انسان - صفحه 204

۲۰۹.ثواب الأعمال عن أبي هريرة وعبداللّه بن عبّاس :خَطَبَنا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَبلَ وَفاتِهِ ـ وهِيَ آخِرُ خُطبَةٍ خَطَبَها بِالمَدينَةِ ـ قالَ : يا أيُّهَا النّاسُ : اُدنوا ووَسِّعوا لِمَن خَلفَكُم .
فَقالَ رَجُلٌ : يا رَسولَ اللّهِ ، لِمَن نُوَسِّعُ ؟ قالَ : لِلمَلائِكَةِ .
فَقالَ : إنَّهُم إذا كانوا مَعَكُم لَم يَكونوا مِن بَينِ أيديكُم ولا مِن خَلفِكُم ، ولكِن يَكونونَ عَن أيمانِكُم وعَن شَمائِلِكُم .
فَقالَ رَجُلٌ : يا رَسولَ اللّهِ لِمَ لا يَكونونَ مِن بَينِ أيدينا ولا مِن خَلفِنا ؟ أمِن فَضلِنا عَلَيهِم أم فَضلِهِم عَلَينا ؟ قالَ : أنتُم أفضَلُ مِنَ المَلائِكَةِ . ۱

۲۱۰.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَمّا عُرِجَ بي إلَى السَّماءِ أذَّنَ جِبرَئيلُ مَثنى مَثنى ، وأقامَ مَثنى مَثنى ، ثُمَّ قالَ لي : تَقَدَّم يا مُحَمَّدُ ، فَقُلتُ لَهُ : يا جَبرَئيلُ أتَقَدَّمُ عَلَيكَ؟ فَقالَ : نَعَم ، لِأَنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى فَضَّلَ أنبِياءَهُ عَلى مَلائِكَتِهِ أجمَعينَ ، وفَضَّلَكَ خاصَّةً .
فَتَقَدَّمتُ فَصَلَّيتُ بِهِم ولا فَخرَ ، فَلَمَّا انتَهَيتُ إلى حُجُبِ النّورِ ، قالَ لي جَبرَئيلُ : تَقَدَّم يا مُحَمَّدُ ، وتَخَلَّفَ عَنّي .
فَقُلتُ : يا جَبرَئيلُ ، في مِثلِ هذَا المَوضِعِ تُفارِقُني ؟ فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ انتِهاءَ حَدِّي الَّذي وَضَعَنِي اللّهُ عَزَّ وجَلَّ فيهِ إلى هذَا المَكانِ ، فَإِن تَجاوَزتُهُ احتَرَقَت أجنِحَتي بِتَعَدِّي حُدودِ رَبّي جَلَّ جَلالُهُ .
فَزَجَّ بي فِي النّورِ زَجَّةً حَتَّى انتَهَيتُ إلى حَيثُ ما شاءَ اللّهُ مِن عُلُوِّ مُلكِهِ فَنوديتُ : يا مُحَمَّدُ ، فَقُلتُ : لَبَّيكَ رَبّي وسَعدَيكَ ، تَبارَكتَ وتَعالَيتَ .
فَنوديتُ : يا مُحَمَّدُ ، أنتَ عَبدي وأنَا رَبُّكَ ، فَإِيّايَ فَاعبُد وعَلَيَّ فَتَوَكَّل ، فَإِنَّكَ نوري في عِبادي ، ورَسولي إلى خَلقي ، وحُجَّتي عَلى بَرِيَّتي ، لَكَ ولِمَنِ اتَّبَعَكَ خَلَقتُ جَنَّتي ، ولِمَن خالَفَكَ خَلَقتُ ناري . ۲

1.ثواب الأعمال : ص ۳۳۰ ح ۱ عن أبي هريرة و ابن عبّاس ، أعلام الدين : ص ۴۱۰ عن ابن عبّاس ، بحارالأنوار : ج ۷۶ ص ۳۵۹ ح ۳۰ .

2.علل الشرائع : ص ۶ ح ۱ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۶۳ ح ۲۲ ، كمال الدين : ص ۲۵۵ ح ۴ ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۲ ص ۸۷۷ ح ۹ كلّها عن عبدالسلام بن صالح الهروي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، بحارالأنوار : ج ۲۶ ص ۳۳۶ ح ۱ .

صفحه از 210