بهتان - صفحه 24

۱۲.مجمع البيانـ في تَفسيرِ قَولِهِ تَعالى :«إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ . . . إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ »۱ـ :نَزَلَت في بَني اُبَيرِقٍ ؛ وكانوا ثَلاثَةَ إخوَةٍ : بِشرٌ وبُشَيرٌ ومُبَشِّرٌ ، وكانَ بُشَيرٌ يُكَنّى أبا طُعمَةَ ، وكانَ يَقولُ الشِّعرَ يَهجو بِهِ أصحابَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ يَقولُ : قالَهُ فُلانٌ . وكانوا أهلَ حاجَةٍ فِي الجاهِلِيَّةِ وَالإِسلامِ ، فَنَقَبَ أبو طُعمَةَ عَلى عِلِّيَّةِ ۲ رِفاعَةَ بنِ زَيدٍ وأَخَذَ لَهُ طَعاما وسَيفا ودِرعا ، فَشَكا ذلِكَ إلَى ابنِ أخيهِ قَتادَةَ بنِ النُّعمانِ ، وكانَ قَتادَةُ بَدرِيّا ، فَتَجَسَّسا فِي الدّارِ وسَأَلا أهلَ الدّارِ في ذلِكَ ، فَقالَ بَنو اُبَيرِقٍ : وَاللّهِ ما صاحِبُكُم إلّا لَبيدُ بنُ سَهلٍ ؛ رَجُلٌ ذو حَسَبٍ ونَسَبٍ ، فَأَصلَتَ عَلَيهِم لَبيدُ بنُ سَهلٍ سَيفَهُ وخَرَجَ إلَيهِم ، وقالَ : يا بَني اُبَيرِقٍ ! أتَرمونَني بِالسَّرَقِ وأَنتُم أولى بِهِ مِنّي ، وأَنتُمُ مُنافِقونَ ، تَهجونَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وتَنسُبونَ ذلِكَ إلى قُرَيشٍ ؟ لَتُبَيِّنُنَّ ذلِكَ أو لَأَضَعَنَّ سَيفي فيكُم ، فَدارَوهُ .
وأَتى قَتادَةُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ أهلَ بَيتٍ مِنّا أهلُ بَيتِ سَوءٍ ، عَدَوا عَلى عَمّي فَخَرَقوا عِلِّيَّةً لَهُ مِن ظَهرِها ، وأَصابوا لَهُ طَعاما وسِلاحا . فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : اُنظُروا ۳ في شَأنِكُم .
فَلَمّا سَمِعَ بِذلِكَ رَجُلٌ مِن بَطنِهِمُ الَّذي هُم مِنهُ يُقالُ لَهُ : «اُسَيرُ بنُ عُروَةَ» ، جَمَعَ رِجالاً مِن أهلِ الدّارِ ، ثُمَّ انطَلَقَ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : إنَّ قَتادَةَ بنَ النُّعمانِ وعَمَّهُ عَمَدا إلى أهلِ بَيتٍ مِنّا لَهُم حَسَبٌ ونَسَبٌ وصَلاحٌ وأبَّنوهُم بِالقَبيحِ ، وقالوا لَهُم ما لا يَنبَغي ، وَانصَرَفَ .
فَلَمّا أتىَ قَتادَةُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَعدَ ذلِكَ لِيُكَلِّمَهُ ، جَبَهَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله جَبها شَديدا ، وقالَ :
عَمَدتَ إلى أهلِ بَيتِ حَسَبٍ ونَسَبٍ تَأتيهم بِالقَبيحِ وتَقولُ لَهُم ما لا يَنبَغي ؟!
قالَ : فَقامَ قَتادَةُ مِن عِندِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ورَجَعَ إلى عَمِّهِ ، وقالَ : لَيتَني مِتُّ ولَم أكُن كَلَمَّتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقَد قالَ لي ما كَرِهتُ . فَقالَ عَمُّهُ رَفاعَةُ : اللّهُ المُستَعانُ .
فَنَزَلَتِ الآياتُ : «إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ »۴ إلىَ قَولِهِ : «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ »۵ ، فَبَلَغَ بُشَيرا ما نَزَلَ فيهِ مِنَ القُرآنِ فَهَرَبَ إلى مَكَّةَ وَارتَدَّ كافِرا . ۶

1.النساء : ۱۰۵ ـ ۱۱۶ .

2.العِلِّيَّةُ وَالعُلِّيَّةُ جَميعاً : الغُرفَةُ ( لسان العرب : ج ۱۵ ص ۸۶ « علا » ) .

3.كذا في المصدر ، وفي المستدرك على الصحيحين : «سأنظر» ، وهو المناسب للسياق .

4.. النساء : ۱۰۵ .

5.. النساء : ۱۱۶ .

6.مجمع البيان : ج ۳ ص ۱۶۰ ، التبيان في تفسير القرآن : ج ۳ ص ۳۱۶ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۲۲ وراجع : المستدرك على الصحيحين : ج ۴ ص ۴۲۶ ح ۸۱۶۴ .

صفحه از 60