بيان
يمكن الجمع بين الآيات والأخبار الواردة في مدح الشام ومصر وذمّه ، بما أومأنا إليه سابقا من اختلاف أحوال أهله في الأزمان ؛ فإنّه كان في أوّل الزمان محلّ الأنبياء والصلحاء فكان من البلاد المباركة الشريفة ، فلمّا صار أهله من أشقى الناس وأكفرهم صار من شرّ البلاد ، كما أنّ يوم عاشوراء كان من الأيّام المتبرّكة ـ كما يظهر من بعض الأخبار ـ فلمّا قتل فيه الحسين عليه السلام صار من أنحس الأيّام . ۱
راجع : ص 215 ( البلاد المحمودة / الشام ) .
7 / 2
البَصرَةُ
۱۷۱.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ عَلِيّا عليه السلام لَمّا أرادَ الخُروجَ مِنَ البَصرَةِ ، قامَ عَلى أطرافِها ثُمَّ قالَ : لَعَنَكِ اللّهُ يا أنتَنَ الأَرضِ تُرابا ، وأَسرَعَها خَرابا ، وأَشَدَّها عَذابا ، فيكِ الدّاءُ الدَّوِيُّ!
قيلَ : وما هُوَ يا أميرَ المُؤمِنينَ؟
قالَ : كَلامُ القَدَرِ الَّذي فيهِ الفِريَةُ عَلَى اللّهِ ، وبُغضُنا أهلَ البَيتِ وفيهِ سَخَطُ اللّهِ [وسَخَطُ] ۲ نَبِيِّهِ عليه السلام ، وكَذِبُهُم عَلَينا أهلَ البَيتِ ، وَاستِحلالُهُمُ الكَذِبَ عَلَينا . ۳
۱۷۲.الإمام عليّ عليه السلامـ في ذَمِّ أهلِ البَصرَةِ ـ :إنَّ لِلبَصرَةِ ثَلاثَةَ أسماءٍ سِوَى البَصرَةِ فِي الزُّبُرِ الاُوَلِ ، لا يَعلَمُها إلَا العُلَماءُ : مِنها الخَريبَةُ ، ومِنها تَدمُرُ ، ومِنهَا المُؤتَفِكَةُ ... .
إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ لي يَوما ولَيسَ مَعَهُ غَيري : «إنَّ جَبرَئيلَ الرّوحَ الأَمينَ حَمَلَني عَلى مَنكِبِهِ الأَيمَنِ حَتّى أرانِيَ الأَرضَ ومَن عَلَيها ، وأَعطاني أقاليدَها ، وعَلَّمَني ما فيها وما قَد كانَ عَلى ظَهرِها ، وما يَكونُ إلى يَومِ القِيامَةِ ، ولَم يَكبُر ذلِكَ عَلَيَّ كَما لم يَكبُر عَلى أبي آدَمَ ؛ عَلَّمَهُ الأَسماءَ كُلَّها ولَم تَعلَمهَا المَلائِكَةُ المُقَرَّبونَ ، وإنّي رَأَيتُ بُقعَةً عَلى شاطِئِ البَحرِ تُسَمَّى البَصرَةَ ، فَإِذا هِيَ أبعَدُ الأَرضِ مِنَ السَّماءِ وأَقرَبُها مِنَ الماءِ ، وأَنَّها لَأَسرَعُ الأَرضِ خَرابا ، وأَخشَنُها تُرابا ، وأَشَدُّها عَذابا ، ولَقَد خُسِفَ بِها فِي القُرونِ الخالِيَةِ مِرارا ، ولَيَأتِيَنَّ عَلَيها زَمانٌ» .
وإنَّ لَكُم ـ يا أهلَ البَصرَةِ ـ وما حَولَكُم مِنَ القُرى مِنَ الماءِ لَيَوما عَظيما بَلاؤُهُ ، وإنّي لَأَعلَمُ مَوضِعَ مُنفَجَرِهِ مِن قَريَتِكُم هذِهِ ، ثُمَّ اُمورٌ قَبلَ ذلِكَ تَدهَمُكُم عَظيمَةٌ اُخفِيَت عَنكُم وعَلِمناها ، فَمَن خَرَجَ عَنها عِندَ دُنُوِّ غَرَقِها فَبِرَحمَةٍ مِنَ اللّهِ سَبَقَت لَهُ ، ومَن بَقِيَ فيها غَيرَ مُرابِطٍ بِها فَبِذَنبِهِ ، ومَا اللّهُ بِظَّلامِ لِلعَبيدِ . ۴
1.بحارالأنوار : ج ۵۷ ص ۲۰۸ .
2.لم يرد ما بين المعقوفين في المصدر ، وأثبتناه من بحارالأنوار .
3.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۰۰ ح ۷۴۱ عن ميمون بن عبداللّه ، بحارالأنوار : ج ۶۰ ص ۲۰۴ .
4.بحارالأنوار: ج ۶۰ ص ۲۲۵ ح ۵۸ نقلاً عن شرح نهج البلاغة لابن ميثم .