بَعدَ مُضِيِّ ثُلُثِهِ مُستَخفينَ يَتَسَلَّلونَ حَتَّى اجتَمَعوا بِالعَقَبَةِ ، وهُم سَبعونَ رَجُلاً ، مَعَهُمُ امرَأَتانِ : نُسَيبَةُ بِنتُ كَعبٍ اُمُّ عُمارَةَ ، وأَسماءُ اُمُّ عَمرِو بنِ عَدِيٍّ مِن بَني سَلِمَةَ ، وجاءَهُم رَسولُ اللّهِ ومَعَهُ عَمُّهُ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ ، وهُوَ كافِرٌ ، أحَبَّ أن يَتَوَثَّقَ لِابنِ أخيهِ ، فَكانَ العَبّاسُ أوَّلَ مَن تَكَلَّمَ فَقالَ :
يا مَعشَرَ الخَزرَجِ ـ وكانَتِ العَرَبُ تُسَمِّي الخَزرَجَ وَالأَوسَ بِهِ ـ إنَّ مُحَمَّدا مِنّا حَيثُ قَد عَلِمتُم في عِزٍّ ومَنَعَةٍ ، وإنَّهُ قَد أبى إلَا الاِنقِطاعَ إلَيكُم ، فَإِن كُنتُم تَرَونَ أنَّكُم وافونَ لَهُ بِما دَعَوتُموهُ إلَيهِ ومانِعوهُ ، فَأَنتُم وذلِكَ ، وإن كُنتُم تَرَونَ أنَّكُم مُسلِموهُ ، فَمِنَ الآنَ فَدَعوهُ فَإِنَّهُ في عِزٍّ ومَنَعَةٍ .
فَقالَ الأَنصارُ : قَد سَمِعنا ما قُلتَ ، فَتَكَلَّم يا رَسولَ اللّهِ وخُذ لِنَفسِكَ ورَبِّكَ ما أحبَبتَ .
فَتَكَلَّمَ وتَلَا القُرآنَ ورَغَّبَ فِي الإِسلامِ ، ثُمَّ قالَ : تَمنَعُونّي مِمّا تَمنَعونَ مِنهُ نِساءَكُم وأَبناءَكُم .
ثُمَّ أخَذَ البَراءُ بنُ مَعرورٍ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قالَ : وَالَّذي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لَنَمنَعَنَّكَ مِمّا نَمنَعُ مِنهُ اُزُرَنا ، فَبايِعنا يا رَسولَ اللّهِ فَنَحنُ وَاللّهِ أهلُ الحَربِ .
فَاعتَرَضَ الكَلامَ أبُو الهَيثَمِ بنِ التَّيِّهانِ فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ بَينَنا وبَينَ النّاسِ حِبالاً ، وإنّا قاطِعوها ـ يَعنِي اليَهودَ ـ فَهَل عَسَيتَ إن أظهَرَكَ اللّهُ عز و جلأن تَرجِعَ إلى قَومِكَ وتَدَعَنا ؟

1.في المصدر : «التشريف» ، وما أثبتناه هو الصواب ويؤيّده السياق والنصوص السابقة واللاحقة .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
390

بِنتُ كَعبٍ اُمُّ عُمارَةَ ؛ إحدى نِساءِ بَني مازِنِ بنِ النَّجّارِ ، وأَسماءُ بِنتُ عَمرِو بنِ عَدِيِّ بنِ نابِئٍ ؛ إحدى نِساءِ بَني سَلِمَةَ وهِيَ اُمُّ مَنيعٍ .
قالَ : فَاجتَمَعنا فِي الشِّعبِ نَنتَظِرُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، حَتّى جاءَنا ومَعَهُ عَمُّهُ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ ، وهُوَ يَومَئِذٍ عَلى دينِ قَومِهِ ، إلّا أنَّهُ أحَبَّ أن يَحضُرَ أمرَ ابنِ أخيهِ ويَتَوَثَّقَ لَهُ . فَلَمّا جَلَسَ كانَ أوَّلَ مُتَكَلِّمٍ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ ، فَقالَ :
يا مَعشَرَ الخَزرَجِ ـ قالَ : وكانَتِ العَرَبُ إنَّما يُسَمّونَ هذَا الحَيَّ مِنَ الأَنصارِ الخَزرَجَ ؛ خَزرَجَها وأَوسَها ـ إنَّ مُحَمَّدا مِنّا حَيثُ قَد عَلِمتُم ، وقَد مَنَعناهُ مِن قَومِنا مِمَّن هُوَ عَلى مِثلِ رَأيِنا فيهِ ، فَهُوَ في عِزٍّ مِن قَومِهِ ومَنَعَةٍ في بَلَدِهِ ، وإنَّهُ قَد أبى إلَا الاِنحِيازَ إلَيكُم وَاللُّحوقَ بِكُم ، فَإِن كُنتُم تَرَونَ أنَّكُم وافونَ لَهُ بِما دَعَوتُموهُ إلَيهِ ومانِعوهُ مِمَّن خالَفَهُ ، فَأَنتُم وما تَحَمَّلتُم مِن ذلِكَ ، وإن كُنتُم تَرَونَ أنَّكُم مُسلِموهُ وخاذِلوهُ بَعدَ الخُروجِ بِهِ إلَيكُم ، فَمِنَ الآنَ فَدَعوهُ ، فَإِنَّهُ في عِزٍّ ومَنَعَةٍ مِن قَومِهِ وبَلَدِهِ .
قالَ : فَقُلنا لَهُ : قَد سَمِعنا ما قُلتَ ، فَتَكَلَّم يا رَسولَ اللّهِ ، فَخُذ لِنَفسِكَ ولِرَبِّكَ ما أحبَبتَ .
قالَ : فَتَكَلَّمَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَتَلَا القُرآنَ ودَعا إلَى اللّهِ ورَغَّبَ فِي الإِسلامِ ، ثُمَّ قالَ : اُبايِعُكُم عَلى أن تَمنَعوني مِمّا تَمنَعونَ مِنهُ نِساءَكُم وأَبناءَكُم .
قالَ : فَأَخَذَ البَراءُ بنُ مَعرورٍ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قالَ : نَعَم ، وَالَّذي بَعَثَكَ بِالحَقِّ نَبِيّا ، لَنَمنَعَنَّكَ مِمّا نَمنَعُ مِنهُ اُزُرَنا ، فَبايِعنا يا رَسولَ اللّهِ . ۱

1.السيرة النبويّة لابن هشام : ج ۲ ص ۸۳ ، مسند ابن حنبل : ج ۵ ص ۳۵۸ ح ۱۵۷۹۸ ، تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۳۶۱ ، اُسد الغابة : ج ۱ ص ۳۶۵ الرقم ۳۹۲ كلّها نحوه ، كنز العمّال : ج ۸ ص ۲۹ ح ۲۱۷۲۲ نقلاً عن أبي نعيم .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 118622
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي