تبليغ - صفحه 338

۴۷۸.المناقب لابن شهرآشوب :قالَ لَهُ [ أيِ الإِمامِ الباقِرِ عليه السلام ] نَصرانِيٌّ : أنتَ بَقَرٌ ! قالَ : أنَا باقِرٌ . قالَ : أنتَ ابنُ الطَّبّاخَةِ ! قالَ : ذاكَ حِرفَتُها . قالَ : أنتَ ابنُ السَّوداءِ الزِّنجِيَّةِ البَذِيَّةِ ! قالَ : إن كُنتَ صَدَقتَ غَفَرَ اللّهُ لَها ، وإن كُنتَ كَذَبتَ غَفَرَ اللّهُ لَكَ . قالَ : فَأَسلَمَ النَّصرانِيُّ . ۱

8 / 4

أثَرُ التَّعليمِ غَيرِ المُباشِرِ

۴۷۹.المناقب لابن شهرآشوب عن الرّؤيانيّ :إنَّ الحَسَنَ وَالحُسَينَ مَرّا عَلى شَيخٍ يَتَوَضَّأُ ولا يُحسِنُ ، فَأَخَذا بِالتَّنازُعِ ؛ يَقولُ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما : أنتَ لا تُحسِنُ الوُضوءَ . فَقالا : أيُّهَا الشَّيخُ ، كُن حَكَما بَينَنا ؛ يَتَوَضَّأُ كُلُّ واحِدٍ مِنّا سَوِيَّةً . ثُمَّ قالا : أيُّنا يُحسِنُ ؟ قالَ : كِلاكُما تُحسِنانِ الوُضوءَ ، ولكِن هذَا الشَّيخُ الجاهِلُ هُوَ الَّذي لَم يَكُن يُحسِنُ ، وقَد تَعَلَّمَ الآنَ مِنكُما ، وتابَ عَلى يَدَيكُما بِبَرَكَتِكُما وشَفَقَتِكُما عَلى اُمَّةِ جَدِّكُما . ۲

