انسان - صفحه 178

«وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ» . ۱

«هُوَ الَّذِى أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِى قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُواْ إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَ لِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ كَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا» . ۲

الحديث

۱۶۵.الإمام عليّ عليه السلام :بِالإِيمانِ يُرتَقى إلى ذِروَةِ السَّعادَةِ ونِهايَةِ الحُبورِ . ۳

۱۶۶.عنه عليه السلام :المَرءُ بِإِيمانِهِ . ۴

۱۶۷.الإمام الصادق عليه السلامـ في قَولِ اللّهِ عز و جل :«هُوَ الَّذِى أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِى قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ»ـ :هُوَ الإِيمانُ . ۵

۱۶۸.عنه عليه السلام :ولَعَلَّ طاعِنا يَطعَنُ عَلَى التَّدبيرِ مِن جِهَةٍ اُخرى فَيَقولَ : كَيفَ يَكونُ هاهُنا تَدبيرٌ ونَحنُ نَرَى النّاسَ في هذِهِ الدُّنيا مَن عَزَّ بَزَّ ۶
، فَالقَوِيُّ يَظلِمُ ويَغصِبُ ، وَالضَّعيفُ يُظلَمُ ويُسامُ الخَسفَ ۷ ، وَالصّالِحُ فَقيرٌ مُبتَلىً ، وَالفاسِقُ مُعافىً مُوَسَّعٌ عَلَيهِ ، ومَن رَكِبَ فاحِشَةً أوِ انتَهَكَ مُحَرَّما لَم يُعاجَل بِالعُقوبَةِ .
فَلَو كانَ في العالَمِ تَدبيرٌ لَجَرَتِ الاُمورُ عَلَى القِياسِ القائِمِ ، فَكانَ الصّالِحُ هُوَ المَرزوقَ ، وَالطّالِحُ هُوَ المَحرومَ ، وكانَ القَوِيُّ يُمنَعُ مِن ظُلمِ الضَّعيفِ ، وَالمُتَهَتِّكُ لِلمَحارِمِ يُعاجَلُ بِالعُقوبَةِ .
فَيُقالُ في جَوابِ ذلِكَ : إنَّ هذا لَو كانَ هكَذا لَذَهَبَ مَوضِعُ الإِحسانِ الَّذي فُضِّلَ بِهِ الإِنسانُ عَلى غَيرِهِ مِنَ الخَلقِ ، وحَملِ النَّفسِ عَلَى البِرِّ وَالعَمَلِ الصّالِحِ احتِسابا لِلثَّوابِ ، وثِقَةً بِما وَعَدَ اللّهُ مِنهُ ، ولَصارَ النّاسُ بِمَنزِلَةِ الدَّوابِّ الَّتي تُساسُ بِالعَصا وَالعَلَفِ ، ويُلمَعُ لَها بِكُلِّ واحَدٍ مِنهُما ساعَةً فَساعَةً فَتَستَقيمُ عَلى ذلِكَ ، ولَم يَكُن أحَدٌ يَعمَلُ عَلى يَقينٍ بِثَوابٍ أو عِقابٍ ، حَتّى كانَ هذا يُخرِجُهُم عَن حَدِّ الإِنسِيَّةِ إلى حَدِّ البَهائِمِ .
ثُمَّ لا يَعرِفُ ما غابَ ولا يَعمَلُ إلّا عَلَى الحاضِرِ ، وكانَ يَحدُثُ مِن هذا أيضاً أن يَكونَ الصّالِحُ إنَّما يَعمَلُ الصّالِحاتِ لِلرِّزقِ وَالسَّعَةِ في هذِهِ الدُّنيا ، ويَكونَ المُمتَنِعُ مِنَ الظُّلمِ وَالفَواحِشِ إنَّما يَعِفُّ عَن ذلِكَ لِتَرَقُّبِ عُقوبَةٍ تَنزِلُ بِهِ مِن ساعَتِهِ ، حَتّى يَكونَ أفعالُ النّاسِ كُلُّها تَجري عَلَى الحاضِرِ ، لا يَشوبُها شَيءٌ مِنَ اليَقينِ بِما عِندَ اللّهِ ، ولا يَستَحِقّونَ ثَوابَ الآخِرَةِ وَالنَّعيمَ الدّائِمَ فيها ، مَعَ أنَّ هذِهِ الاُمورَ الَّتي ذَكَرَهَا الطّاعِنُ ، مِنَ الغِنى وَالفَقرِ وَالعافِيَةِ وَالبَلاءِ لَيسَت بِجارِيَةٍ عَلى خِلافِ قِياسِهِ ، بَل قَد تَجري عَلى ذلِكَ أحيانا . ۸

1.الأعراف : ۹۶ .

2.الفتح : ۴ .

3.غرر الحكم : ج ۳ ص ۲۳۴ ح ۴۳۲۳ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۱۸۹ ح ۳۹۱۵ .

4.غرر الحكم : ج ۱ ص ۶۲ ح ۲۳۳ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۶۱ ح ۱۵۷۱ .

5.الكافي : ج ۲ ص ۱۵ ح ۴ عن حفص بن البختري وهشام بن سالم وغيرهما وح ۱ عن أبي حمزة عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحارالأنوار : ج ۶۹ ص ۱۹۹ ح ۱۸ .

6.قال الجوهري : بَزَّهُ يبَزّه بَزّا أي سلبه. وفي المثل: «مَن عَزّ بَزَّ» أي من غَلَبَ أخذ السَّلَب (بحار الأنوار : ج ۳ ص ۱۴۵) .

7.أسامه الخسف : أولاهُ الذُّلَّ والهَوانَ (المصباح المنير : ص ۱۶۹ «خسف») .

8.بحار الأنوار : ج ۳ ص ۱۴۱ نقلاً عن توحيد المفضّل .

صفحه از 210