۸۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَابنَ مَسعودٍ ، قَولُ اللّهِ تَعالى : «لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً» يَعني : أيُّكُم أزهَدُ فِي الدُّنيا ؛ إنَّها دارُ الغُرورِ ودارُ مَن لا دارَ لَهُ ؛ ولَها يَجمَعُ مَن لا عَقلَ لَهُ ؛ إنَّ أحمَقَ النّاسِ مَن طَلَبَ الدُّنيا ! ۱
۸۲.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ عليه السلام إلى مُعاوِيَةَ ـ :أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ اللّهَ سُبحانَهُ قَد جَعَلَ الدُّنيا لِما بَعدَها ، وَابتَلى فيها أهلَها ؛ لِيَعلَمَ أيُّهُم أحسَنُ عَمَلاً . ولَسنا لِلدُّنيا خُلِقنا ، ولا بِالسَّعيِ فيها اُمرِنا ، وإنَّما وُضِعنا فيها لِنُبتَلى بِها ، وقَدِ ابتَلانِيَ اللّهُ بِكَ وَابتَلاكَ بي ، فَجَعَلَ أحَدَنا حُجَّةً عَلَى الآخَرِ . ۲
۸۳.عنه عليه السلام :ألا إنَّ اللّهَ تَعالى قَد كَشَفَ الخَلقَ كَشفَةً ، لا أنَّهُ جَهِلَ ما أخفَوهُ مِن مَصونِ أسرارِهِم ومَكنونِ ضَمائِرِهِم ، ولكِن لِيَبلُوَهُم أيُّهُم أحسَنُ عَمَلاً ، فَيَكونَ الثَّوابُ جَزاءً ، وَالعِقابُ بَواءً ۳ . ۴
۸۴.عنه عليه السلام :أسهِروا عُيونَكُم ، وأَضمِروا بُطونَكُم ، وَاستَعمِلوا أقدامَكُم ، وأَنفِقوا أموالَكُم ، وخُذوا مِن أجسادِكُم فَجودوا بِها عَلى أنفُسِكُم ، ولا تَبخَلوا بِها عَنها ، فَقَد قالَ اللّهُ سُبحانَهُ : «إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ»۵ ، وقالَ تَعالى : «مَّن ذَا الَّذِى يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ»۶ ، فَلَم يَستَنصِركُم مِن ذُلٍّ ، ولَم يَستَقرِضكُم مِن قُلٍّ ؛ استَنصَرَكُم ولَهُ جُنودُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ ، وَاستَقرَضَكُم ولَهُ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وهُوَ الغَنِيُّ الحَميدُ ، وإنَّما أرادَ أنَ يَبلُوَكُم «أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً» . ۷
1.مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۳۴۰ ح ۲۶۶۰ عن عبد اللّه بن مسعود ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۹۳ ح ۱ .
2.نهج البلاغة : الكتاب ۵۵ ، بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۱۱۶ ح ۴۰۹ ؛ المعيار والموازنة : ص ۱۳۸ نحوه .
3.قوله : «والعقاب بواءً»: أي مكافأةً ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۹ ص ۸۵ ) .
4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۴۴ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۳۱۵ ح ۱۱ .
5.محمّد : ۷ .
6.الحديد : ۱۱ .
7.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۳ .