بدعت - صفحه 38

۳۶.عنه عليه السلام :اِحتَفِظوا بِهذِهِ الحُروفِ السَّبعَةِ فَإِنَّها مِن قَولِ أهلِ الحِجا ۱ ، ومِن عَزائِمِ اللّهِ فِي الذِّكرِ الحَكيمِ ، أنَّهُ لَيسَ لِأَحَدٍ أن يَلقَى اللّهَ عز و جل بِخَلَّةٍ مِن هذِهِ الخِلالِ : الشِّركُ بِاللّهِ فيمَا افتَرَضَ اللّهُ عَلَيهِ ، أو إشفاءُ غَيظٍ بِهَلاكِ نَفسِهِ ، أو إقرارٌ بِأَمرٍ يَفعَلُ غَيرُهُ ، أو يَستَنجِحُ إلى مَخلوقٍ بِإِظهارِ بِدعَةٍ في دينِهِ ، أو يَسُرُّهُ أن يَحمَدُهُ النّاسُ بِما لَم يَفعَل ، وَالمُتَجَبِّرُ المُختالُ ، وصاحِبُ الاُبُّهَةِ ۲ وَالزَّهوِ ۳ . ۴

۳۷.عنه عليه السلام :وآخَرُ قَد تَسَمّى عالِماً ولَيسَ بِهِ ، فَاقتَبَسَ جَهائِلَ مِن جُهّالٍ ، وأضاليلَ مِن ضُلّالٍ ، ونَصَبَ لِلنّاسِ أشراكاً مِن حِبالِ غُرورٍ وقَولِ زورٍ ، قَد حَمَلَ الكِتابَ عَلى آرائِهِ ، وعَطَفَ الحَقَّ عَلى أهوائِهِ ، يُؤمِنُ مِنَ العَظائِمِ ، ويُهَوِّنُ كَبيرَ الجَرائِمِ ، يَقولُ : «أقِفُ عِندَ الشُّبُهاتِ» وفيها وَقَعَ ويَقولُ : «أعتَزِلُ البِدَعَ» وبَينَهَا اضطَجَعَ ، فَالصُّورَةُ صورَةُ إنسانٍ ، وَالقَلبُ قَلبُ حَيَوانٍ ، لا يَعرِفُ بابَ الهُدى فَيَتَّبِعَهُ ، ولا بابَ العَمى فَيَصُدَّ عَنهُ ، وذلِكَ مَيِّتُ الأَحياءِ ، فَأَينَ تَذهَبونَ . ۵

۳۸.الإمام زين العابدين عليه السلام :أيُّهَا المُؤمِنونَ لا يَفتِنَنَّكُمُ الطَّواغيتُ وأتباعُهُم مِن أهلِ الرَّغبَةِ في هذِهِ الدُّنيا ... إنَّ الاُمورَ الوارِدَةَ عَلَيكُم في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ مِن مُظلِماتِ الفِتَنِ وحَوادِثِ البِدَعِ وسُنَنِ الجَورِ وبَوائِقِ ۶ الزَّمانِ وهَيبَةِ السُّلطانِ ووَسوَسَةِ الشَّيطانِ ، لَتُثَبِّطُ ۷ القُلوبَ عَن تَنَبُّهِها، وتُذهِلُها عَن مَوجودِ الهُدى ومَعرِفَةِ أهلِ الحَقِّ إلّا قَليلاً مِمَّن عَصَمَ اللّهُ ، فَلَيسَ يَعرِفُ تَصَرُّفَ أيّامِها وتَقَلُّبَ حالاتِها وعاقِبَةَ ضَرَرِ فِتنَتِها إلّا مَن عَصَمَ اللّهُ ، ونَهَجَ سَبيلَ الرُّشدِ وسَلَكَ طَريقَ القَصدِ ، ثُمَّ استَعانَ عَلى ذلِكَ بِالزُّهدِ ، فَكَرَّرَ الفِكرَ وَاتَّعَظَ بِالعِبَرِ وَازدَجَرَ ، وزَهِدَ في عاجِلِ بَهجَةِ الدُّنيا ، وتَجافى عَن لَذّاتِها ، ورَغِبَ في دائِمِ نَعيمِ الآخِرَةِ وسَعى لَها سَعيَها ، وراقَبَ المَوتَ ، وشَنَأَ ۸ الحَياةَ مَعَ القَومِ الظّالِمينَ .
نَظَرَ إلى ما فِي الدُّنيا بِعَينٍ نَيِّرَةٍ حَديدَةِ البَصَرِ ، وأبصَرَ حَوادِثَ الفِتَنِ وضَلالَ البِدَعِ وجَورَ المُلوكِ الظَّلَمَةِ . فَلَقَد لَعَمرِي استَدبَرتُمُ الاُمورَ الماضِيَةَ فِي الأَيّامِ الخالِيَةِ مِنَ الفِتَنِ المُتَراكِمَةِ وَالاِنهِماكِ فيما تَستَدِلّونَ بِهِ عَلى تَجَنُّبِ الغَواةِ وأهلِ البِدَعِ ، وَالبَغيِ وَالفَسادِ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقِّ . فَاستَعينوا بِاللّهِ وَارجِعوا إلى طاعَةِ اللّهِ ، وطاعَةِ مَن هُوَ أولى بِالطّاعَةِ مِمَّنِ اتُّبِعَ واُطيعَ . ۹

1.ذوي الحجا : ذوي العقول (النهاية : ج ۱ ص ۳۴۸ «حجا») .

2.الاُبُّهَةُ : العظمةُ والبهاءُ (النهاية : ج ۱ ص ۱۸ «أبه») .

3.الزَّهوُ : الكِبْرُ والفَخْر (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۷۰ «زها») .

4.الكافي : ج ۵ ص ۸۲ ح ۹ ، تهذيب الأحكام : ج ۶ ص ۳۲۲ ح ۸۸۳ كلاهما عن الإمام الصادق عليه السلام ، نهج البلاغة : الخطبة ۱۵۳ ، تحف العقول : ص ۱۵۶ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۴۰۹ ح ۳۸ .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۸۷ ، أعلام الدين : ص ۱۲۸ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۵۷ ح ۳۶ .

6.بَوَائِقُه : أي غوائله وشروره (النهاية : ج ۱ ص ۱۶۲ «بوق») .

7.التَّثبيطُ : هو التعويق والشُّغل عن المراد (النهاية : ج ۱ ص ۲۰۷ «ثبط») .

8.شَنَأهُ : أبغضه (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۹ «شنأه») .

9.الكافي : ج ۸ ص ۱۵ ح ۲، الأمالي للمفيد : ص ۲ ح ۳۳ كلاهما عن أبي حمزة الثمالي، تحف العقول : ص ۲۵۲، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۴۹ ح ۱۱ .

صفحه از 85