929 - حِكمَةُ لُقمانَ عليه السلام
الكتاب:
(وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ للَّهِِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) .۱
الحديث:
۰.4425.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله : حَقّاً أقولُ : لَم يَكُن لُقمانُ نَبيّاً ولكنْ كانَ عَبداً كَثيرَ التَّفكُّرِ حَسَنَ اليَقينِ ، أحَبَّ اللَّهَ فأحَبَّهُ ومَنَّ علَيهِ بالحِكمَةِ .
كانَ نائماً نِصفَ النَّهارِ إذ جاءَهُ نِداءٌ : يا لُقمانُ ، هَل لَكَ أن يَجعَلَكَ اللَّهُ خَليفَةً في الأرضِ تَحكُمُ بينَ النّاسِ بالحَقِّ ؟ فأجابَ الصَّوتَ : إنْ خَيَّرَني ربِّي قَبِلتُ العافِيَةَ ولَم أقبَلِ البَلاءَ ، وإنْ عَزمَ علَيَّ فسَمعاً وطاعَةً ؛ فإنّي أعلَمُ أنّهُ إنْ فَعَلَ بي ذلكَ أعانَني وعَصَمَني .
فقالتِ الملائكةُ بصوتٍ لا يَراهُم : لِمَ يا لُقمانُ ؟ قالَ : لأنَّ الحُكمَ أشَدُّ المَنازِلِ وآكَدُها ، يَغشاهُ الظُّلمُ مِن كلِّ مَكانٍ ، إن وُقِيَ فبِالحَريِّ أنْ يَنجو ، وإنْ أخطَأَ أخطَأَ طَريقَ الجَنّةِ ، ومَن يَكُن في الدُّنيا ذَليلاً وفي الآخِرَةِ شَريفاً خَيرٌ مِن أن يكونَ في الدُّنيا شَريفاً وفي الآخِرَةِ ذَليلاً ، ومَن يَختَرِ الدُّنيا علَى الآخِرَةِ تَفُتْهُ الدُّنيا ولا يُصيبُ الآخِرَةَ .
فتَعَجَّبَتِ المَلائكةُ مِن حُسنِ مَنطِقِهِ ، فنامَ نَومَةً فاُعطِيَ الحِكمَةَ فانتَبهَ يَتَكلَّمُ بها ، ثُمّ كانَ يُوازِرُ داوودَ بحِكمَتِهِ ، فقالَ لَهُ داوودُ : طُوبى لكَ يا لُقمانُ ، اُعطِيتَ الحِكمَةَ وصُرِفَت عنكَ البَلوى .۲
۰.4426.الإمامُ الباقرُ عليه السلام : قيلَ لِلُقمانَ : ما الّذي أجمَعتَ علَيهِ مِن حِكمَتِكَ ؟ قالَ : لا أتَكَلّفُ ما قد كُفِيتُهُ ، ولا اُضَيِّعُ ما وُلِّيتُهُ .۳