421
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

فَلَمّا بَلَغَ غَديرَ خُمِّ ـ قَبلَ الجُحفَةٍ بِثَلاثَةِ أميالٍ ـ أتاهُ جَبرَئيلُ عليه السلام ـ عَلى خَمسِ ساعاتٍ مَضَت مِنَ النَّهارِ ـ بِالزَّجرِ وَالاِنتِهارِ ، وَالعِصمَةِ مِنَ النّاسِ ! فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللّهَ عز و جل يُقرِئُكَ السَّلامَ ، ويَقولُ لَكَ : «يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ» في عَلِيٍّ ، «وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» . وكانَ أوائِلُهُم قَريبا مِنَ الجُحفَةِ ، فَأَمَرَهُ بِأَن يَرُدَّ مَن تَقَدَّمَ مِنهُم ، ويَحبِسَ منَ تَأَخَّرَ عَنهُم في ذلِكَ المَكانِ ؛ لِيُقيمَ عَلِيّا لِلنّاسِ عَلَما ، ويُبَلِّغَهُم ما أنزَلَ اللّهُ تَعالى في عَلِيٍّ عليه السلام ، وأخبَرَهُ بِأَنَّ اللّهَ عز و جلقَد عَصَمَهُ مِن النّاسِ . ۱

۱۱۴۳۲.الإمام الهادي عليه السلامـ في زِيارَةٍ زارَ بِها في يَومِ الغَديرِ فِي السَّنَةِ الَّتي أشخَصَهُ المُعتَصِمُ ـ :... السَّلامُ عَلَيكَ يا سَيِّدَ المُسلِمينَ ، ويَعسوبَ المُؤمِنينَ ، وإمامَ المُتَّقينَ ، وقائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلينَ ورَحمَةُ اللّهِ وَبرَكاتُهُ ، أشهَدُ أنَّكَ أخُو الرَّسولِ ووَصِيُّهُ ، ووارِثُ عِلمِهِ ، وأمينُهُ عَلى شَرعِهِ ، وخَليفَتُهُ في اُمَّتِهِ ، وأوَّلُ مَن آمَنَ بِاللّهِ وصَدَّقَ بِما أنزَلَ عَلى نَبِيِّهِ ، وأشهَدُ أنَّهُ قَد بَلَّغَ عَنِ اللّهِ ما أنزَلَهُ فيكَ ، وصَدَعَ بِأَمرِهِ ، وأوجَبَ عَلى اُمَّتِهِ فَرضَ وِلايَتِكَ ، وعَقَدَ عَلَيهِمُ البَيعَةَ لَكَ ، وجَعَلَكَ أولى بِالمُؤمِنينَ مِن أنفُسِهِم كَما جَعَلَهُ اللّهُ كَذلِكَ . ۲

راجع : موسوعة الإمام عليّبن أبي طالب عليه السلام : ج 1 ص 511 ( القسم الثالث / الفصل العاشر : حديث الغدير ) .

1.الاحتجاج : ج۱ ص۱۳۳ ح۳۲ ، اليقين : ص۳۴۳ ح۱۲۷ كلاهما عن علقمة بن محمّد الحضرمي ، روضة الواعظين : ص۱۰۰ ، بحار الأنوار : ج۳۷ ص۲۰۱ ح۸۶ .

2.المزار الكبير : ص۲۶۴ ح۱۲ عن أبي القاسم بن روح وعثمان بن سعيد العمري عن الإمام العسكري عليه السلام ، المزار للشهيد الأوّل : ص۶۶ من دون إسنادٍ إليه عليه السلام ، بحار الأنوار : ج۱۰۰ ص۳۵۹ ح۶ نقلاً عن المفيد .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
420

