تاریخ - صفحه 112

الحديث

۱۲۲.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ في مَوعِظَتِهِ لِابنِ مَسعودٍ ـ :يَابنَ مَسعودٍ ! اُذكُرِ القُرونَ الماضِيَةَ ، وَالمُلوكَ الجَبابِرَةَ الَّذينَ مَضَوا ، فَإِنَّ اللّهَ يَقولُ : « وَ عَادًا وَ ثَمُودَاْ وَ أَصْحَابَ الرَّسِّ وَ قُرُونَاً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا »۱
. ۲

۱۲۳.الإمام عليّ عليه السلام :اِعتَبِروا بِما قَد رَأَيتُم مِن مَصارِعِ القُرونِ قَبلَكُم ؛ قَد تَزايَلَت أوصالُهُم ، وزالَت أبصارُهُم وأسماعُهُم ، وذَهَبَ شَرَفُهُم وعِزُّهُم ، وَانقَطَعَ سُرورُهُم ونَعيمُهُم ، فَبُدِّلوا بِقُربِ الأَولادِ فَقدَها ، وبِصُحبَةِ الأَزواجِ مُفارَقَتَها ، لا يَتَفاخَرونَ ، ولا يَتَناسَلونَ ، ولا يَتَزاوَرونَ ، ولا يَتَحاوَرونَ . ۳

۱۲۴.عنه عليه السلام :اُوصيكُم ـ عِبادَ اللّهِ ـ بِتَقوَى اللّهِ الَّذي ألبَسَكُمُ الرِّياشَ ۴ ، وأسبَغَ ۵ عَلَيكُمُ المَعاشَ ، فَلَو أنَّ أحَدا يَجِدُ إلَى البَقاءِ سُلَّما ، أو لِدَفعِ المَوتِ سَبيلاً ، لَكانَ ذلِكَ سُلَيمانُ بنُ داودَ عليه السلام ؛ الَّذي سُخِّرَ لَهُ مُلكُ الجِنِّ وَالإِنسِ مَعَ النُّبُوِّةِ وعَظيمِ الزُّلفَةِ ۶ ، فَلَمَّا استَوفى طُعمَتَهُ ، وَاستَكمَلَ مُدَّتَهُ ، رَمَتهُ قِسِيُّ الفَناءِ بِنِبالِ المَوتِ ، وأصبَحَتِ الدِّيارُ مِنهُ خالِيةً ، وَالمَساكِنُ مُعَطَّلَةً ، ووَرِثَها قَومٌ آخَرونَ ؟!
وإنَّ لَكُم فِي القُرونِ السّالِفَةِ لَعِبرَةً ، أينَ العَمالِقَةُ وأبناءُ العَمالِقَةِ ؟! أينَ الفَراعِنَةُ وأبناءُ الفَراعِنَةِ ! أينَ أصحابُ مَدائِنِ الرَّس ۷ ؛ الَّذينَ قَتَلُوا النَّبِيّينَ ، وأطفَؤوا سُنَنَ المُرسَلينَ ، وأحيَوا سُنَنَ الجَبّارينَ ؟! أينَ الَّذينَ ساروا بِالجُيوشِ ، وهَزَموا بالاُلوفِ ، وعَسكَرُوا العَساكِرَ ، ومَدَّنُوا المَدائِنَ ؟ ! ۸

1.الفرقان : ۳۸ .

2.مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۳۵۴ ح ۲۶۶۰ عن عبد اللّه بن مسعود ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۱۰۴ ح ۱ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۶۱ .

4.الرِّياش : ما ظهر من اللباس . ويقع الرِّياش (أيضا) على الخِصب والمعاشِ والمال المستفاد (النهاية : ج ۲ ص ۲۸۸ «ريش»).

5.أسبَغَ اللّه ُ عليه النعمة: أي أتَمَّها (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۲۱ «سبغ»).

6.الزُّلفَة والزُّلفى : القُربَة والمنزلة (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۷۰ «زلف»).

7.الرَّسّ : ديار لطائفة من ثمود ، ويروى أنّ الرَّسّ قرية باليمامة يقال لها فلج، ويروى أنّهم كذّبوا نبيّهم ورسّوه في البئر ؛ أي دسّوه فيها حتّى مات (تاج العروس : ج ۸ ص ۳۰۶ «رسس»).

8.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۲ عن نوف البكالي ، بحار الأنوار : ج ۳۴ ص ۱۲۶ ح ۹۵۳ .

صفحه از 136