بَسمَله (بسم الله الرحمن الرحیم) - صفحه 16

1 / 2

مَعنَى اللّه عزّوجلِّ

۷.الإمام الكاظم عليه السلامـ لَمّا سُئِلَ عَن مَعنَى اللّهِ ـ :اِستَولى عَلى ما دَقَّ وجَلَّ . ۱

۸.الإمام الصادق عليه السلامـ في جَوابِ الزِّنديقِ حينَ سَأَ لَهُ : فَما هُوَ؟ ـ :هُوَ الرَّبُّ ، وهُوَ المَعبودُ ، وهُوَ اللّهُ ، ولَيسَ قَولي : «اللّهُ» إثباتَ هذِهِ الحُروفِ : ألِفٍ ولامٍ وهاءٍ ، ولا راءٍ ولا باءٍ ، ولكِن أرجِعُ ۲ إلى مَعنىً وشَيءٍ خالِقِ الأَشياءِ وصانِعِها ، ونَعتِ هذِهِ الحُروفِ ، وهُوَ المَعنى سُمِّيَ بِهِ اللّهُ ، وَالرَّحمنُ ، وَالرَّحيمُ ، وَالعَزيزُ ، وأَشباهُ ذلِكَ مِن أسمائِهِ ، وهُوَ المَعبودُ جَلَّ وعَزَّ . ۳

۹.الإمام العسكريّ عليه السلامـ في تَفسيرِ«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»ـ :اللّهُ هُوَ الَّذي يَتَأَلَّهُ إلَيهِ عِندَ الحَوائِجِ وَالشَّدائِدِ كُلُّ مَخلوقٍ عِندَ انقِطاعِ الرَّجاءِ مِن كُلِّ مَن هُوَ دونَهُ ، وتَقَطُّعِ الأَسبابِ مِن جَميعِ ما سِواهُ ، يَقولُ : بِسمِ اللّهِ ؛ أي أستَعينُ عَلى اُموري كُلِّها بِاللّهِ الَّذي لا تَحِقُّ العِبادَةُ إلّا لَهُ ، المُغيثِ إذَا استُغيثَ ، وَالمُجيبِ إذا دُعِيَ .
وهُوَ ما قالَ رَجُلٌ لِلصّادقِ عليه السلام : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، دُلَّني عَلَى اللّهِ ما هُوَ؟ فَقَد أكثَرَ عَلَيَّ المُجادِلونَ وحَيَّروني!
فَقالَ لَهُ : يا عَبدَ اللّهِ ، هَل رَكِبتَ سَفينَةً قَطُّ؟ قالَ : نَعَم .
قالَ : فَهَل كُسِرَ بِكَ حَيثُ لا سَفينَةَ تُنجيكَ ولا سِباحَةَ تُغنيكَ؟ قالَ : نَعَم .
قالَ : فَهَل تَعَلَّقَ قَلبُكَ هُنالِكَ أنَّ شَيئا مِنَ الأَشياءِ قادِرٌ عَلى أن يُخَلِّصَكَ مِن وَرطَتِكَ؟ فَقالَ : نَعَم .
قالَ الصّادِقُ عليه السلام : فَذلِكَ الشَّيءُ هُوَ اللّهُ القادِرُ عَلَى الإِنجاءِ حَيثُ لا مُنجِيَ ، وعَلَى الإِغاثَةِ حَيثُ لا مُغيثَ .
ثُمَّ قالَ الصَادِقُ عليه السلام : ولَرُبَّما تَرَكَ بَعضُ شيعَتِنا فِي افتِتاحِ أمرِهِ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» فَيَمتَحِنُهُ اللّهُ بِمَكروهٍ لِيُنَبِّهَهُ عَلى شُكرِ اللّهِ تبَارَكَ وتَعالى وَالثَّناءِ عَلَيهِ ، ويَمحَقَ عَنهُ وَصمَةَ ۴ تَقصيرِهِ عِندَ تَركِهِ قَولَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ .
قالَ : وقامَ رَجُلٌ إلى عَليِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ : أخبِرني ما مَعنى «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ»؟
فَقالَ عَليُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : حَدَّثَني أبي عَن أخيهِ الحَسَنِ عَن أبيهِ أميرِ المُؤمِنينَ عليهم السلام أنَّ رَجُلاً قامَ إلَيهِ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أخبِرني عَن «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ما مَعناهُ؟
فَقالَ : إنَّ قَولَكَ «اللّهُ» أعظَمُ اسمٍ مِن أسماءِ اللّهِ عز و جل ؛ وهُوَ الاِسمُ الَّذي لا يَنبَغي أن يُسَمّى بِهِ غَيرُ اللّهِ ، ولَم يَتَسَمَّ بِهِ مَخلوقٌ .
فَقالَ الرَّجُلُ : فَما تَفسيرُ قَولِهِ : «اللّهُ»؟
قالَ : هُوَ الَّذي يَتَأَلَّهُ إلَيهِ عِندَ الحَوائِجِ وَالشَّدائِدِ كُلُّ مَخلوقٍ عِندَ انقِطاعِ الرَّجاءِ مِن جَميعِ مَن دونَهُ ، وتَقَطُّعِ الأَسبابِ مِن كُلِّ مَن سِواهُ ، وَذلِكَ أنَّ كُلَّ مُتَرَئِّسٍ في هذِهِ الدُّنيا ومُتَعَظِّمٍ فيها ، وإن عَظُمَ غِناؤُهُ وطُغيانُهُ ، وكَثُرَت حَوائِجُ مَن دونَهُ إلَيهِ ، فَإِنَّهُم سَيَحتاجونَ حَوائِجَ لا يَقدِرُ عَلَيها هذَا المُتَعاظِمُ ، وكَذلِكَ هذَا المُتَعاظِمُ يَحتاجُ حَوائِجَ لا يَقدِرُ عَلَيها ، فَيَنقَطِعُ إلَى اللّهِ عِندَ ضَرورَتِهِ وفاقَتِهِ ، حَتّى إذا كُفِيَ هَمَّهُ عادَ إلى شِركِهِ . أما تَسمَعُ اللّهُ عز و جل يَقولُ : «قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ» . ۵
فَقالَ اللّهُ عز و جل لِعِبادِهِ : أيُّهَا الفُقَراءُ إلى رَحمَتي ، إنّي قَد ألزَمتُكُمُ الحاجَةَ إليَّ في كُلِّ حالٍ ، وذِلَّةَ العُبودِيَّةِ في كُلِّ وَقتٍ ، فَإِلَيَّ فَافزَعوا في كُلِّ أمرٍ تَأخُذونَ فيهِ وتَرجونَ تَمامَهُ وبُلوغَ غايَتِهِ ، فَإِنّي إن أرَدتُ أن اُعطِيَكُم لمَ يَقدِر غَيري عَلى مَنعِكُم ، وإن أرَدتُ أن أمنَعَكُم لَم يَقدِر غَيري عَلى إعطائِكُم ، فَأَنَا أحَقُّ مَن سُئِلَ ، وأَولى مَن تُضُرِّعَ إلَيهِ .
فَقولوا عِندَ افتِتاحِ كُلِّ أمرٍ صَغيرٍ أو عَظيمٍ : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ؛ أي أستَعينُ عَلى هذَا الأَمِرِ بِاللّهِ الَّذي لا يَحِقُّ العِبادَةُ لِغَيرِهِ ، المُغيثِ إذَا استُغيثَ ، المُجيبِ إذا دُعِيَ ، الرَّحمنِ الَّذي يَرحَمُ بِبَسطِ الرِّزقِ عَلَينا ، الرَّحيمِ بِنا في أديانِنا ودُنيانا وآخِرَتِنا ، خَفَّفَ عَلَينَا الدِّينَ وجَعَلَهُ سَهلاً خَفيفا ، وهُوَ يَرحَمُنا بِتَمييزِنا مِن أعدائِهِ .
ثُمَّ قالَ : قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن حَزَنَهُ أمرٌ تَعاطاهُ فَقالَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» وهُوَ مُخلِصٌ للّهِِ يُقبِلُ بِقَلبِهِ إلَيهِ ، لم يَنفَكَّ مِن إحدَى اثنَتَينِ : إمّا بُلوغِ حاجَتِهِ فِي الدُّنيا ، وإِمّا يُعَدُّ لَهُ عِندَ رَبِّهِ ويُدَّخَرُ لَدَيهِ ، وما عِندَ اللّهِ خَيرٌ وأَبقى لِلمُؤمِنينَ . ۶