۱۱۴۳۱.الإمام الباقر عليه السلام :حَجَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِنَ المَدينَةِ ، وقَد بَلَّغَ جمَيعَ الشَّرائِعِ قَومَهُ ، غَيرَ الحَجِّ وَالوِلايَةِ ، فَأَتاهُ جَبرَئيلُ عليه السلام ، فَقالَ لَهُ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللّهَ جَلَّ اسمُهُ يُقرِئُكَ السَّلامَ ويَقولُ لَكَ : إنّي لَم أقبِض نَبِيّا مِن أنبِيائي ولا رَسولاً مِن رُسُلي إلّا بَعدَ إكمالِ ديني وتَأكيدِ حُجَّتي ، وقَد بَقِيَ عَلَيكَ مِن ذاكَ فرَيضَتانِ مِمّا تَحتاجُ أن تُبَلِّغَهُما قَومَكَ : فَريضَةُ الحَجِّ ، وفَريضَةُ الوِلايَةِ وَالخِلافَةِ مِن بَعدِكَ ؛ فَإِنّي لَم اُخلِ أرضي مِن حُجَّةٍ ، ولَن اُخلِيَها أبَدا ، فَإِنَّ اللّهَ ـ جَلَّ ثَناؤُهُ ـ يَأمُرُكَ أن تُبَلِّغَ قَومَكَ الحَجَّ ، وتَحُجَّ . . . .
فَلَمّا وَقَفَ بِالمَوقِفِ أتاهُ جَبرَئيلُ عليه السلام عَنِ اللّهِ عز و جل ، فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللّهَ عز و جل يُقرِئُكَ السَّلامَ ويَقولُ لَكَ : إنَّهُ قَد دَنا أجَلُكَ ومُدَّتُكَ ، وأنَا مُستَقدِمُكَ عَلى ما لابُدَّ مِنهُ ولا عَنهُ مَحيصٌ ، فَاعهَد عَهدَكَ ، وقَدِّمَ وَصِيَّتَكَ ، وَاعمِد إلى ما عِندَكَ مِنَ العِلمِ وميراثِ عُلومِ الأَنبِياءِ مِن قَبلِكَ ، وَالسِّلاحِ وَالتّابوتِ ، وجَميعِ ما عِندَكَ مِن آياتِ الأَنبِياءِ ، فَسَلِّمهُ إلى وَصِيِّكَ وخَليفَتِكَ مِن بَعدِكَ ؛ حُجَّتِي البالِغةِ عَلى خَلقي عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، فَأَقِمهُ لِلنّاسِ عَلَما ، وجَدِّد عَهدَهُ وميثاقَهُ وبَيعَتَهُ .
وذَكِّرهُم ما أخَذتَ عَلَيهِم مِن بَيعَتي وميثاقِي الَّذي واثَقتَهُم بِهِ ، وعَهدِي الَّذي عَهِدتَ إلَيهِم ؛ مِن وِلايَةِ وَلِيّي ومَولاهُم ومَولى كُلِّ مَؤمِنٍ ومَؤمِنَةٍ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ؛ فَإِنّي لَم أقبِض نَبِيّا مِنَ الأَنبِياءِ إلّا مِن بَعدِ إكمالِ ديني وحُجَّتي ، وإتمامِ نِعمَتي بِوِلايَةِ أولِيائي ومُعاداةِ أعدائي ، وذلِكَ كَمالُ تَوحيدي وديني .
وإتمامُ نِعمَتي عَلى خَلقي بِاتِّباعِ وَلِيّي وطاعَتِهِ ؛ وذلِكَ أنّي لا أترُكُ أرضي بِغَيرِ وَلِيٍّ ولا قَيِّمٍ ؛ لِيَكونَ حُجَّةً لي عَلى خَلقي ، فَـ «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْاءِسْلَامَ دِينًا» بِوِلايَةِ وَلِيّي ومَولى كُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ ؛ عَلِيٍّ عَبدي ، ووَصِيِّ نَبِيّي ، وَالخَليفَةِ مِن بَعدِهِ ، وحُجَّتِي البالِغَةِ عَلى خَلقي ، مَقرونَةٌ طاعَتُهُ بِطاعَةِ مُحَمَّدٍ نَبِيّي ، ومَقرونَةٌ طاعَتُهُ مَعَ طاعَةِ مُحَمَّدٍ بِطاعَتي ، مَن أطاعَهُ فَقَد أطاعَني ، ومَن عَصاهُ فَقَد عَصاني ، جَعَلتُهُ عَلَما بَيني وبَينَ خَلقي . . . .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 118669
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي