بدا - صفحه 52

الفصل الرابع : ما يظهر منه عدم البداء في القضاء المحتوم

۳۸.الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ عِندَ اللّهِ كُتُبا مَرقومَةً يُقَدِّمُ مِنها ما يَشاءُ ويُؤَخِّرُ ما يَشاءُ ، فَإِذا كانَ لَيلَةُ القَدرِ أنزَلَ اللّهُ فيها كُلَّ شَيءٍ يَكونُ إلى لَيلَةٍ مِثلِها ، فَذلِكَ قَولُهُ : «وَ لَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا»۱ إذا أنزَلَهُ وكَتَبَهُ كُتّابُ السَّماواتِ ، وهُوَ الَّذي لا يُؤَخِّرُهُ . ۲

۳۹.الكافي عن إسحاق بن عمّار۳:الكافي عن إسحاق بن عمّار ۴ : سَمِعتُهُ عليه السلام يَقولُ، وناسٌ يَسأَلونَهُ يَقولونَ : الأَرزاقُ تُقسَمُ لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ ؟
فَقالَ عليه السلام : لا وَاللّهِ ، ما ذاكَ إلّا في لَيلَةِ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، وإحدى وعِشرينَ ، وثَلاثٍ وعِشرينَ ، فَإِنَّ في لَيلَةِ تِسعَ عَشرَةَ يَلتَقِي الجَمعانِ ، وفي لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ يُفرَقُ كُلُّ أمرٍ حَكيمٍ ، وفي لَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ يُمضى ما أرادَ اللّهُ عز و جلمِن ذلِكَ ، وهِيَ لَيلَةُ القَدرِ الَّتي قالَ اللّهُ عز و جل : « خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ» . ۵
قُلتُ : ما مَعنى قَولِهِ : يَلتَقِي الجَمعانِ ؟ قالَ : يَجمَعُ اللّهُ فيها ما أرادَ مِن تَقديمِهِ وتَأخيرِهِ ، وإرادَتِهِ وقَضائِهِ .
قالَ : قُلتُ : فَما مَعنى يُمضيهِ في ثَلاثٍ وعِشرينَ ؟ قالَ : إنَّهُ يَفرُقُهُ في لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ ويَكونُ لَهُ فيهِ البَداءُ ، فَإِذا كانَت لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ أمضاهُ ، فَيَكونُ مِنَ المَحتومِ الَّذي لا يَبدو لَهُ فيهِ تَبارَكَ وتَعالى . ۶

1.المنافقون : ۱۱ .

2.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۳۷۱ عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۰۲ ح ۱۳ .

3.في الإقبال: «عن أبي عبداللّه عليه السلام ».

4.القدر : ۳ .

5.الكافي : ج ۴ ص ۱۵۸ ح ۸ ، الإقبال : ج ۱ ص ۳۴۳ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۱۴۴ .

صفحه از 126