سرزمین (بلد) - صفحه 40

الفصل الثالث : واجبات عمّال الحكومة الإسلاميّة

3 / 1

العُمرانُ

۳۸.الإمام عليّ عليه السلامـ في عَهدِهِ لِلأَشتَرِ حينَ وَلّاهُ مِصرَ ـ :وَليَكُن نَظَرُكَ في عِمارَةِ الأَرضِ أبلَغَ مِن نَظَرِكَ فِي استِجلابِ الخَراجِ ؛ لِأَنَّ ذلِكَ لا يُدرَكُ إلّا بِالعِمارَةِ ؛ ومَن طَلَبَ الخَراجَ بِغَيرِ عِمارَةٍ أخرَبَ البِلادَ ، وأَهلَكَ العِبادَ ، و لَم يَستَقِم أمرُهُ إلّا قَليلاً .
فَإِن شَكَوا ثِقَلاً أو عِلَّةً ، أوِ انقِطاعَ شِربٍ أو بالَّةٍ ۱ ، أو إحالَةَ أرضٍ اغتَمَرَها غَرَقٌ ، أو أجحَفَ ۲ بِها عَطَشٌ ، خَفَّفتَ عَنهُم بِما تَرجو أن يَصلُحَ بِهِ أمرُهُم . ولا يَثقُلَنَّ عَلَيكَ شَيءٌ خَفَّفتَ بِهِ المَؤونَةَ عَنهُم ؛ فَإِنَّهُ ذُخرٌ يَعودونَ بِهِ عَلَيكَ في عِمارَةِ بِلادِكَ ، وتَزيينِ وِلايَتِكَ ، مَعَ استِجلابِكَ حُسنَ ثَنائِهِم ، وتَبَجُّحِكَ بِاستِفاضَةِ العَدلِ فيهِم ، مُعتَمِدا فَضلَ قُوَّتِهِم بِما ذَخَرتَ عِندَهُم مِن إجمامِكَ ۳ لَهُم ، وَالثِّقَةَ مِنهُم بِما عَوَّدتَهُم مِن عَدلِكَ عَلَيهِم ورِفقِكَ بِهِم ، فَرُبَّما حَدَثَ مِنَ الاُمورِ ما إذا عَوَّلتَ فيهِ عَلَيهِم مِن بَعدُ احتَمَلوهُ طَيِّبَةً أنفُسُهُم بِهِ ؛ فَإِنَّ العُمرانَ مُحتَمِلٌ ما حَمَّلتَهُ ، وإنَّما يُؤتى خَرابُ الأَرضِ مِن إعوازِ أهلِها ، وإنَّما يُعوِزُ أهلُها لِاءِشرافِ أنفُسِ الوُلاةِ عَلَى الجَمعِ ، وسوءِ ظَنِّهِم بِالبَقاءِ ، وقِلَّةِ انتِفاعِهِم بِالعِبَرِ . ۴

1.يُقال : لا تبلك عندي بالة : أي لا يصيبك منّي ندىً ولا خيْر (النهاية : ج ۱ ص ۱۵۴ «بلل») .

2.أجْحف به : أي ذهب به أو قاربه (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۳۴ «جحف») .

3.الجَمام : الرّاحة (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۱۰۵ «جمم») .

4.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ ، تحف العقول : ص ۱۳۷ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۶۰۶ ح ۷۴۴ .

صفحه از 128