711 - آدابُ المُراقِبينَ
۰. إذا أرَدْتَ الحَجَّ فَجرِّدْ قلبَكَ للَّهِ تعالى مِن كلِّ شاغِلٍ، وحِجابِ كُلِّ حاجِبٍ ، وفَوِّضْ اُمورَكَ كُلَّها إلى خالِقِكَ ، وتَوَكَّلْ علَيهِ في جَميعِ ما يَظْهَرُ مِن حَرَكاتِكَ وسَكَناتِكَ، وسَلِّم لِقَضائهِ وحُكْمِهِ وقَدَرِهِ ، وَ دَعِ الدُّنيا والرّاحَةَ والخَلْقَ ، واخْرُجْ مِن حُقوقٍ تَلْزَمُكَ مِن جِهَةِ المَخلوقينَ ، ولا تَعْتَمِدْ على زادِكَ وراحِلَتِكَ وأصْحابِكَ وقُوَّتِكَ وشَبابِكَ ومالِكَ ، مَخافَةَ أنْ يَصِيرُوا لَكَ عَدُوّاً ووَبالاً، فَإنَّ مَنِ ادّعى رِضا اللَّهِ واعْتَمدَ على شيءٍ [سِواهُ۱ صَيّرَهُ علَيهِ عَدُوّاً ووَبالاً ، لِيَعْلَمَ أ نَّهُ لَيس لَهُ قُوَّةٌ ولا حِيلَةٌ ولا لأحَدٍ إلّا بعِصْمَةِ اللَّهِ وتَوفيقِهِ .
واسْتَعِدَّ اسْتِعْدادَ مَن لا يَرجو الرُّجوعَ ، وأحْسِنِ الصُّحْبَةَ ، وراعِ أوْقاتَ فرَائضِ اللَّهِ وسُنَنِ نَبيّهِ صلى اللَّه عليه و آله ، وما يَجِبُ علَيكَ مِن الأدَبِ والاحْتِمالِ والصَّبرِ والشُّكرِ والشَّفَقةِ والسَّخاءِ وإيْثارِ الزّادِ على دَوامِ الأوْقاتِ .
ثُمَّ اغْسِلْ بماءِ التَّوبةِ الخالِصَةِ ذُنوبَكَ ، والْبَسْ كِسْوَةَ الصِّدْقِ والصّفاءِ والخُضوعِ والخُشوعِ .
وأحْرِمْ مِن كلِّ شيءٍ يَمْنَعُكَ عَن ذِكرِ اللَّهِ ويَحْجُبُكَ عَن طاعَتِهِ .
ولَبِّ بمعنى إجابَةٍ صافِيَةٍ زاكِيَةٍ للَّهِ عزّوجلّ في دَعْوَتِكَ لَهُ ، مُتَمَسِّكاً بِعُروَتِهِ الوُثْقى .
وطُفْ بقَلبِكَ مَع الملائكةِ حَوْلَ العَرشِ كطَوافِكَ مَع المُسلِمينَ بنَفْسِكَ حَولَ البَيتِ .
وهَرْوِلْ هَروَلَةً مِن هَواكَ ، وتَبَرِّياً مِن جَميعِ حَولِكَ وقُوَّتِكَ .
فَاخْرُجْ مِن غَفْلَتِكَ وزَلّاتِكَ بخُروجِكَ إلى مِنى ، ولا تَتَمنَّ ما لا *يَحِلُّ لكَ ولا تَسْتَحِقُّهُ .
واعْتَرِفْ بالخَطايا بعَرَفاتٍ ، وجَدِّدْ عَهْدَكَ عِندَ اللَّهِ بوَحْدَانِيَّتِهِ .
وتَقَرّبْ إلى اللَّهِ وَاتَّقِهِ بمُزْدَلَفةَ .
واصْعَدْ بِروحِكَ إلى المَلاِ الأعلى بصُعودِكَ إلى الجَبلِ.
واذْبَحْ حَنْجَرَتَي الهَوى والطَّمَعِ عِند الذَّبيحَةِ .
وارْمِ الشَّهَواتِ والخَساسَةَ والدَّناءَةَ وَ[الأفعالَ۲ الذَّميمَةَ عِند رَمْي الجَمَراتِ .
واحْلِقِ العُيوبَ الظَّاهِرَةَ والباطِنَةَ بحَلْقِ رَأسِكَ .
وادْخُلْ في أمانِ اللَّهِ وكَنَفِهِ وسِتْرِهِ وكَلاءَتِهِ مِن مُتابَعَةِ مُرادِكَ بدُخولِكَ الحَرَمَ .
وزُرِ البَيتَ مُتَحَقّقاً لتَعْظيمِ صاحِبهِ ومَعرِفَةِ جلالِهِ وسُلطانهِ .
واسْتَلِمِ الحَجَرَ رِضَىً بقِسْمَتِهِ وخُضوعَاً لِعِزَّتِهِ .
ووَدِّعْ ما سِواهُ بطَوافِ الوَداعِ .
وَصَفِّ رُوحَكَ وسِرَّكَ لِلقاءِ اللَّهِ يَومَ تَلْقاهُ بِوقوفِكَ على الصَّفا .
وكُنْ ذا مُرُوَّةٍ مِن اللَّهِ تَقِيّاً أوْصافُكَ عِند المَرْوَةِ .
واسْتَقِمْ على شُروطِ حَجِّكَ هذا ووَفاءِ عَهْدِكَ الّذي عاهَدْتَ بِه مَع ربِّكَ وَأوجَبتَهُ إلى يَومِ القيامَةِ .۳
1.]ليس في المصدر وأوردناه من بحار الأنوار .
2.]ليس في المصدر وأوردناه من بحار الأنوار .
3.مصباح الشريعة : ۱۴۲ - ۱۴۹ ، بحار الأنوار : ۹۹/۱۲۴/۱ .