413
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

قالَ : لا تَلطِمنَ خَدّا ، ولا تَخمِشنَ وَجها ، ولا تَنتِفنَ شَعرا ، ولا تَشقُقنَ جَيبا ، ولا تُسَوِّدنَ ثَوبا ، ولا تَدعِينَ بِوَيلٍ . فَبايَعَهُنَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى هذا .
فَقالَت : يا رَسولَ اللّهِ كَيفَ نُبايِعُكَ ؟
قالَ : إنَّني لا اُصافِحُ النِّساءَ . فَدَعا بِقَدَحٍ مِن ماءٍ فَأَدخَلَ يَدَهُ ثُمَّ أخرَجَها ، فَقالَ : أدخِلنَ أيدِيَكُنَّ فِي هذَا الماءِ فَهِيَ البَيعَةُ . ۱

۱۱۴۱۴.تفسير القمّيـ في قَولِهِ تَعالى :«يَاأَيُّهَا النَّبِىُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْـ?ا وَ لَا يَسْرِقْنَ وَ لَا يَزْنِينَ وَ لَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَ لَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَ أَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»ـ :نَزَلَت يَومَ فَتحِ مَكَّةَ ؛ وذلِكَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَعَدَ فِي المَسجِدِ يُبايِعُ الرِّجالَ إلى صَلاةِ الظُّهرِ وَالعَصرِ ، ثُمَّ قَعَدَ لِبَيعَةِ النِّساءِ ، وأَخَذَ قَدَحا مِن ماءٍ فَأَدخَلَ يَدَهُ فيهِ ، ثُمَّ قالَ لِلنِّساءِ : مَن أرادَت أن تُبايِعَ فَلتُدخِل يَدَها فِي القَدَحِ ، فَإِنّي لا اُصافِحُ النِّساءَ .
ثُمَّ قَرَأَ عَلَيهِنَّ ما أنزَلَ اللّهُ مِن شُروطِ البَيعَةِ عَلَيهِنَّ ، فَقالَ : «عَلَى أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْـ?ا وَ لَا يَسْرِقْنَ وَ لَا يَزْنِينَ وَ لَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَ لَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَ أَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ» ، فَقامَت اُمُّ حَكيمٍ ابنَةُ الحارِثِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ ، فَقالَت : يا رَسولَ اللّهِ ، ما هذَا المَعروفُ الَّذي أمَرَنَا اللّهُ بِهِ أن لا نَعصِيَكَ فيهِ ؟
فَقالَ : أن لا تَخمِشنَ وَجها ، ولا تَلطِمنَ خَدّا ، ولا تَنتِفنَ شَعرا ، ولا تَمزِقنَ جَيبا ، ولا تُسَوِّدنَ ثَوبا ، ولا تَدعونَ بِالوَيلِ وَالثُّبورِ ، ولا تُقيمَنَّ عِندَ قَبرٍ .
فَبايَعَهُنَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى هذِهِ الشُّروطِ . ۲

1.الكافي : ج ۵ ص ۵۲۷ ح ۵ عن أبان ، بحار الأنوار : ج ۲۱ ص ۱۳۴ ح ۲۳ .

2.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۳۶۴ ، بحار الأنوار : ج ۲۱ ص ۱۱۳ ح ۶ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
412

مالِهِ هَناتٍ ، فَلا أدري أيَحِلُّ لي أم لا ؟ فَقالَ أبو سُفيانَ : ما أصَبتِ مِن مالي فيما مَضى وفيما غَبَرَ فَهُوَ لَكِ حَلالٌ .
فَضَحِكَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وعَرَفَها ، فَقالَ لَها : وإنَّكِ لَهِندٌ بِنتُ عُتبَةَ ؟ قالَت : نَعَم ، فَاعفُ عَمّا سَلَفَ يا نَبِيَّ اللّهِ ، عَفَا اللّهُ عَنكَ .
فَقالَ صلى الله عليه و آله : ولا تَزنينَ . فَقالَت هِندٌ : أوَ تَزنِي الحُرَّةُ ؟ ... .
فَقالَ صلى الله عليه و آله : ولا تَقتُلنَ أولادَكُنَّ . فَقالَت هِندٌ : رَبَّيناهُم صِغارا وقَتَلتُموهُم كِبارا ، وأَنتُم وهُم أعلَمُ ! وكانَ ابنُها حَنظَلَةُ بنُ أبي سُفيانَ قَتَلَهُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام يَومَ بَدرٍ ، فَضَحِكَ عُمَرُ حَتَّى استَلقى ، وتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله .
ولَمّا قالَ : ولا تَأتينَ بِبُهتانٍ ، فَقالَت هِندٌ : وَاللّهِ إنَّ البُهتانَ قَبيحٌ وما تَأمُرُنا إلّا بِالرُّشدِ ومَكارِمِ الأَخلاقِ . ولَمّا قالَ : «وَلَا يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ» ، فَقالَت هِندٌ : ما جَلَسنا مَجلِسَنا هذا وفي أنفُسِنا أن نَعصِيَكَ في شَيءٍ . ۱

۱۱۴۱۳.الإمام الصادق عليه السلام :لَمّا فَتَحَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَكَّةَ بايَعَ الرِّجالَ ، ثُمَّ جاءَ النِّساءُ يُبايِعنَهُ ، فَأَنزَلَ اللّهُ عز و جل : «يَاأَيُّهَا النَّبِىُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْـ?ا وَ لَا يَسْرِقْنَ وَ لَا يَزْنِينَ وَ لَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَ لَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَ أَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» ، فَقالَت هِندٌ : أمَّا الوَلَدُ فَقَد رَبَّينا صِغارا وقَتَلتَهُم كِبارا .
وقالَت اُمُّ حَكيمٍ بِنتُ الحارِثِ بنِ هِشامٍ ـ وكانَت عِندَ عِكرِمَةَ بنِ أبي جَهلٍ ـ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما ذلِكَ المَعروفُ الَّذي أمَرَنَا اللّهُ أن لا نَعصِيَنَّكَ فيهِ ؟

1.مجمع البيان : ج ۹ ص ۴۱۴ ، بحار الأنوار : ج ۲۱ ص ۹۸ ؛ تفسير القرطبي : ج ۱۸ ص ۷۱ ، تفسير ابن كثير : ج ۸ ص ۱۲۴ عن ابن عبّاس ، تاريخ الطبري : ج ۳ ص ۶۱ عن قتادة السدوسي ، تاريخ دمشق : ج ۷۰ ص ۱۸۱ عن مقاتل بن سليمان و كلّها نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 118624
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي