الحديث
۱۵۸.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ عَمرَو بنَ لُحَيِّ بنِ قَمَعَةَ بنِ خِندِفَ كانَ قَد مَلَكَ مَكَّةَ ، وكانَ أوَّلَ مَن غَيَّرَ دينَ إسماعيلَ وَاتَّخَذَ الأَصنامَ ونَصَبَ الأَوثانَ ، وبَحَرَ البَحيرَةَ ، وسَيَّبَ السّائِبَةَ ، ووَصَلَ الوَصيلَةَ ، وحَمَى الحامِيَ .
فَلَقَد رَأَيتُهُ فِي النّارِ يُؤذي أهلَ النّارِ ريحُ قُصْبِهِ ۱ ، ويُروى : يَجُرُّ قُصبَهُ فِي النّارِ . ۲
10 / 5
أبو عامِرِبنُ النُّعمانِ بنِ صَيفِيٍّ الرّاهِبُ
۱۵۹.مجمع البيان عن سعيد بن المسيّبـ في قَولِهِ تَعالى :«وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِى ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ»۳ـ :إنَّهُ أبو عامِرِ بنُ النُّعمانِ بنِ صَيفِيٍّ الرّاهِبُ ۴ الَّذي سَمّاهُ النَّبِيُّ الفاسِقَ ، وكانَ قَد تَرَهَّبَ فِي الجاهِلِيَّةِ ولَبِسَ المُسوحَ فَقَدِمَ المَدينَةَ ، فَقالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : ما هذَا الَّذي جِئتَ بِهِ ؟
قالَ : جِئتُ بِالحَنيفِيَّةِ دينِ إبراهيمَ ، قالَ : فَأَنَا عَلَيها .
فَقالَ صلى الله عليه و آله : لَستَ عَلَيها ولكِنَّكَ أدخَلتَ فيها ما لَيسَ مِنها ، فَقالَ أبو عامِرٍ : أماتَ اللّهُ الكاذِبَ مِنّا طَريدا وَحيدا ، فَخَرَجَ إلى أهلِ الشّامِ وأَرسَلَ إلَى المُنافِقينَ أنِ استَعِدُّوا السِّلاحَ ، ثُمَّ أتى قَيصَرَ وأتى بِجُندٍ لِيُخرِجَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله مِنَ المَدينَةِ ، فَماتَ بِالشّامِ طَريدا وَحيدا . ۵
1.القُصْبُ : اسم للأمعاءِ كلّها (النهاية : ج ۴ ص ۶۶ «قصب») .
2.مجمع البيان : ج ۳ ص ۳۹۰ عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج ۹ ص ۸۴ ؛ تفسير الطبري : ج ۵ الجزء ۷ ص ۸۶ عن أبي هريرة ، تاريخ بغداد : ج ۵ ص ۱۷۳ الرقم ۲۶۲۳ ، الفردوس : ج ۳ ص ۶۷ ح ۴۱۸۸ عن أبي هريرة وكلّها نحوه ، كنز العمّال : ج ۲ ص ۴۰۳ ح ۴۳۶۱ .
3.الأعراف : ۱۷۵ .
4.اسم أبي عامر هذا ، عبد عمرو بن صيفي الراهب ، وكان رأس الأوس في الجاهليّة ، فلمّا جاء الإسلام خذل فلم يدخل فيه ، وجاهر رسول اللّه صلى الله عليه و آله بالعداوة ، وخرج في خمسين رجلاً من الأوس إلى مكّة وحرّض قريشا وسار معها ، وهو يعدها أنّ قومه يُؤازرونهم (راجع : إمتاع الأسماع للمقريزي : ج ۱ ص ۱۳۲) .
وقيل : إنّ الآية الشريفة نزلت في اُميّة بن الصلت الثقفي الشاعر أيضا ، ولايبعد إنطباقها على كليهما كما روي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام : «الأَصلُ في ذلِكَ بَلعَمُ ثُمَّ ضَرَبَهُ اللّه ُ مَثلاً لِكُلِّ مُؤثِرٍ هَواهُ عَلى هُدَى اللّه ِ مِن أهلِ القِبلةِ» (راجع : مجمع البيان : ج ۴ ص ۳۹۵ ، الميزان في تفسير القرآن : ج ۸ ص ۳۳۷) .
5.مجمع البيان : ج ۴ ص ۷۶۹ ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۳۶ ؛ تفسير القرطبي : ج ۷ ص ۳۲۰ نحوه وراجع : السيرة النبويّة لابن هشام : ج ۳ ص ۷۱ وتاريخ الطبري : ج ۲ ص ۵۱۱ .