55
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِى بِهِ مَن نَّشَاءُ» 1 . فَقالَ : لَقَد هَداكَ اللّهُ .
ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ اهدِهِ ! ـ ثَلاثا ـ : سَل عَمّا شِئتَ يا بُنَيَّ . فَقُلتُ : إنَّ أبي واُمّي عَلَى النَّصرانِيَّةِ وأَهلَ بَيتي ، واُمّي مَكفوفَةُ البَصَرِ ، فَأَكونُ مَعَهُم وآكُلُ في آنِيَتِهِم ؟ فَقالَ : يَأكُلونَ لَحمَ الخِنزيرِ ؟ فَقُلتُ : لا ، ولا يَمَسّونَهُ . فَقالَ : لا بَأسَ ، فَانظُر اُمَّكَ فَبِرَّها ، فَإِذا ماتَت فَلا تَكِلها إلى غَيرِكَ ؛ كُن أنتَ الَّذي تَقومُ بِشَأنِها ، ولا تُخبِرَنَّ أحَدا أنَّكَ أتَيتَني ، حَتّى تَأتِيَني بِمِنى إن شاءَ اللّهُ .
قالَ : فَأَتَيتُهُ بِمِنى وَالنّاسُ حَولَهُ كَأَنَّهُ مُعَلِّمُ صِبيانٍ ؛ هذا يَسأَلُهُ ، وهذا يَسأَلُهُ ، فَلَمّا قَدِمتُ الكوفَةَ ألطَفتُ لِاُمّي ، وكُنتُ اُطعِمُها ، واُفَلّي ثَوبَها ورَأسَها ، وأَخدِمُها . فَقالَت لي : يا بُنَيَّ ، ما كُنتَ تَصنَعُ بي هذا وأَنتَ عَلى ديني ، فَمَا الَّذي أرى مِنكَ مُنذُ هاجَرتَ فَدَخَلتَ فِي الحَنيفِيَّةِ ؟ ! فَقُلتُ : رَجُلٌ مِن وُلدِ نَبِيِّنا أمَرَني بِهذا . فَقالَت : هذَا الرَّجُلُ هُوَ نَبِيٌّ ؟ فَقُلتُ : لا ، ولكِنَّهُ ابنُ نَبِيٍّ . فَقالَت : يا بُنَيَّ ، إنَّ هذا نَبِيٌّ ؛ إنَّ هذِهِ وَصايَا الأَنبِياءِ . فَقُلتُ : يا اُمَّه ، إنَّهُ لَيسَ يَكونُ بَعدَ نَبِيِّنا نَبِيٌّ ، ولكِنَّهُ ابنُهُ .
فَقالَت : يا بُنَيَّ ، دينُكَ خَيرُ دينٍ ، اِعرِضهُ عَلَيَّ . فَعَرَضتُهُ عَلَيها ، فَدَخَلَت فِي الإِسلامِ وعَلَّمتُها ، فَصَلَّتِ الظُّهرَ وَالعَصرَ وَالمَغرِبَ وَالعِشاءَ الآخِرَةَ . ثُمَّ عَرَضَ لَها عارِضٌ فِي اللَّيلِ ، فَقالَت : يا بُنَيَّ أعِد عَلَيَّ ما عَلَّمتَني . فَأَعَدتُهُ عَلَيها ، فَأَقَرَّت بِهِ وماتَت . فَلَمّا أصبَحَت كانَ المُسلِمونَ الذَّينَ غَسَّلوها ، وكُنتُ أنَا الَّذي صَلَّيتُ عَلَيها ونَزَلتُ في قَبرِها . 2

1.الشورى : ۵۲ .

2.الكافي : ج ۲ ص ۱۶۰ ح ۱۱ ، مشكاة الأنوار : ص ۲۷۸ ح ۸۳۹ بزيادة «الصلاة» بعد «علّمتها» ، بحار الأنوار : ج ۴۷ ص ۳۷۴ ح ۹۷ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
54

فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : أما يا شُرَيحُ لَو كانَ خَصمي مُسلِما لَقَعَدتُ مَعَهُ مَجلِسَ الخَصمِ ولكِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «لا تُصافِحوهُم ولا تَبدَؤوهُم بِالسَّلامِ .. . وصَغِّروهُم كَما صَغَّرَهُمُ اللّهُ» ، اِقضِ بَيني وبَينَهُ يا شُرَيحُ .
فَقالَ شُرَيحٌ : تَقولُ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟ فَقالَ عَلِيٌّ : هذِهِ دِرعي ذَهَبَت مِنّي مُنذُ زَمانٍ . فَقالَ شُرَيحٌ : ما تَقولُ يا نَصرانِيُّ ؟ فَقالَ النَّصرانِيُّ : ما اُكَذِّبُ أميرَ المُؤمِنينَ ، الدِّرعُ هِيَ دِرعي . فَقالَ شُرَيحٌ : ما أرى أن تَخرُجَ مِن يَدِهِ ، فَهَل مِن بَيِّنَةٍ ؟ فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : صَدَقَ شُرَيحٌ .
فَقالَ النَّصرانِيُّ : أما أنَا أشهَدُ أنَّ هذِهِ أحكامُ الأَنبِياءِ ، أميرُ المُؤمِنينَ يَجيءُ إلى قاضيهِ وقاضيهِ يَقضي عَلَيهِ ! هِيَ وَاللّهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ دِرعُكَ اتَّبَعتُكَ مِنَ الجَيشِ وقَد زالَت عَن جَمَلِكَ الأَورَقِ فَأَخَذتُها ؛ فَإِنّي أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وأَنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : أما إذا أسلَمتَ فَهِيَ لَكَ . وحَمَلَهُ عَلى فَرَسٍ عَتيقٍ . ۱

8 / 7

أثَرُ إحسانِ الاِبنِ إلى اُمِّهِ النَّصرانِيَّةِ

11086.الكافي عن زكريّا بن إبراهيم :كُنتُ نَصرانِيّا ، فَأَسلَمتُ وحَجَجتُ ، فَدَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ، فَقُلتُ : إنّي كُنتُ عَلَى النَّصرانِيَّةِ ، وإنّي أسلَمتُ . فَقالَ : وأَيُّ شَيءٍ رَأَيتَ فِي الإِسلامِ ؟ قُلتُ : قَولَ اللّهِ عز و جل : «مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الْكِتَابُ وَ لَا الْاءِيمَانُ وَ لَكِن

1.السنن الكبرى : ج ۱۰ ص ۲۳۰ ح ۲۰۴۶۵ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۴ ، كنز العمّال : ج ۷ ص ۲۴ ح ۱۷۷۸۹ ؛ الغارات : ج ۱ ص۱۲۴ نحوه ، بحارالأنوار : ج ۱۰۴ ص ۲۹۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 118628
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي