1 / 9 ـ 8
لَيلَةُ الزَّفافِ
۲۱۲.الإمام الباقر عليه السلام :حَدَّثَني جابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأَنصارِيُّ ، قالَ : لَمّا كانَتِ اللَّيلَةُ الَّتي أهدى فيها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فاطِمَةَ إلى عَلِيٍّ عليهماالسلام ، دَعا بِعَلِيٍّ فَأَجلَسَهُ عَن يَمينِهِ ، ودَعا بِها عليهاالسلامفَأَجلَسَها عَن شِمالِهِ ، ثُمَّ جَمَعَ رَأسَيهِما ، ثُمَّ قامَ وقاما وهُوَ بَينَهُما يُريدُ مَنزِلَ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَكَبَّرَ جَبرَئيلُ فِي المَلائِكَةِ ، فَسَمِعَ النَّبِيُّ التَّكبيرَ ، فَكَبَّرَ وكَبَّرَ المُسلِمونَ ، وهُوَ أوَّلُ تَكبيرٍ كانَ في زَفافٍ ، فَصارَت سُنَّةً . ۱
۲۱۳.الإمام الصادق عليه السلامـ في حَديثِ زَواجِ عَلِيٍّ وفاطِمَةَ عليهماالسلام ـ :. . . قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : فَأَقَمتُ بَعدَ ذلِكَ شَهرا اُصَلّي مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وأرجِعُ إلى مَنزِلي ولا أذكُرُ شَيئا مِن أمرِ فاطِمَةَ ، ثُمَّ قُلنَ أزواجُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ألا نَطلُبُ لَكَ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله دُخولَ فاطِمَةَ عَلَيكَ ؟ قُلتُ : اِفعَلنَ ، فَدَخَلنَ عَلَيهِ ، فَقَالت اُمُّ أيمَنَ : يا رَسولَ اللّهِ ، لَو أنَّ خَديجَةَ باقِيَةٌ لَقَرَّت عَينُها بِزَفافِ فاطِمَةَ ، وإنَّ عَلِيّا يُريدُ أهلَهُ ، فَقُرَّ عَينَ فاطِمَةَ بِبَعلِها ، وَاجمَع شَملَهُما ، وقُرَّ عُيونَنا بِذلِكَ !
فَقالَ : فَما بالُ عَلِيٍّ لا يَطلُبُ مِنيّ زَوجَتَهُ ؟ فَقَد كُنّا نَتَوَقَّعُ مِنهُ ذلِكَ .
قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : فَقُلتُ : الحَياءُ يَمنَعُني يا رَسولَ اللّهِ . فَالتَفَتَ إلَى النِّساءِ فَقالَ : مَن هاهُنا ؟ فَقالَت اُمُّ سَلَمَةَ : أنا اُمُّ سَلَمَةَ ، وهذِهِ زَينَبُ ، وهذِهِ فُلانَةُ وفُلانَةُ .
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله هَيِّئوا لِابنَتي وَابنِ عَمّي في حُجَري بَيتا . فَقالَت اُمُّ سَلَمَةَ : في أيِّ حُجرَةٍ ، يا رَسولَ اللّهِ ؟ قالَ : في حُجرَتِكَ . وأمَرَ نِساءَهُ أن يُزَيِّنَّ ويُصلِحنَ مِن شَأنِها .
فَقالَت اُمُّ سَلَمَةَ : فَسَأَلتُ فاطِمَةَ : هَل عِندَكِ طيبٌ ادَّخَرتيهِ لِنَفسِكِ ؟ قالَت : نَعَم ، فَأَتَت بِقارورَةٍ فَسَكَبَت مِنها في راحَتي ، فَشَمِمتُ مِنها رائِحَةً ما شَمِمتُ مِثلَها قَطُّ ، فَقُلتُ : ما هذا ؟
فَقالَت : كانَ دَحِيَّةُ الكَلبِيُّ يَدخُلُ عَلى رَسولِ اللّه صلى الله عليه و آله فَيَقولُ لي : يا فاطِمَةُ ، هاتي الوِسادَةَ فَاطرَحيها لِعَمِّكِ ، فَأَطرَحُ لَهُ الوِسادَةَ فَيَجلِسُ عَلَيها ، فَإِذا نَهَضَ سَقَطَ مِن بَينِ ثِيابِهِ شَيءٌ فَيَأمُرُني بِجَمعِهِ ، فَسَأَلَ عَلِيٌّ عليه السلام رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَن ذلِكَ فَقالَ : هُوَ عَنبَرٌ يَسقُطُ مِن أجنِحَةِ جَبرَئيلَ عليه السلام ... .
حَتّى إذَا انصَرَفَتِ الشَّمسُ لِلغُروبِ قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا اُمَّ سَلَمَةَ ، هَلُمّي فاطِمَةَ ، فَانطَلَقَت فَأَتَت بِها وهِيَ تَسحَبُ أذيالَها ، وقَد تَصَبَّبَت عَرَقا حَياءً مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَعَثَرَت ، فَقالَ لَها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أقالَكِ اللّهُ العَثرَةَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَلَمّا وَقَفَت بَينَ يَدَيهِ كَشَفَ الرِّداءَ عَن وَجهِها حَتّى رَآها عَلِيٌّ عليه السلام ، ثُمَّ أخَذَ يَدَها فَوَضَعَها في يَدِ عَلِيٍّ عليه السلام .
فَقالَ : بارَكَ اللّهُ لَكَ فِي ابنَةِ رَسولِ اللّهِ ، يا عَلِيُّ ، نِعمَ الزَّوجَةُ فاطِمَةُ ، ويا فاطِمَةُ ، نِعمَ البَعلُ عَلِيٌّ ، اِنطَلِقا إلى مَنزِلِكُما ولا تُحدِثا أمرا حَتّى آتِيَكُما .
قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : فَأَخَذتُ بِيَدِ فاطِمَةَ ، وَانطَلَقتُ بِها حَتّى جَلَسَت في جانِبِ الصُّفَّةِ ۲ ، وجَلَستُ في جانِبِها ، وهِيَ مُطرِقَةٌ إلَى الأَرضِ حَياءً مِنّي ، وأنا مُطرِقٌ إلَى الأَرضِ حَياءً مِنها ، ثُمَّ جاءَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : مَن هاهُنا ؟ فَقُلنا : اُدخُل يا رَسولَ اللّهِ ، مَرحَبا بِكَ زائِرا وداخلاً ، فَدَخَلَ فَأَجلَسَ فاطِمَةَ عليهاالسلام مِن جانِبِهِ وعَلِيّا عليه السلام مِن جانِبِهِ .
ثُمَّ قالَ : يا فاطِمَةُ ، إيتيني بِماءٍ ، فَقامَت إلى قَعبٍ فِي البَيتِ فَمَلَأَتهُ ماءً ، ثُمَّ أتَتهُ بِهِ ، فَأَخَذَ مِنهُ جُرعَةً فَتَمَضمَضَ بِها ، ثُمَّ مَجَّها فِي القَعبِ ، ثُمَّ صَبَّ مِنها عَلى رَأسِها ، ثُمَّ قالَ : أقبِلي ، فَلَمّا أقبَلَت نَضَحَ مِنهُ بِينَ ثَديَيها ، ثُمَّ قالَ : أدبِري ، فَلَمّا أدبَرَت نَضَحَ مِنهُ بَينَ كَتِفَيها .
ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ هذِهِ ابنَتي وأحَبُّ الخَلقِ إلَيَّ ، اللّهُمَّ وهذا أخي وأحَبُّ الخَلقِ إلَيَّ ، اللّهُمَّ [اجعَلهُ] ۳ لَكَ وَلِيّا ، وبِكَ حَفِيّا ، وبارِك لَهُ في أهلِهِ .
ثُمَّ قالَ : يا عَلِيُّ ، اُدخُل بِأَهلِكَ ، بارَكَ اللّهُ لَكَ ، ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ عَلَيكُم ، إنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ . ۴
1.دلائل الامامة : ص ۱۰۲ ح ۳۱ عن عليّ بن مهدي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام وراجع : كشف الغمّة : ج ۱ ص ۳۶۸ و الحدائق الوردية : ص ۲۳ .
2.الصُّفَّةُ : موضعٌ مُظَلَّلٌ من مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله (تاج العروس : ج ۱۲ ص ۳۲۵ «صفف») .
3.ما بين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار .
4.الأمالي للطوسي : ص ۴۰ ح ۴۵ عن يعقوب بن شعيب ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۹۵ ح ۵ وراجع : المناقب لابن شهر آشوب : ج ۳ ص ۳۵۳ و كشف الغمّة : ج ۱ ص ۳۶۰ و المناقب للخوارزمي : ص ۳۵۰ ح ۳۶۴ .