آزمايش الهى - صفحه 78

1 / 16

اِبتِلاءُ أيّوبَ عليه السلام

الكتاب

«وَ أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَ أَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَ ءَاتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَ ذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ» . ۱

«وَ اذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِىَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَ عَذَابٍ» . ۲

الحديث

۳۳.الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام :إنَّ أيّوبَ عليه السلام ابتُلِيَ مِن غَيرِ ذَنبٍ ، وإنَّ الأَنبِياءَ لا يُذنِبونَ ؛ لِأَ نَّهُم مَعصومونَ مُطَهَّرونَ ، لا يُذنِبونَ ولا يَزيغونَ ، ولا يَرتَكِبونَ ذَنبا صَغيرا ولا كَبيرا .
وقالَ عليه السلام : إنَّ أيّوبَ عليه السلام مَعَ جَميعِ مَا ابتُلِيَ بِهِ لَم يُنتِن لَهُ رائِحَةٌ ، ولا قَبُحَت لَهُ صورَةٌ ، ولا خَرَجَت مِنهُ مِدَّةٌ ۳ مِن دَمٍ ولا قَيحٍ ، ولَا استَقذَرَهُ أحَدٌ رَآهُ ، ولَا استَوحَشَ مِنهُ أحَدٌ شاهَدَهُ ، ولا يُدَوَّدُ شَيءٌ مِن جَسَدِهِ ، وهكَذا يَصنَعُ اللّهُ عز و جلبِجَميعِ مَن يَبتَليهِ مِن أنبِيائِهِ وأَولِيائِهِ المُكَرَّمينَ عَلَيهِ ، وإنَّمَا اجتَنَبَهُ النّاسُ لِفَقرِهِ وضَعفِهِ في ظاهِرِ أمرِهِ ؛ لِجَهلِهِم بِما لَهُ عِندَ رَبِّهِ ـ تَعالى ذِكرُهُ ـ مِنَ التَّأييدِ وَالفَرَجِ .
وقَد قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : «أعظَمُ النّاسِ بَلاءً الأَنبِياءُ ، ثُمَّ الأَمثَلُ فَالأَمثَلُ» . وإنَّمَا ابتَلاهُ اللّهُ عز و جلبِالبَلاءِ العَظيمِ الَّذي يَهونُ مَعَهُ عَلى جَميعِ النّاسِ ؛ لِئَلّا يَدَّعوا لَهُ الرُّبوبِيَّةَ إذا شاهَدوا ما أرادَ اللّهُ أن يوصِلَهُ إلَيهِ مِن عَظائِمِ نِعَمِهِ مَتى شاهَدوهُ ؛ لِيَستَدَلّوا بِذلِكَ عَلى أنَّ الثَّوابَ مِنَ اللّهِ تَعالى ذِكرُهُ عَلى ضَربَينِ : استِحقاقٍ وَاختِصاصٍ ؛ ولِئَلّا يَحتَقِروا ضَعيفا لِضَعفِهِ ، ولا فَقيرا لِفَقرِهِ ، ولا مَريضا لِمَرَضِهِ .
ولِيَعلَموا أنَّهُ يُسقِمُ مَن يَشاءُ ، ويَشفي مَن يَشاءُ مَتى شاءَ كَيفَ شاءَ بِأَيِّ سَبَبٍ شاءَ ، ويَجعَلُ ذلِكَ عِبرَةً لِمَن يَشاءُ ، وشَقاوَةً لِمَن يَشاءُ ، وسَعادَةً لِمَن يَشاءُ ، وهُوَ في جَميعِ ذلِكَ عَدلٌ في قَضائِهِ ، وحَكيمٌ في أفعالِهِ ، لا يَفعَلُ بِعِبادِهِ إلَا الأَصلَحَ لَهُم ، ولا قُوَّةَ لَهُم إلّا بِهِ . ۴

1.الأنبياء : ۸۳ و ۸۴ .

2.ص : ۴۱ .

3.المِدّة ـ بالكسر ـ : ما يجتمع في الجرح من القيح (الصحاح: ج ۲ ص ۵۳۷ «مدد»).

4.الخصال : ص ۳۹۹ ح ۱۰۸ عن محمّد بن عُمارة ، بحار الأنوار : ج ۱۲ ص ۳۴۸ ح ۱۳ وراجع : قصص الأنبياء للراوندي : ص ۱۳۹ ح ۱۴۸ .

صفحه از 123