راجع : ص 216 ح 10 و ص 218 ح 14 .
و هذه الموسوعة : ج 5 ص 512 (معنى اللّه ) .

1.الكافي : ج ۱ ص ۱۱۴ ح ۳ ، التوحيد : ص ۲۳۰ ح ۴ وفيه «سألته» ، معاني الأخبار : ص ۴ ح ۱ ، المحاسن : ج ۱ ص ۳۷۲ ح ۸۱۲ وفيه «عن معنى قول اللّه : «الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى»» ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۸۱ ح ۶ .

2.ويمكن ضبطها أيضا بهذا الشكل : ولكِنِ ارجِع ...

3.الكافي : ج ۱ ص ۸۴ ح ۶ ، التوحيد : ص ۲۴۵ كلاهما عن هشام بن الحكم .

4.الوَصْمُ : العَيب والعار . يقال : ما في فلان وَصمة (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۵۲ «وصم») .

5.الأنعام : ۴۰ و ۴۱ .

6.التوحيد : ص ۲۳۰ ح ۵ ، معاني الأخبار : ص ۴ ح ۲ وفيه إلى «حيث لا مغيث» ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۲۱ ح ۵ و ۶ و ۷ وص ۲۷ ح ۹ كلّها عن محمّد بن زياد ومحمّد بن سيّار ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۳۲ ح ۱۴ وص ۲۴۰ ح ۴۸ .

صفحه از 122