امت - صفحه 296

۳۵۲.دعائم الإسلام عن الإمام الصادق عليه السلامـ لِسائلٍ ، في قَولِهِ تَعالى :«كُنتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ»ـ :قالَ عليه السلام : لَو كانَ اللّهُ عز و جل عَنى جَميعَ المُسلِمينَ أنَّهُم خَيرُ اُمَّةٍ اُخرِجَت لِلنّاسِ ، لَم يُعرَفِ النّاسُ الَّذينَ اُخرِجَ إلَيهِم جَميعُ المُسلِمينَ مَن هُم ! كَلّا ، لَن يَعنِيَ اللّهُ الَّذينَ تَظُنّونَ مِن هَمَجِ ۱ هذَا الخَلقِ ، ولكِن عَنَى اللّهُ الاُمَّةَ الَّتي بَعَثَ فيها مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله .
قالَ السّائِلُ : فَإِنَّهُ لَم يَكُن مَعَهُ إلّا عَلِيٌّ عليه السلام وَحدَهُ !
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إنَّ مَعَ عَلِيٍّ فاطِمَةَ وَالحَسَنَ وَالحُسَينَ عليهم السلام ، وهُمُ الَّذينَ أذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَهُم تَطهيرا ، وأصحابُ الكِساءِ هُمُ الَّذينَ ۲ شَهِدَ لَهُمُ الكِتابُ بِالتَّطهيرِ .
وقَد كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَحدَهُ اُمَّةً ؛ لِأَنَّ اللّهَ سُبحانَهُ يَقولُ : «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ اُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا» فَكانَ إبراهيمُ وَحدَهُ اُمَّةً ثُمَّ رَفَدَهُ ۳ بَعدَ كِبَرِهِ بِإِسماعيلَ وإسحاقَ ، وجَعَلَ في ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالكِتابَ ، وكَذلِكَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ وَحدَهُ اُمَّةً ثُمَّ رَفَدَهُ بِعَلِيٍّ وفاطِمَةَ عليهاالسلام ، وكَثَّرَهُ بِالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهماالسلام ، كَما كَثَّرَ إبراهيمَ بِإِسماعيلَ وإسحاقَ عليهم السلام ، وجَعَلَ الإِمامَةَ الَّتي هِيَ خَلَفُ النُّبُوَّةِ في ذُرِّيَّتِهِ مِن وُلدِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، كَما جَعَلَ النُّبُوَّةَ في ذُرِّيَّةِ إسحاقَ عليه السلام ، ثُمَّ خَتَمَها بِذُرِّيَّةِ إسماعيلَ عليه السلام ، وكَذلِكَ كانَتِ الإِمامَةُ فِي الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام لِسَبقِهِ. ۴

1.الهَمَجُ : يقال للرعاع من الناس الحَمقى : إنّما هم همج (الصحاح : ج ۱ ص ۳۵۱ «همج») .

2.كذا، ولعلّ الصواب : «وهُم أصحابُ الكِساء الذين ...» .

3.الرِّفْدُ : العطاء والصلة ، تقول : رَفَدتُه أرفُدُه : إذا أعطيته (الصحاح : ج ۲ ص ۴۷۵ «رفد») .

4.دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۳۵ .

صفحه از 314