درنگ ورزیدن (تأنّی) - صفحه 8

۴.الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ اللّهَ جَلَّ ذِكرُهُ أنزَلَ عَزائِمَ الشَّرائِعِ ، وآياتِ الفَرائِضِ ، في أوقاتٍ مُختَلِفَةٍ . كَما خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ في سِتَّةِ أيّامٍ ، ولَو شاءَ أن يَخلُقَها في أقَلَّ مِن لَمحِ البَصَرِ لَخَلَقَ ، ولكِنَّهُ جَعَلَ الأَناةَ وَالمُداراةَ مِثالاً لِاُمَنائِهِ ، وإيجابا لِلحُجَّةِ عَلى خَلقِهِ . ۱

۵.الإمام زين العابدين عليه السلامـ مِن دُعائِهِ لِلمُهِمّاتِ ـ :اللّهُمَّ هَدَيتَني فَلَهَوتُ ، ووَعَظتَ فَقَسَوتُ ، وأبلَيتَ الجَميلَ فَعَصَيتُ ، وعَرَّفتَ فَأَصرَرتُ ، ثُمَّ عَرَّفتَ فَاستَغفَرتُ فَأَقَلتَ ، فَعُدتُ فَسَتَرتَ ... فَلَكَ الحَمدُ إلهي مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ . ۲

۶.عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي رَكَّبَ فينا آلاتِ البَسطِ ، وجَعَلَ لَنا أدَواتِ القَبضِ ، ومَتَّعَنا بِأَرواحِ الحَياةِ ، وأثبَتَ فينا جَوارِحَ الأَعمالِ ، وغَذّانا بِطَيِّباتِ الرِّزقِ وأغنانا بِفَضلِهِ ، وأقنانا بِمَنِّهِ .
ثُمَّ أمَرَنا لِيَختَبِرَ طاعَتَنا ، ونَهانا لِيَبتَلِيَ شُكرَنا ، فَخالَفنا عَن طَريقِ أمرِهِ ، ورَكِبنا مُتونَ زَجرِهِ ، فَلَم يَبتَدِرنا بِعُقوبَتِهِ ، ولَم يُعاجِلنا بِنَقِمَتِهِ ، بَل تَأَنّانا بِرَحمَتِهِ تَكَرُّما ، وَانتَظَرَ مُراجَعَتَنا بِرَأفَتِهِ حِلما. ۳

۷.عنه عليه السلامـ مِن دُعائِهِ لِلعيدَينِ وَالجُمُعَةِ ـ :لا يَخيبُ مِنكَ الآمِلونَ ، ولا يَيأَسُ مِن عَطائِكَ المُتَعَرِّضونَ ، ولا يَشقى بِنَقِمَتِكَ المُستَغفِرونَ ، رِزقُكَ مَبسوطٌ لِمَن عَصاكَ ، وحِلمُكَ مُعتَرِضٌ لِمَن ناواكَ ، عادَتُكَ الإِحسانُ إلَى المُسيئينَ ، وسُنَّتُكَ الإِبقاءُ عَلَى المُعتَدينَ ، حَتّى لَقَد غَرَّتهُم أناتُكَ عَنِ الرُّجوعِ ، وصَدَّهُم إمهالُكَ عَنِ النُّزوعِ ، وإنَّما تَأَنَّيتَ بِهِم لِيَفيؤوا إلى أمرِكَ ، وأمهَلتَهُم ثِقَةً بِدَوامِ مُلكِكَ ، فَمَن كانَ مِن أهلِ السَّعادَةِ خَتَمتَ لَهُ بِها ، ومَن كانَ مِن أهلِ الشَّقاوَةِ خَذَلتَهُ لَها .
كُلُّهُم صائِرونَ إلى حُكمِكَ ، واُمورُهُم آئِلَةٌ إلى أمرِكَ ، لَم يَهِن عَلى طولِ مُدَّتِهِم سُلطانُكَ ولَم يَدحَض لِتَركِ مُعاجَلَتِهِم بُرهانُكَ .. . فَقَد ظاهَرتَ الحُجَجَ ، وأبلَيتَ الأَعذارَ ، وقَد تَقَدَّمتَ بِالوَعيدِ ، وتَلَطَّفتَ فِي التَّرغيبِ ، وضَرَبتَ الأَمثالَ ، وأطَلتَ الإِمهالَ ، وأخَّرتَ وأنتَ مُستَطيعٌ لِلمُعاجَلَةِ ، وتَأَنَّيتَ وأنتَ مَليءٌ بِالمُبادَرَةِ .
لَم تَكُن أناتُكَ عَجزا ، ولا إمهالُكَ وَهنا ، ولا إمساكُكَ غَفلَةً ، ولَا انتِظارُكَ مُداراةً ، بَل لِتَكونَ حُجَّتُكَ أبلَغَ ، وكَرَمُكَ أكمَلَ ، وإحسانُكَ أوفى ، ونِعمَتُكَ أتَمَّ . ۴

1.الاحتجاج : ج ۱ ص ۶۰۱ ح ۱۳۷ ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۱۲۲ ح ۱ .

2.الأمالي للمفيد : ص ۲۳۹ ح ۳ ، الأمالي للطوسي : ص ۱۵ ح ۱۹ كلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام ، مهج الدعوات : ص ۲۶۹ عن أبي الوضّاح عن أبيه عن الإمام الكاظم عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۳۲۱ ح ۱ .

3.الصحيفة السجّادية : ص ۲۱ الدعاء ۱ .

4.الصحيفة السجّادية : ص ۱۸۲ الدعاء ۴۶ ، المزار الكبير : ص ۴۵۸ ، جمال الاُسبوع : ص ۲۶۲ عن المتوكّل بن هارون عن الإمام الصادق عن أبيه عنه عليهم السلام ، مصباح المتهجّد : ص ۳۶۹ ح ۵۰۰ نحوه ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۶ ص ۱۷۹ عن الإمام عليّ وعنه عليهماالسلام .

صفحه از 42