بدا - صفحه 42

۲۵.بصائر الدرجات عن أبي بصير :قالَ أبو عَبدِ اللّه عليه السلام : إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى قالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله : «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ»۱ أرادَ أن يُعَذِّبَ أهلَ الأَرضِ ، ثُمَّ بَدا للّهِِ فَنَزَلَتِ الرَّحمَةُ فَقالَ : «وَذَكِّرْ» يا مُحَمَّدُ «فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ» . ۲
فَرَجَعتُ مِن قابِلٍ فَقُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : جُعِلتُ فِداكَ ، إنّي حَدَّثتُ أصحابَنا فَقالوا : بَدا للّهِِ ما لَم يَكُن في عِلمِهِ ؟!
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إنَّ للّهِِ عِلمَينِ : عِلمٌ عِندَهُ لَم يُطلِع عَلَيهِ أحَدا مِن خَلقِهِ ، وعِلمٌ نَبَذَهُ إلى مَلائِكَتِهِ ورُسُلِهِ . فَما نَبَذَهُ إلى مَلائِكَتِهِ فَقَدِ انتَهى إلَينا . ۳

۲۶.تفسير العيّاشي عن ابن سنان :قالَ أبو عَبدِ اللّه عليه السلام : إنَّ اللّهَ يُقَدِّمُ ما يَشاءُ ويُؤَخِّرُ ما يَشاءُ ، ويَمحو ما يَشاءُ ويُثبِتُ ما يَشاءُ ، وعِندَهُ اُمُّ الكِتابِ .
وقالَ عليه السلام : فَكُلُّ ۴ أمرٍ يُريدُهُ اللّهُ فَهُوَ في عِلمِهِ قَبلَ أن يَصنَعَهُ ، ولَيسَ شَيءٌ يَبدو لَهُ إلّا وقَد كانَ في عِلمِهِ ، إنَّ اللّهَ لا يَبدو لَهُ مِن جَهلٍ . ۵

۲۷.الإمام الصادق عليه السلامـ وقَد سُئِلَ عَنِ العَرشِ وَالكُرسِيِّ ـ :هُما فِي الغَيبِ مَقرونانِ ، لِأَنَّ الكُرسِيَّ هُوَ البابُ الظّاهِرُ مِنَ الغَيبِ ، الَّذي مِنهُ مَطلَعُ البَدعِ ، ومِنهُ الأَشياءُ كُلُّها .
وَالعَرشُ هُوَ البابُ الباطِنُ الَّذي يوجَدُ فيهِ عِلمُ الكَيفِ وَالكَونِ ، وَالقَدرِ وَالحَدِّ وَالأَينِ ، وَالمَشِيَّةِ وصِفَةِ الإِرادَةِ ، وعِلمُ الأَلفاظِ وَالحَرَكاتِ وَالتَّركِ ، وعِلمُ العَودِ وَالبَدءِ ، فَهُما فِي العِلمِ بابانِ مَقرونانِ ؛ لِأَنَّ مُلكَ العَرشِ سِوى مُلكِ الكُرسِيِّ ، وعِلمَهُ أغيَبُ مِن عِلمِ الكُرسِيِّ ، فَمِن ذلِكَ قالَ : «رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ» أي صِفَتُهُ أعظَمُ مِن صِفَةِ الكُرسِيِّ ، وهُما في ذلِكَ مَقرونانِ قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ ، فَلِمَ صارَ فِي الفَضلِ جارَ الكُرسِيِّ ؟
قالَ : إنَّهُ صارَ جارَهُ لِأَنَّ عِلمَ الكَيفوفِيَّةِ ۶ فيهِ ، وفيهِ الظّاهِرُ مِن أبوابِ البَداءِ ، وأينِيَّتِها ، وحَدِّ رَتقِها وفَتقِها . ۷

1.الذاريات : ۵۴ .

2.الذاريات : ۵۵ .

3.بصائر الدرجات : ص ۱۱۰ ح ۴ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۱۰ ح ۲۸ .

4.في المصدر : «لكلّ» ، والتصويب من بحار الأنوار .

5.تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۲۱۸ ح ۷۱ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۲۱ ح ۶۳ .

6.كيفيّةُ الشيء : حالُهُ وصفتُهُ (المعجم الوسيط : ج ۲ ص ۸۰۷ «كيف») .

7.التوحيد : ص ۳۲۱ ح ۱ عن حنان بن سدير ، بحار الأنوار : ج ۵۸ ص ۳۰ ح ۵۱ .

صفحه از 126