انسان - صفحه 16

۲.الإمام الباقر عليه السلامـ في قَولِهِ تَعالى :«ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا»ـ :فَهُوَ نَفخُ الرّوحِ فيهِ . ۱

۳.الإمام الصادق عليه السلامـ لَمّا سُئِلَ عَن قَولِهِ تعالى :«وَ نَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ»ـ :مِن قُدرَتِهِ . ۲

۴.الإمام عليّ عليه السلامـ في صِفَةِ خَلقِ آدَمَ عليه السلام ـ :ثُمَّ جَمَعَ سُبحانَهُ مِن حَزنِ الأَرضِ وسَهلِها، وعَذبِها وسَبخِها ، تُربَةً سَنَّها بِالماءِ حَتّى خَلَصَت ... ثُمَّ نَفَخَ فيها مِن روحِهِ فَمَثُلَت إنسانا ذا أذهانٍ يُجيلُها ۳ ، وفِكَرٍ يَتَصَرَّفُ بِها ، وجَوارِحَ يَختَدِمُها ، وأدَواتٍ يُقَلِّبُها ، ومَعرِفَةٍ يَفرُقُ بِها بَينَ الحَقِّ وَالباطِلِ ، وَالأَذواقِ وَالمَشامِّ ، وَالأَلوانِ وَالأَجناسِ ، مَعجونا بِطينَةِ الأَلوانِ المُختَلِفَةِ ، وَالأَشباهِ المُؤتَلِفَةِ ، وَالأَضدادِ المُتَعادِيَةِ ، وَالأَخلاطِ المُتَبايِنَةِ ، مِنَ الحَرِّ وَالبَردِ ، وَالبَلَّةِ وَالجُمودِ . ۴

۵.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ الأَرواحَ لا تُمازِجُ البَدَنَ ولا تُواكِلُهُ ، وإنَّما هِيَ كِلَلٌ ۵ لِلبَدَنِ مُحيطَةٌ بِهِ . ۶

۶.عنه عليه السلام :إنَّما صارَ الإِنسانُ يَأكُلُ ويَشرَبُ ويَعمَلُ بِالنّارِ ، ويَسمَعُ ويَشُمُّ بِالرّيحِ ، ويَجِدُ لَذَّةَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ بِالماءِ ، ويَتَحَرَّكُ بِالرّوحِ ، فَلَولا أنَّ النّارَ في مَعِدَتِهِ لَما هَضَمَتِ الطَّعامَ وَالشَّرابَ في جَوفِهِ . ولَولَا الرّيحُ مَا التَهَبَت نارُ المَعِدَةِ ولا خَرَجَ الثُفلُ ۷ مِن بَطنِهِ ، ولَولَا الرّوحُ لا جاءَ ولا ذَهَبَ ، ولَو لا بَردُ الماءِ لَأَحرَقَتهُ نارُ المَعِدَةِ ، ولَولَا النّورُ ما أبصَرَ ولا عَقَلَ ، وَالطّينُ صورَتُهُ ، وَالعَظمُ في جَسَدِهِ بِمَنزِلَةِ الشَّجَرِ فِي الأَرضِ ، وَالشَّعرُ في جَسَدِهِ بِمَنزِلَةِ الحَشيشِ فِي الأَرضِ ، وَالعَصَبُ في جَسَدِهِ بِمَنزِلَةِ اللِّحاءِ ۸ عَلَى الشَّجَرِ ، وَالدَّمُ في جَسَدِهِ بِمَنزِلَةِ الماءِ فِي الأَرضِ ، ولا قِوامَ لِلأَرضِ إلّا بِالماءِ ، ولا قِوامَ لِجَسَدِ الإِنسانِ إلّا بِالدَّمِ ، وَالمُخُّ دَسَمُ الدَّمِ وزَبَدُهُ .
فَهكَذَا الإِنسانُ خُلِقَ مِن شَأنِ الدُّنيا وشَأنِ الآخِرَةِ ، فَإِذا جَمَعَ اللّهُ بَينَهُما صارَت حَياتُهُ فِي الأَرضِ ، لِأَنَّهُ نَزَلَ مِن شَأنِ السَّماءِ إلَى الدُّنيا ، فَإِذا فَرَّقَ اللّهُ بَينَهُما صارَت تِلكَ الفُرقَةُ المَوتَ ، يُرَدُّ شَأنُ الآخِرَةِ إلَى السَّماءِ . فَالحَياةُ فِي الأَرضِ وَالمَوتُ فِي السَّماءِ ، وذلِكَ أنَّهُ يُفَرَّقُ بَينَ الرّوحِ وَالجَسَدِ ، فَرُدَّتِ الرّوحُ وَالنّورُ إلَى القُدرَةِ الاُولى ، وتُرِكَ الجَسَدُ لِأَنَّهُ مِن شَأنِ الدُّنيا . ۹

1.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۹۱ عن أبي الجارود ، بحارالأنوار : ج ۶۰ ص ۳۶۹ ح ۷۵ .

2.بصائر الدرجات : ص ۴۶۲ ح ۸ ، بحارالأنوار : ج ۲۵ ص ۶۹ ح ۵۳ .

3.جالَ : أي دارَ (النهاية : ج ۱ ص ۳۱۷ «جول») .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱ ، بحارالأنوار : ج ۱۱ ص ۱۲۲ ح ۵۶ .

5.الكِلَّةُ : السِّترُ الرقيق يخاط كالبيت يُتَوقّى فيه من البَقّ (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۵۹۵ «كلل») .

6.مختصر بصائر الدرجات : ص ۳ ، بصائر الدرجات : ص ۴۶۳ ح ۱۲ كلاهما عن المفضّل بن عمر ، بحارالأنوار : ج ۶۱ ص ۴۰ ح ۱۱ .

7.الثُّفلُ : حُثالةُ الشيء ، وما سَفَلَ من كلِّ شيء ، والمُراد : النجاسة (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۴۳ «ثفل») .

8.لِحاءُ الشجرة : قِشرُها (النهاية : ج ۴ ص ۲۴۳ «لحا») .

9.تحف العقول : ص ۳۵۴ ، علل الشرائع : ص ۱۰۷ ح ۵ عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني نحوه ، بحارالأنوار : ج ۶۱ ص ۲۹۵ ح ۶ .

صفحه از 210