8 / 5

أثَرُ سَعَةِ الصَّدرِ فِي الحِوارِ

۴۸۰.المحتضر عن عبد العزيز بن يحيى الجلوديّفي كِتابِ الخُطَبِ لِأَميرِ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ : خَطَبَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ : سَلوني ؛ فَإِنّي لا اُسأَلُ عَن شَيءٍ دونَ العَرشِ إلّا أجَبتُ فيهِ ، كَلِمَةً لا يَقولُها بَعدي إلّا جاهِلٌ مُدَّعٍ أو كَذّابٌ مُفتَرٍ .
فَقامَ رَجُلٌ مِن جانِبِ مَسجِدِهِ في عُنُقِهِ كِتابٌ كَأَنَّهُ مُصحَفٌ ـ وهُوَ رَجُلٌ آدَمُ ضَربٌ ، طُوالٌ ۳ ، جَعدُ الشَّعرِ ، كَأَنَّهُ مِن مُهَوَّدَةِ العَرَبِ ـ وقالَ رافِعا صَوتَهُ : أيُّهَا المُدَّعي ما لا يَعلَمُ وَالمُقَلِّدُ ما لا يَفهَمُ ! أنَا سائِلٌ فَأَجِب . فَوَثَبَ بِهِ أصحابُ عَلِيٍّ وشِيعَتُهُ مِن كُلِّ ناحِيَةٍ وهَمّوا بِهِ ، فَنَهاهُم عليه السلام وقالَ لَهُم : دَعوهُ ولا تَعجَلوهُ ؛ فَإِنَّ الطَّيشَ لا تَقومُ بِهِ حُجَجُ اللّهِ ، ولا تَظهَرُ بِهِ بَراهينُ اللّهِ .
ثُمَّ التَفَتَ إلَى الرَّجُلِ وقالَ : سَل بِكُلِّ لِسانِكَ وما في جَوانِحِكَ ، فَإِنّي مُجيبٌ ؛ إنَّ اللّهَ تَعالى لا تَعتَلِجُ عَلَيهِ الشُّكوكُ ، ولا يَهيجُهُ وَسَنٌ .
فَقالَ الرَّجُلُ : كَم بَينَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ ؟ فَقالَ عليه السلام : مَسافَةُ الهَواءِ . قالَ : وما مَسافَةُ الهَواءِ ؟ فَقالَ : دَوَرانُ الفَلَكِ . قالَ : وما قَدرُ دَوَرانِ الفَلَكِ ؟ فَقالَ : مَسيرَةُ يَومٍ لِلشَّمسِ . قالَ : صَدَقتَ ، فَمَتَى القِيامَةُ ؟ فَقالَ عليه السلام : عِندَ حُضورِ المَنِيَّةِ وبُلوغِ الأَجَلِ . قالَ : صَدَقتَ ، فَكَم عُمرُ الدُّنيا ؟فَقالَ عليه السلام : يُقالُ : سَبعَةُ آلافٍ ثُمَّ لا تَحديدَ . قالَ : صَدَقتَ ، فَأَينَ بَكَّةُ مِن مَكَّةَ ؟قالَ عليه السلام : بَكَّةُ مَوضِعُ البَيتِ ، ومَكَّةُ أكنافُ الحَرَمِ . قالَ : فَلِمَ سُمِّيَت مَكَّةُ مَكَّةَ ؟قالَ عليه السلام : لِأَنَّ اللّهَ تَعالى مَكَّ الأَرضَ مِن تَحتِها . قالَ : صَدَقتَ ، فَلِمَ سُمِّيَت تِلكَ بَكَّةَ ؟ فَقالَ : لِأَنَّها بَكَّت رِقابَ الجَبّارينَ وعُيونَ المُذنِبينَ . قالَ : صَدَقتَ ، وأَينَ كانَ اللّهُ قَبلَ أن يَخلُقَ عَرشَهُ ؟ فَقالَ : سُبحانَ مَن لا يُدرِكُ كُنهَ صِفَتِهِ حَمَلَةُ عَرشِهِ عَلى قُربِ زُمَرِهِم مِن كُرسِيِّ كَرامَتِهِ ، ولَا المَلائِكَةُ المُقَرَّبونَ مِن أنوارِ سُبُحاتِ جَلالِهِ . وَيحَكَ ! لا يُقالُ لَهُ أينَ ، ولا ثَمَّ ، ولا فيمَ ، ولا لِمَ ، ولا أنّى ، ولا حَيثُ ، ولا كَيفَ . قالَ : صَدَقتَ ، فَكَم مِقدارُ ما لَبِثَ اللّهُ ۴ عَرشُهُ عَلَى الماءِ مِن قَبلِ أن يَخلُقَ الأَرضَ وَالسَّماءَ ؟قالَ : أتُحسِنُ أن تَحسِبَ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : لَعَلَّكَ لا تُحسِنُ ! قالَ : لا ، بَل إنّي لَاُحسِنُ الحِسابَ !
فَقالَ عليه السلام : أرَأيتَ لَو صُبَّ خَردَلٌ فِي الأَرضِ حَتّى سُدَّ الهَواءُ وما بَينَ الأَرضِ وَالسَّماءِ ، ثُمَّ اُذِنَ لِمِثلِكَ أن تَنقُلَهُ عَلى ضَعفِكَ حَبَّةً حَبَّةً مِنَ المَشرِقِ إلَى المَغرِبِ ، ثُمَّ مُدَّ في عُمرِكَ واُعطيتَ القُوَّةَ عَلى ذلِكَ حَتّى تَنقُلَهُ ، وأَحصَيتَهُ ، لَكانَ ذلِكَ أيسَرَ مِن إحصاءِ عَدَدِ أعوامِ ما لَبِثَ عَرشُهُ عَلى الماءِ مِن قَبلِ أن يَخلُقَ الأَرضَ وَالسَّماءَ ، وإنَّما وَصَفتُ لَكَ بَعضَ عُشرِ عَشيرِ العَشيرِ مِن جُزءِ مِائَةِ ألفِ جُزءٍ ، وأَستَغفِرُ اللّهَ مِنَ التَّقليلِ فِي التَّحديدِ .
قالَ : فَحَرَّكَ الرَّجُلُ رَأسَهُ وقالَ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ . ۵

1.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۲۰۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۲۸۹ ح ۱۲ .

2.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۳ ص ۴۰۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۳۱۹ ح ۲ .

3.الآدَمُ من الناس : الأسمر . والضَّرْب : الرجُل الخفيف اللحم . والطُّوال ـ بالضمّ ـ : الطويل (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۵۹ «أدم» وج ۱ ص ۱۶۸ «ضرب» وج ۵ ص ۱۷۵۴ «طول») .

4.كذا في الطبعة المعتمدة وبحار الأنوار نقلاً عن المصدر ، وفي إرشاد القلوب «ما لبث عرشه» ، وهو الصحيح ، ويؤيده انصباب جواب الإمام عليه السلام بعد قليل على ذكر العرش .

5.المحتضر : ص ۸۸ ، إرشاد القلوب : ص ۳۷۷ نحوه وفيه «وأنشأ بعدُ يقول : أنت أصيل العلم يا ذا الهدى .. .» بدل «وشهد أن لا إله إلّا اللّه » ، بحارالأنوار : ج ۵۷ ص ۲۳۱ ح ۱۸۳ .

صفحه از 424