خدا - صفحه 112

۱۰۳.التوحيد عن هِشام بن الحكمـ في حَديثٍ ذَكَرَ فيهِ أبا شاكرٍ الدَّيصانِيَّ وأنَّه طَلَب مِنهُ الاِستِئذانَ لَهُ لِلِقاءِ أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام ـ :فَاستَأذَنتُ لَهُ ، فَدَخَلَ فَقالَ لَهُ عليه السلام : أتَأذَنُ لي فِي السُّؤالِ؟ فَقالَ لَهُ [ أبو عبد اللّه عليه السلام ] : سَل عَمّا بَدا لَكَ . فَقالَ لَهُ : مَا الدَّليلُ عَلى أنَّ لَكَ صانِعا ؟
فَقالَ : وَجَدتُ نَفسي لا تَخلو مِن إِحدى جِهَتَينِ : إِمّا أن أَكونَ صَنَعتُها أنَا ، أو صَنَعَها غَيري ؛ فَإِن كُنتُ صَنَعتُها أنَا فَلا أَخلو مِن أَحَدِ مَعنَيَينِ : إِمّا أن أَكونَ صَنَعتُها وكانَت مَوجودَةً ، أو صَنَعتُها وكانَت مَعدومَةً ؛ فَإِن كُنتُ صَنَعتُها وكانَت مَوجودَةً فَقَدِ استَغنَت بِوُجودِها عَن صَنعَتِها ، وإِن كانَت مَعدومَةً فَإِنَّكَ تَعلَمُ أنَّ المَعدومَ لا يُحدِثُ شَيئا ، فَقَد ثَبَتَ المَعنَى الثّالِثُ أنَّ لي صانِعا ؛ وهُوَ اللّهُ رَبُّ العالَمينَ .
فَقامَ وما أَحارَ جَوابا ۱ . ۲

۱۰۴.التوحيد عن هشام بن الحكم :دَخَلَ أَبو شاكِرٍ الدَّيصانِيُّ عَلى أَبي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ عليه السلام فَقالَ لَهُ : إِنَّكَ أَحَدُ النُّجومِ الزَّواهِرِ ، وكانَ آباؤُكَ بُدورا بَواهِرَ ، وأُمَّهاتُكَ عَقيلاتٍ عَباهِرَ ۳ ، وعُنصُرُكَ مِن أَكرَمِ العَناصِرِ ، وإِذا ذُكِرَ العُلَماءُ فَبِكَ تُثَنَّى الخَناصِرُ ، فخَبِّرني أيُّهَا البَحرُ الخَضِمُّ الزّاخِرُ ، مَا الدَّليلُ عَلى حُدوثِ العالَمِ ؟
فَقالَ أَبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : نَستَدِلُّ عَلَيهِ بِأَقرَبِ الأَشياءِ .
قال : وما هُوَ؟
فَدَعا أَبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام بِبَيضَةٍ فَوَضَعَها عَلى راحَتِهِ ، فقال : هذا حِصنٌ مَلمومٌ ، داخِلُهُ غِرقِئٌ ۴ رَقيقٌ لَطيفٌ ، بِهِ فِضَّةٌ سائِلَةٌ وذَهَبَةٌ مائِعَةٌ ، ثُمَّ تَنفَلِقُ عَن مِثلِ الطّاووسِ ، أ دَخَلَها شَيءٌ ؟ فَقالَ : لا . قالَ : فَهذَا الدَّليلُ عَلى حُدوثِ العالَمِ .
قالَ : أَخبَرتَ فَأَوجَزتَ ، وقُلتَ فَأَحسَنتَ ، وقَد عَلِمتَ أنّا لا نَقبَلُ إِلّا ما أَدرَكناهُ بِأَبصارِنا ، أو سَمِعناهُ بِآذانِنا ، أو شَمَمناه بِمَناخِرِنا ، أو ذُقناهُ بِأَفواهِنا ، أو لَمَسناهُ بِأَكُفِّنا ، أو تُصوِّرَ فِي القُلوبِ بَيانا ، أوِ استَنبَطَهُ الرَّوِيّاتُ ۵ إِيقانا . فَقالَ أَبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : ذَكَرتَ الحَواسَّ الخَمسَ ، وهِيَ لا تَنفَعُ شَيئا بِغَيرِ دَليلٍ ، كَما لا يُقطَعُ الظُّلمَةُ بِغَيرِ مِصباحٍ . ۶

1.ما أَحارَ جوابا : أي ما ردَّ (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۱۶ «حور») .

2.التوحيد : ص ۲۹۰ ح ۱۰ عن هشام بن الحكم ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۵۰ ح ۲۳ .

3.العبهرةُ : الرقيقة الناصعة البياض . وقيل : هي الّتي جمعت الحُسن والجسم والخُلق (لسان العرب : ج ۹ ص ۲۷ «عبهر» ) .

4.الغِرقِئ : القِشرة الملتزقة ببياض البيض (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۲ «غرقئ») .

5.الرَّوِيّات : جمع رويّة ؛ وهي التفكّر في الأمر (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۳۵۰ «روى») .

6.التوحيد : ص ۲۹۲ ح ۱ ، الأمالي للصدوق : ص ۴۳۲ ح ۵۷۱ ، الإرشاد : ج ۲ ص ۲۰۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۵۴۳ ، روضة الواعظين : ص ۲۸ ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۲۱۱ ح ۱۲ .

صفحه از 417