انسان - صفحه 18

۷.عنه عليه السلام :عِرفانُ المَرءِ نَفسَهُ أن يَعرِفَها بِأَربَعِ طَبائِعَ ، وأربَعِ دَعائِمَ ، وأربَعَةِ أركانٍ ؛ فَطَبايِعُهُ : الدَّمُ وَالمِرَّةُ وَالريحُ وَالبَلغَمُ . ودَعائِمُهُ : العَقلُ ، ومِنَ العَقلِ الفَهمُ وَالحِفظُ ۱ . وأركانُهُ : النّورُ وَالنّارُ وَالرّوحُ وَالماءُ . وصورَتُهُ طينَتُهُ ۲ . فَأَبصَرَ بِالنّورِ ، وأكَلَ وشَرِبَ بِالنّارِ ، وجامَعَ وتَحَرَّكَ بِالرّوحِ . ووَجَدَ طَعمَ الذَّوقِ وَالطَّعامِ بِالماءِ . فَهذا تَأسيسُ صورَتِهِ . ۳

۸.الاحتجاج :مِن سُؤالِ الزِّنديقِ الَّذي سَأَلَ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن مَسائِلَ كَثيرَةٍ ، أن قالَ : ... أخبِرني عَنِ السِّراجِ إذَا انطَفَأَ أينَ يَذهَبُ نورُهُ ؟
قالَ عليه السلام : يَذهَبُ فَلا يَعودُ . قالَ : فَما أنكَرتَ أن يَكونَ الإِنسانُ مِثلَ ذلِكَ ، إذا ماتَ وفارَقَ الرّوحُ البَدَنَ ، لَم يَرجِع إلَيهِ أبَدا كَما لا يَرجِعُ ضَوءُ السِّراجِ إلَيهِ أبَدا إذَا انطَفَأَ ؟
قالَ : لَم تُصِبِ القِياسَ ، إنَّ النّارَ فِي الأَجسامِ كامِنَةٌ ، وَالأَجسامُ قائِمَةٌ بِأَعيانِها كَالحَجَرِ وَالحَديدِ ، فَإِذا ضُرِبَ أحَدُهُما بِالآخَرِ ، سَطَعَت مِن بَينِهِما نارٌ ، يُقتَبَسُ مِنها سِراجٌ لَهُ ضَوءٌ ، فَالنّارُ ثابِتَةٌ في أجسامِها ، وَالضَّوءُ ذاهِبٌ ، وَالرّوحُ : جِسمٌ رَقيقٌ ، قَد اُلبِسَ قالِبا كَثيفا ، ولَيسَ بِمَنزِلَةِ السِّراجِ الَّذي ذَكَرتَ ، إنَّ الَّذي خَلَقَ فِي الرَّحِمِ جَنينا مِن ماءٍ صافٍ ، ورَكَّبَ فيهِ ضُروبا مُختَلِفَةً : مِن عُروقٍ ، وعَصَبٍ وأسنانٍ ، وشَعرٍ ، وعِظامٍ ، وغَيرِ ذلِكَ ، هُوَ يُحييهِ بَعدَ مَوتِهِ ويُعيدُهُ بَعدَ فَنائِهِ . ۴

1.هكذا في المصدر ؛ لم يطابق المعدودُ العددَ ، وفي علل الشرائع : «ومن العقل : الفطنة والفهم والحفظ والعلم» .

2.لا توجد عبارة : «وصورته طينته» في علل الشرائع .

3.تحف العقول : ص ۳۵۴ ، علل الشرائع : ص ۱۰۸ ح ۶ نحوه ، بحارالأنوار : ج ۶۱ ص ۳۰۲ ح ۸ .

4.الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۱۲ و ۲۴۳ ح ۲۲۳ ، بحارالأنوار : ج ۱۰ ص ۱۸۴ ح ۲ .

صفحه از 210