۵۳۴.الإمام عليّ عليه السلام :جاءَ عُثمانُ بنُ مَظعونٍ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، قَد غَلَبَني حَديثُ النَّفسِ ولَم اُحدِث شَيئا حَتّى أستَأمِرَكَ .
قالَ : بِمَ حَدَّثَتكَ نَفسُكَ يا عُثمانُ ؟ قالَ : هَمَمتُ أن أسيحَ فِي الأَرضِ . قالَ : فَلا تَسِح فِي الأَرضِ ، فَإِنَّ سِياحَةَ اُمَّتِي المَساجِدُ .
قالَ : وهَمَمتُ أن اُحَرِّمَ عَلى نَفسِي اللَّحمَ . فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : لا تَفعَل فَإِنّي أشتَهيهِ وآكُلُهُ ، ولَو سَأَلتُ اللّهَ أن يُطعِمَنيهِ كُلَّ يَومٍ لَفَعَلَ .
فَقالَ : وهَمَمتُ أن أجُبَّ ۱ نَفسي . قالَ : يا عُثمانُ ، لَيسَ مِنّا مَن فَعَلَ ذلِكَ بِنَفسِهِ ولا بِأَحَدٍ ، إنَّ وَجأَ ۲ اُمَّتِي الصِّيامُ .
قال : وهَمَمتُ أن اُحَرِّمَ خَولَةَ عَلى نَفسي ـ يَعني امرَأَتَهُ ـ . قالَ : لا تَفعَل يا عُثمانُ ، فَإِنَّ العَبدَ المُؤمِنَ إذا أخَذَ ۳ بِيَدِ زَوجَتِهِ كَتَبَ اللّهُ لَهُ عز و جل عَشرَ حَسَناتٍ ومَحا عَنهُ عَشرَ سَيِّئاتٍ ، فَإِن قَبَّلَها كَتَبَ اللّهُ لَهُ مِئَةَ حَسَنَةٍ ومَحا عَنهُ مِئَةَ سَيِّئَةٍ ، فَإِن ألَمَّ بِها كَتَبَ اللّهُ لَهُ ألفَ حَسَنَةٍ ومَحا عَنهُ ألفَ سَيِّئَةٍ وحَضَرَتهُمَا المَلائِكَةُ ، وإذَا اغتَسَلا لَم يَمُرَّ الماءُ عَلى شَعرَةٍ مِن كُلِّ واحِدٍ مِنهُما إلّا كَتَبَ اللّهُ لَهُما حَسَنَةً ومَحا عَنهُما سَيِّئَةً، فَإِن كانَ ذلِكَ في لَيلَةٍ بارِدَةٍ ، قالَ اللّهُ تَعالى لِلمَلائِكَةِ : اُنظُروا إلى عَبدَيَّ هذَينِ اغتَسَلا في هذِهِ اللَّيلَةِ البارِدَةِ عِلما مِنهُما أنّي رَبُّهُما ، اُشهِدُكُم أنّي قَد غَفَرتُ لَهُما . فَإِن كانَ لَهُما في وَقعَتِهِما تِلكَ وَلَدٌ ، كانَ لَهُما وَصيفا فِي الجَنَّةِ .
ثُمَّ ضَرَبَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِيَدِهِ عَلى صَدرِ عُثمانَ ، وقالَ : يا عُثمانُ ، لا تَرغَب عَن سُنَّتي ، فَإِنَّ مَن رَغِبَ عَن سُنَّتي عَرَضَت لَهُ المَلائِكَةُ يَومَ القِيامَةِ فَصَرَفَت وَجهَهُ عَن حَوضي . ۴
1.الجَبُّ : القَطعُ ، ومجبوب : أي مقطوع الذَكَر (النهاية : ج ۱ ص ۲۳۳ «جبب») .
2.الوِجاءُ : أن تُرَضَّ اُنثَيا الفَحل رَضّا شديدا يُذهِبُ شهوة الجماع ، وأراد : أنّ الصومَ يقطع النكاح كما يَقطعُه الوِجاءُ (النهاية : ج ۵ ص ۱۵۲ «وجأ») .
3.في المصدر : «اتخذ» ، والتصويب من مستدرك الوسائل .
4.دعائم الإسلام : ج ۲ ص ۱۹۰ ح ۶۸۸ ، عوالي اللآلي : ج ۳ ص ۲۹۱ ح ۵۳ ، مستدرك الوسائل : ج ۷ ص ۵۰۷ ح ۸۷۶۳ .