تاریخ - صفحه 18

۲.عنه عليه السلام :خَلَقَ اللّهُ السَّماءَ سَقفا مَرفوعا... وجَعَلَ فيها سِراجا وقَمَرا مُنيرا ، يَسبَحانِ في فَلَكٍ يَدورُ بِهِما دائِبَينِ ، يُطلِعُهُما تارَةً ويُؤفِلُهُما ۱ اُخرى ، فَبَنى عَلَيهِ الأَيّامَ وَالشُّهورَ وَالسِّنينَ الَّتي هِيَ مِن سَبَبِ الشِّتاءِ وَالصَّيفِ وَالرَّبيعِ وَالخَريفِ ؛ أزمِنةً مُختَلِفَةَ الأَعمالِ. ۲

1 / 2

الحَثُّ عَلى عِلمِ التّأريخِ

أ ـ التّاريخُ الماضي

۳.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن وَصِيَّةٍ أوصى بِهَا ابنَهُ الحَسَنَ عليه السلام ـ :أحيِ قَلبَكَ بِالمَوعِظَةِ . . . وَاعرِض عَلَيهِ أَخبارَ الماضينَ ، وذَكِّرهُ بِما أصابَ مَن كانَ قَبلَكَ مِنَ الأَوَّلينَ ، وسِر في دِيارِهِم وآثارِهِم فَانظُر فيما فَعَلوا وعَمَّا انتَقَلوا وأينَ حَلّوا ونَزَلوا ، فَإِنَّكَ تَجِدُهُم قَدِ انتَقَلوا عَنِ الأَحِبَّةِ ، وحَلّوا دِيارَ الغُربَةِ ، وكأَنَّكَ عَن قَليلٍ قَد صِرتَ كَأَحَدِهِم ، فَأَصلِح مَثواكَ ، ولا تَبِع آخِرَتَكَ بِدُنياكَ . . . .
أي بُنَيَّ! إنّي وإن لَم أكُن عُمِّرتُ عُمُرَ مَن كانَ قَبلي ، فَقَد نَظَرتُ في أعمالِهِم ، وفَكَّرتُ في أخبارِهِم ، وسِرتُ في آثارِهِم ؛ حَتّى عُدتُ كَأَحَدِهِم ، بَل كَأَنّي بِمَا انتَهى إلَيَّ مِن اُمورِهِم قَد عُمِّرتُ مَعَ أوَّلِهِم إلى آخِرِهِم ، فَعَرَفتُ صَفوَ ذلِكَ مِن كَدَرِهِ ، ونَفعَهُ مِن ضَرَرِهِ ، فَاستَخلَصتُ لَكَ مِن كُلِّ أمرٍ نَخيلَهُ ۳ ، وتَوَخَّيتُ لَكَ جَميلَهُ ، وصَرَفتُ عَنكَ مَجهولَهُ ، ورَأَيتُ حَيثُ عَناني مِن أمرِكَ ما يَعنِي الوالِدَ الشَّفيقَ، وأجمَعتُ عَلَيهِ مِن أدَبِكَ، أن يَكونَ ذلِكَ وأنتَ مُقِبلُ العُمُرِ ومُقتَبَلُ الدَّهرِ ، ذو نِيَّةٍ سَليمَةٍ ونَفسٍ صافِيَةٍ . ۴

1.أفَلَتِ الشمس : أي غابت (الصحاح : ج ۴ ص ۱۶۲۳ «أفل»).

2.بحار الأنوار : ج ۳ ص ۱۹۰ عن المفضّل بن عمر .

3.انتخلت الشيء : استقصيت أفضله . وتنخّلته : تخيّرته (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۲۷ «نخل»).

4.نهج البلاغة : الكتاب ۳۱ ، تحف العقول : ص ۶۹ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۱۹۹ ح ۱ ؛ كنز العمّال : ج ۱۶ ص ۱۶۸ ح ۴۴۲۱۵ نقلاً عن وكيع والعسكري في المواعظ نحوه .

صفحه از 136