53
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

ويَدعُوَهُم إلى عِبادَتِهِ ؛ حَتّى لا يَختَلِفَ مِنهُمُ اثنانِ ، ولِمَ احتَجَبَ عَنهُم وأَرسَلَ إلَيهِمُ الرُّسُلَ ؟ ولَو باشَرَهُم بِنَفسِهِ كانَ أقرَبَ إلَى الإِيمانِ بِهِ .
فَقالَ لي : وَيلَكَ ! وكَيفَ احتَجَبَ عَنكَ مَن أراكَ قُدرَتَهُ في نَفسِكَ ؟ ! نُشوءَكَ ولَم تَكُن ، وكِبَرَكَ بَعدَ صِغَرِكَ ، وقُوَّتَكَ بَعدَ ضَعفِكَ ، وضَعفَكَ بَعدَ قُوَّتِكَ ، وسُقمَكَ بَعدَ صِحَّتِكَ ، وصِحَّتَكَ بَعدَ سُقمِكَ ، ورِضاكَ بَعدَ غَضَبِكَ ، وغَضَبَكَ بَعدَ رِضاكَ ، وحُزنَكَ بَعدَ فَرَحِكَ ، وفَرَحَكَ بَعدَ حُزنِكَ ، وحُبَكَ بَعدَ بُغضِكَ ، وبُغضَكَ بَعدَ حُبِّكَ ، وعَزمَكَ بَعدَ أناتِكَ ، وأَناتَكَ بَعدَ عَزمِكَ ، وشَهوَتَكَ بَعدَ كَراهَتِكَ ، وكَراهَتَكَ بَعدَ شَهوَتِكَ ، ورَغبَتَكَ بَعدَ رَهبَتِكَ ، ورَهبَتَكَ بَعدَ رَغبَتِكَ ، ورَجاءَكَ بَعدَ يَأسِكَ ، ويَأسَكَ بَعدَ رَجائِكَ ، وخاطِرَكَ بِما لَم يَكُن في وَهمِكَ ، وعُزوبَ ما أنتَ مُعتَقِدُهُ عَن ذِهنِكَ .
ومازالَ يَعُدُّ عَلَيَّ قُدرَتَهُ الَّتي في نَفسِي الَّتي لا أدفَعُها ، حَتّى ظَنَنتُ أنَّهُ سَيَظهَرُ في ما بَيني وبَينَهُ ! ۱

8 / 6

أثَرُ استِجابَةِ الإِمامِ عليه السلام وَانصِياعُهُ لِلقَضاءِ

۱۱۰۸۵.السّنن الكبرى عن الشعبيّ :خَرَجَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ إلَى السّوقِ ، فَإِذا هُوَ بِنَصرانِيٍّ يَبيعُ دِرعاً ، فَعَرَفَ عَلِيٌّ الدِّرعَ فَقالَ : هذِهِ دِرعي ، بَيني وبَينَكَ قاضِي المُسلِمينَ ـ وكانَ قاضِيَ المُسلِمينَ شُرَيحٌ ؛ كانَ عَلِيٌّ استَقضاهُ ـ فَلَمّا رَأى شُرَيحٌ أميرَ المُؤمِنينَ قامَ مِن مَجلِسِ القَضاءِ وأَجلَسَ عَلِيّا في مَجلِسِهِ ، وجَلَسَ شُرَيحٌ قُدّامَهُ إلى جَنبِ النَّصرانِيِّ .

1.الكافي : ج ۱ ص ۷۴ ح ۲ ، التوحيد : ص ۱۲۵ ح ۴ ، بحارالأنوار : ج ۳ ص ۴۲ ح ۱۸ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
52

الباقونَ فَرَعاعٌ وبَهائِمُ .
فَقالَ لَهُ ابنُ أبِي العَوجاءِ : وكَيفَ أوجَبتَ هذَا الاِسمَ لِهذَا الشَّيخِ دونَ هؤُلاءِ ؟ قالَ : لِأَ نّي رَأَيتُ عِندَهُ ما لَم أرَهُ عِندَهُم . فَقالَ لَهُ ابنُ أبِي العَوجاءِ : لابُدَّ مِنِ اختِبارِ ما قُلتَ فيهِ مِنهُ . فَقالَ لَهُ ابنُ المُقَفَّعِ : لا تَفعَل ؛ فَإِنّي أخافُ أن يُفسِدَ عَلَيكَ ما في يَدِكَ ! فَقالَ : لَيسَ ذا رَأيَكَ ولكِن تَخافُ أن يَضعُفَ رَأيُكَ عِندي في إحلالِكَ إيّاهُ المَحَلَّ الَّذي وَصَفتَ ! فَقالَ ابنُ المُقَفَّعِ : أمّا إذا تَوَهَّمتَ عَلَيَّ هذا فَقُم إلَيهِ ، وتَحَفَّظ مَا استَطَعتَ مِنَ الزَّلَلِ ، ولا تَثنِ عِنانَكَ إلَى استِرسالٍ ؛ فَيُسَلِّمَكَ إلى عِقالٍ ، وسِمَهُ ما لَكَ أو عَلَيكَ .
فَقامَ ابنُ أبِي العَوجاءِ وبَقيتُ أنَا وَابنُ المُقَفَّعِ جالِسَينِ ، فَلَمّا رَجَعَ إلَينَا ابنُ أبِي العَوجاءِ قالَ : وَيلَكَ يَا بنَ المُقَفَّعِ ! ما هذا بِبَشَرٍ ! وإن كانَ فِي الدُّنيا روحانِيٌّ يَتَجَسَّدُ إذا شاءَ ظاهِراً ويَتَرَوَّحُ إذا شاءَ باطِناً فَهُوَ هذا ! فَقالَ لَهُ : وكَيفَ ذلِكَ ؟ قالَ : جَلَستُ إلَيهِ ، فَلَمّا لَم يَبقَ عِندَهُ غَيرِي ابتَدَأَني فَقالَ : إن يَكُنِ الأَمرُ عَلى ما يَقولُ هؤُلاءِ ، وهُوَ عَلى ما يَقولونَ ـ يَعني أهلَ الطَّوافِ ـ فَقَد سَلِموا وعَطِبتُم ، وإن يَكُنِ الأَمرُ عَلى ما تَقولونَ ـ ولَيسَ كَما تَقولونَ ـ فَقَدِ استَوَيتُم وهُم . فَقُلتُ لَهُ : يَرحَمُكَ اللّهُ !وأَيُّ شَيءٍ نَقولُ ؟ وأَيُّ شَيءٍ يَقولونَ ؟ ما قَولي وقَولُهُم إلّا واحِدا .
فَقالَ : وكَيفَ يَكونُ قَولُكَ وقَولُهُم واحِدا وهُم يَقولونَ : أنَّ لَهُم مَعادا وثَوابا وعِقابا ، ويَدينونَ بِأَنَّ فِي السَّماءِ إلهاً ، وأَنَّها عُمرانٌ ، وأَنتُم تَزعُمونَ أنَّ السَّماءَ خَرابٌ لَيسَ فيها أحَدٌ ؟ !
قالَ : فَاغتَنَمتُها مِنهُ فَقُلتُ لَهُ : ما مَنَعَهُ ـ إن كانَ الأَمرُ كَما يَقولونَ ـ أن يَظهَرَ لِخَلقِهِ

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 120296
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي