۱۷۰.الكافي عن عيسى شلقان :كُنتُ قاعِدا فَمَرَّ أبُو الحَسَنِ موسى عليه السلام ومَعَهُ بَهمَةٌ ، قالَ : قُلتُ : يا غُلامُ ما تَرى ما يَصنَعُ أبوكَ ؟ يَأمُرُنا بِالشَّيءِ ، ثُمَّ يَنهانا عَنهُ ، أمَرَنا أن نَتَوَلّى أبَا الخَطّابِ ثُمَّ أمَرَنا أن نَلعَنَهُ ونَتَبَرَّأَ مِنهُ ؟
فَقالَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام وهُوَ غُلامٌ : إنَّ اللّهَ خَلَقَ خَلقا لِلإِيمانِ لا زَوالَ لَهُ ، وخَلَقَ خَلقا لِلكُفرِ لا زَوالَ لَهُ ، وخَلَقَ خَلقا بَينَ ذلِكَ أعارَهُ الإِيمانَ يُسَمَّونَ المُعارينَ ، إذا شاءَ سَلَبَهُم ، وكانَ أبُو الخَطّابِ مِمَّن اُعيرَ الإِيمانَ . ۱
۱۷۱.قرب الإسناد عن عيسى شلقان :دَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام وأنَا اُريدُ أن أسأَ لَهُ عَن أبِي الخَطّابِ ، فَقالَ لي مُبتَدِئا قَبلَ أن أجلِسَ : يا عيسى ما مَنَعَكَ أن تَلقَى ابني فَتَسأَلَهُ عَن جَميعِ ما تُريدُ ؟
قالَ عيسى : فَذَهَبتُ إلَى العَبدِ الصّالحِ عليه السلام وهُوَ قاعِدٌ فِي الكُتّابِ ، وعَلى شَفَتَيهِ أثَرُ المِدادِ ۲ ، فَقالَ مُبتَدِئا :
يا عيسى ، إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى أخَذَ ميثاقَ النَّبِيّينَ عَلَى النُّبُوَّةِ فَلَم يَتَحَوَّلوا عَنها أبَدا ، وأخَذَ ميثاقَ الوَصِيّينَ عَلَى الوَصِيَّةِ فَلَم يَتَحَوَّلوا عَنها أبَدا ، وأعارَ قَوما الإِيمانَ زَمانا ثُمَّ سَلَبَهُم إيّاهُ ، وإنَّ أبا الخَطّابِ مِمَّن اُعيرَ الإِيمانَ ثُمَّ سَلَبَهُ اللّهُ . ۳
۱۷۲.رجال الكشّي عن عيسى شلقان :قُلتُ لِأَبِي الحَسَنِ عليه السلام وهُوَ يَومَئِذٍ غُلامٌ قَبلَ أوانِ بُلوغِهِ : جُعِلتُ فِداكَ ما هذَا الَّذي يُسمَعُ مِن أبيكَ أنَّهُ أمَرَنا بِوِلايَةِ أبِي الخَطّابِ ثُمَّ أمَرَنا بِالبَراءَةِ مِنهُ ؟
قالَ : فَقالَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام مِن تِلقاءِ نَفسِهِ : إنَّ اللّهَ خَلَقَ الأَنبِياءَ عَلَى النُّبُوَّةِ فَلا يَكونون إلّا أنبِياءَ ، وخَلَقَ المُؤمِنينَ عَلَى الإِيمانِ فَلا يَكونونَ إلّا مُؤمِنينَ ، وَاستَودَعَ قَوما إيمانا ، فَإِن شاءَ أتَمَّهُ لَهُم ، وإن شاءَ سَلَبَهُم إيّاهُ ، وإنَّ أبَا الخَطّابِ كانَ مِمَّن أعارَهُ اللّهُ الإِيمانَ : فَلَمّا كَذَبَ عَلى أبي سَلَبَهُ اللّهُ الإِيمانَ .
قالَ : فَعَرَضتُ هذَا الكَلامَ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام . قالَ : فَقالَ : لَو سَأَلتَنا عَن ذلِكَ ما كانَ لِيَكونَ عِندَنا غَيرُ ما قالَ . ۴
1.الكافي : ج ۲ ص ۴۱۸ ح ۳ ، بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۲۱۹ ح ۳ .
2.في المصدر : «المادِد» والتصويب من المصادر الاُخرى . والمِداد : ما يكتب به (المصباح المنير : ص ۵۶۶ «المداد») .
3.قرب الإسناد : ص ۳۳۴ ح ۱۲۳۷ ، دلائل الإمامة : ص ۳۳۰ ح ۲۸۸ ، الخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۶۵۳ ح ۵ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۲۹۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۸ ص ۲۴ ح ۴۰ .
4.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۵۸۴ ح ۵۲۳ ، بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۲۲۲ ح ۵ .