امامت - صفحه 70

۹۷.عنه صلى الله عليه و آله :عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ أعلَمُ اُمَّتي ، وأَقضاهُم فيمَا اختَلَفوا فيهِ مِن بَعدي . ۱

۹۸.عنه صلى الله عليه و آلهـ لِعَلِيٍّ عليه السلام ـ :أنتَ تُؤَدّي عَنّي ، وتُسمِعُهُم صَوتي ، وتُبَيِّنُ لَهُم مَا اختَلَفوا فيهِ بَعدي. ۲

۹۹.الإمام عليّ عليه السلامـ في ذَمِّ اختِلافِ العُلَماءِ فِي الفُتيا وعَدَمِ الرُّجوعِ إلى إمامٍ يَعرِفُ القُرآنَ ويَقدِرُ عَلى حَلِّ مَا اختَلَفوا فيهِ مِنَ الحَقِّ ـ :تَرِدُ عَلى أحَدِهِمُ القَضِيَّةُ في حُكمٍ مِنَ الأَحكامِ فَيَحكُمُ فيها بِرَأيِهِ ، ثُمَ تَرِدُ تِلكَ القَضِيَّةُ بِعَينِها عَلى غَيرِهِ فَيَحكُمُ فيها بِخِلافِ قَولِهِ ، ثُمَّ يَجتَمِعُ القُضاةُ بِذلِكَ عِندَ الإِمامِ الَّذي استَقضاهُم ، فَيُصَوِّبُ آراءَهُم جَميعا ، وإلهُهُم واحِدٌ ! ونَبِيُّهُم واحِدٌ ! وكِتابُهُم واحِدٌ ! أفَأَمَرَهُمُ اللّهُ ـ سُبحانَهُ ـ بِالاِختِلافِ فَأَطاعوهُ ، أم نَهاهُم عَنهُ فَعَصَوهُ. ۳

