خدا - صفحه 338

ج ـ ما يُنافِي التَّوحيدَ فِي التَّدبيرِ

الكتاب

«وَ مَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُم مُّشْرِكُونَ» . ۱

الحديث

۳۸۰.الإمام الباقر عليه السلامـ في قَولِهِ تَعالى:«وَ مَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم ... »ـ :مِن ذلِكَ قَولُ الرَّجُلِ: لا ، وحَياتِكَ . ۲

۳۸۱.تفسير العياشي عن مالك بن عطيّةـ أَيضا ـ :قالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : هُوَ الرَّجُلُ يَقولُ: لَولا فُلانٌ لَهَلَكتُ ، ولَولا فُلانٌ لَأَصَبتُ كَذا وكَذا ، ولَولا فُلانٌ لَضاعَ عِيالي ، أَلا تَرى أَنَّهُ قَد جَعَلَ للّهِِ شَريكا في مُلكِهِ يَرزُقُهُ ويَدفَعُ عَنهُ؟!
قُلتُ: فَيَقولُ: لَولا أَنَّ اللّهَ مَنَّ عَلَيَّ بِفُلانٍ لَهَلَكتُ؟
قالَ: نَعَم ، لا بَأسَ بِهذا . ۳

راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة (معرفة اللّه ) : ج 5 ص 85 (التعرّف على الصفات الثبوتيّة / المدبّر) .

2 / 4

المرتبة الرّابعة : التّوحيد في الحكم

التّوحيد في الحكم عبارة عن توحيده تعالى في تشريع الأحكام وتقنينها. ويرى القرآن الكريم أنّ للّه سبحانه وحده حقّ التشريع ووضع القوانين والأمر بتطبيقها ، ويَعدُّ اتّباع كلّ قانون لحياة الإنسان الفرديّة والاجتماعيّة ما عدا قانون اللّه شركا .
إنّ الدليل على أنّ تشريع القوانين وتنفيذها للّه وحده هو أنّ مَن يعرف الإنسان وحاجاته ، ويعلم مبادئ تكامله أكثر من غيره ، ومن كان متحرّرا من الهوى والخوف في تنفيذ القانون ، هو أفضل المشرّعين ، وما من أحد يتّصف بهذه الخصائص بشكل كامل إلّا اللّه سبحانه ، ولمّا كان تعالى خالقا للإنسان ، عارفا بقابليّاته وحاجاته ، العالم المطلق الّذي يخبُر مبادئ تكامله ، والغنيّ المطلق ، فلا مانع يحول دون حكمه أو حكومته .
على هذا الأساس يصف القرآن الكريم اللّهَ سبحانه بأنّه « خَيْرُ الْحَاكِمِينَ » و «أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ » و « خَيْرُ الْفَاصِلِينَ » ، وأنّ التشريع له وحدَه « إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ » ، وأنّ الحكومة حقّ لخلفائه في الأرض ؛ قال جلّ شأنه :
«يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِى الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لَا تَتَّبِعِ الْهَوَى» . ۴

1.يوسف : ۱۰۶ .

2.تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۱۹۹ ح ۹۰ عن زرارة ، بحار الأنوار : ج ۷۲ ص ۹۸ ح ۲۱ .

3.تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۲۰۰ ح ۹۶ ، عدّة الداعي : ص ۸۹ وزاد في آخره «ونحوه» ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۱۴۸ ح ۱۲ .

4.ص : ۲۶ .

صفحه از 417