۱۰۰.الكافي عن يونس بن يعقوب :كانَ عِندَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام جَماعَةٌ مِن أصحابِهِ ، مِنهُم حُمرانُ بنُ أعيَنَ ، ومُحَمَّدُ بنُ النُّعمانِ ، وهِشامُ بنُ سالِمٍ، وَالطَّيّارُ ، وجَماعَةٌ فيهِم هِشامُ بنُ الحَكَمِ وهُوَ شابٌّ .
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : يا هِشامُ ، ألا تُخبِرُني كَيفَ صَنَعتَ بِعَمرِو بنِ عُبَيدٍ ، وكَيفَ سأَلتَهُ ؟
فَقالَ هِشامٌ : يَا بنَ رَسولِ اللّهِ ، إنّي اُجِلُّكَ وأستَحييكَ ولا يَعمَلُ لِساني بَينَ يَدَيكَ .
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ : إذا أمَرتُكُم بِشَيءٍ فَافعَلوا .
قالَ هِشامٌ : بَلغَني ما كانَ فيهِ عَمرُو بنُ عُبَيدٍ وجُلوسُهُ في مَسجِدِ البَصرَةِ ، فَعَظُم ذلِكَ عَلَيَّ فَخَرَجتُ إلَيهِ ، ودَخَلتُ البَصرَةَ يَومَ الجُمُعَةِ ، فَأَتَيتُ مَسجِدَ البَصرَةِ ، فَإِذا أنَا بِحَلقَةٍ كَبيرَةٍ فيها عَمرُو بنُ عُبَيدٍ ، وعَلَيهِ شَملَةٌ ۴ سَوداءُ مُتَّزِرٌ بِها مِن صوفٍ ، وشَملَةٌ مُرتَدٍ بِها ، وَالنَّاسُ يَسأَلونَهُ ، فَاستَفرَجتُ النّاسَ فَأَفرَجوا لي ، ثُمَّ قَعَدتُ في آخِرِ القَومِ عَلى رُكبَتَيَّ ، ثُمَّ قُلتُ : أيُّهَا العالِمُ ، إنّي رَجُلٌ غَريبٌ تَأذَنُ لي في مَسأَلَةٍ ؟ فَقال لي : نَعَم ، فَقُلتُ لَهُ : ألَكَ عَينٌ ؟ فَقالَ : يا بُنَيَّ أيُّ شَيءٍ هذا مِنَ السُّؤالِ ؟ وشَيءٌ تَراهُ كَيفَ تَسأَلُ عَنهُ ؟ فَقُلتُ : هكَذا مَسأَلَتي ، فَقالَ : يا بُنَيَّ سَل وإن كانَت مَسأَلَتُكَ حَمقاءَ ، قُلتُ : أجِبني فيها ، قالَ لي : سَل .
قُلتُ : ألَكَ عَينٌ ؟ قالَ : نَعَم ، قُلتُ : فَما تَصنَعُ بِها ؟ قالَ : أرى بِهَا الأَلوانَ وَالأَشخاصَ ، قُلتُ : فَلَكَ أنفٌ ؟ قالَ : نَعَم ، قُلتُ : فَما تَصنَعُ بِهِ ؟ قالَ : أشُمُّ بِهِ الرَّائِحَةَ ، قُلتُ : ألَكَ فَمٌ ؟ قالَ : نَعَم ، قُلتُ : فَما تَصنَعُ بِهِ ؟ قالَ : أذوقُ بِهِ الطَّعمَ ، قُلتُ : فَلَكَ اُذُنٌ ؟ قالَ : نَعَم ، قُلتُ : فَما تَصنَعُ بِها ؟ قالَ : أسمَعُ بِها الصَّوتَ ، قُلتُ : ألَكَ قَلبٌ ؟ قالَ : نَعَم ، قُلتُ : فَما تَصنَعُ بِهِ ؟ قالَ : اُمَيِّزُ بِهِ كُلَّما وَرَدَ عَلى هذهِ الجَوارحِ ۵ وَالحَواسِّ ، قُلتُ : أوَلَيسَ في هذِهِ الجَوارِحِ غِنىً عَنِ القَلبِ ؟ فَقالَ : لا ، قُلتُ : وكَيفَ ذلِكَ وهِيَ صَحيحَةٌ سَليمَةٌ ؟ قالَ : يا بُنَيَّ إنَّ الجَوارِحَ إذا شَكَّت في شَيءٍ شَمَّتهُ أو رَأَتهُ أو ذاقَتهُ أو سَمِعَتهُ ، رَدَّتهُ إلَى القَلبِ ؛ فَيَستَيقِنُ اليَقينَ ويُبطِلُ الشَّكَّ .
قالَ هِشامٌ : فَقُلتُ لَهُ : فَإِنَّما أقامَ اللّهُ القَلبَ لِشَكِّ الجَوارِحِ ؟ قالَ : نَعَم ، قُلتُ : لابُدّ مِنَ القَلبِ وإلّا لَم تَستَيقِنِ الجَوارِحُ ؟ قالَ : نَعَم ، فَقُلتُ لَهُ : يا أَبا مَروانَ ، فَاللّهُ تَبارَكَ وتَعالى لَم يَترُك جَوارِحَكَ حَتّى جَعَلَ لَها إماما يُصَحِّحُ لَها الصَّحيحَ ويَتَيَقَّنُ بِهِ ما شَكَّ فيهِ ، ويَترُكُ هذَا الخَلقَ كُلَّهُم في حَيرَتِهِم وشَكِّهِم وَاختِلافِهِم ، لا يُقيمُ لَهُم إماما يَرُدّونَ إلَيهِ شَكَّهُم وحَيرَتَهُم ، ويُقيمُ لَكَ إماما لِجَوارِحِكَ تَرُدُّ إلَيهِ حَيرَتَكَ وَشَكَّكَ ؟!
قالَ : فَسَكَتَ ولَم يَقُل لي شَيئا .
ثُمَّ التَفَتَ إلَيَّ فَقالَ لي : أنتَ هِشامُ بنُ الحَكَمِ ؟ فَقُلتُ : لا ، قالَ : أمِن جُلَسائِهِ ؟ قُلتُ : لا ، قالَ : فَمِن أينَ أنتَ ؟ قالَ : قُلتُ : مِن أهلِ الكوفَةِ . قال : فَأَنتَ إذا هُوَ ، ثُمَّ ضَمَّني إلَيهِ ، وأَقعَدَني في مَجلِسِهِ وزالَ عَن مَجلِسِهِ وما نَطَق حَتّى قُمتُ .
قالَ : فَضَحِكَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام وقالَ : يا هِشامُ ، مَن عَلَّمَكَ هذا ؟ قُلتُ : شَيءٌ أخَذتُهُ مِنكَ وَألَّفتُهُ. ۶ فَقالَ : هذا وَاللّهِ مَكتوبٌ في صُحُفِ إبراهيمَ وموسى عليهماالسلام. ۷

1.الإرشاد : ج ۱ ص ۳۳ عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج ۴۰ ص ۱۴۴ ح ۴۹ وراجع : الاحتجاج : ج ۱ ص ۳۱۰ ح ۵۳ والسنن الكبرى : ج ۱۰ ص ۴۵۵ ح۲۱۲۹۶ .

2.حلية الأولياء : ج ۱ ص ۶۳ الرقم ۴ ، المناقب للخوارزمي : ص ۸۵ ح ۷۵ ؛ اليقين : ص ۱۶۷ كلّها عن أنس ، بحار الأنوار : ج ۴۰ ص ۱۵ ح ۳۰ وراجع : الأمالي للصدوق : ص ۵۸۰ ح ۷۹۶ وتفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۲۶۲ ح ۳۹ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۶۲۰ ح ۱۴۲ ، الصراط المستقيم : ج ۳ ص ۱۸۲ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۲۸۴ ح ۱ .

4.الشَّمْلَةُ : هو كساءٌ يُتَغَطّى به ، ويُتَلفَّفُ فيه (النهاية : ج ۲ ص ۵۰۱ «شمل») .

5.جَوارِحُ الإنسان : أعضاؤه التي يكتسب بها (الصحاح : ج ۱ ص ۳۵۸ «جرح») .

6.المُوَلَّفُ : ما جمع من أجزاء مختلفة ورتّب ترتيبا قُدّم فيه ما حَقُّه أن يُقَدَّم ، واُخّر فيه ما حقُّه أن يُؤخّر (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۸۱ «ألف») .

7.الكافي : ج ۱ ص ۱۶۹ ح ۳ ، كمال الدين : ص ۲۰۷ ح ۲۳ ، علل الشرائع : ص ۱۹۳ ح ۲ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۳ ص ۶ ح ۱۱ .

صفحه از 327