بهتان - صفحه 40

3 / 3

النِّفاقُ

۳۲.الكافي عن سليم بن قيس الهلالي :قُلتُ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام : إنّي سَمِعتُ مِن سَلمانَ وَالمِقدادِ وأَبي ذَرٍّ شَيئا مِن تَفسيرِ القُرآنِ وأَحاديثَ عَن نَبِيِّ اللّهِ صلى الله عليه و آله غَيرَ ما في أيدِي النّاسِ ، ثُمَّ سَمِعتُ مِنكَ تَصديقَ ما سَمِعتُ مِنهُم ، ورَأَيتُ في أيدِي النّاسِ أشياءَ كَثيرَةً مِن تَفسيرِ القُرآنِ ومِنَ الأَحاديثِ عَن نَبِيِّ اللّهِ صلى الله عليه و آله أنتُم تُخالِفونَهُم فيها ، وتَزعُمونَ أنَّ ذلِكَ كُلَّهُ باطِلٌ ، أفَتَرَى النّاسَ يَكذِبونَ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مُتَعَمِّدينَ ، ويُفَسِّرونَ القُرآنَ بِآرائِهِم ؟!
قالَ : فَأَقبَلَ عَلَيَّ فَقالَ : قَد سَأَلتَ فَافهَمِ الجَوابَ ؛ إنَّ في أيدِي النّاسِ حَقّا وباطِلاً ، وصِدقا وكِذبا ، وناسِخا ومَنسوخا ، وعامّا وخاصّا ، ومُحكَما ومُتَشابِها ، وحِفظا ووَهما ، وقَد كُذِبَ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى عَهدِهِ حتَّى قامَ خَطيبا فَقالَ : « أيُّهَا النّاسُ قَد كَثُرَت عَلَيَّ الكَذّابَةُ ، فَمَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدا فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ » ، ثُمَّ كُذِبَ عَلَيهِ مِن بَعدِهِ !
وإنَّما أتاكُمُ الحَديثُ مِن أربَعَةٍ لَيسَ لَهُم خامِسٌ : رَجُلٍ مُنافِقٍ يُظهِرُ الإِيمانَ ، مُتَصَنِّعٍ بِالإِسلامِ ، لا يَتَأَثَّمُ ولا يَتَحَرَّجُ أن يَكذِبَ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مُتَعَمِّدا ، فَلَو عَلِمَ النّاسُ أنَّهُ مُنافِقٌ كَذّابٌ لَم يَقبَلوا مِنهُ ولَم يُصَدِّقوهُ ، ولكِنَّهُم قالوا : هذا قَد صَحِبَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ورَآهُ وسَمِعَ مِنهُ ، وأَخَذوا عَنهُ وهُم لا يَعرِفونَ حالَهُ ، وقَد أخبَرَهُ اللّهُ عَنِ المُنافِقينَ بِما أخبَرَهُ ، ووَصَفَهُم بِما وَصَفَهُم ، فَقالَ عز و جل : « وَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَ إِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ »۱ ، ثُمَّ بَقوا بَعدَهُ فَتَقَرَّبوا إلى أئِمَّةِ الضَّلالَةِ وَالدُّعاةِ إلَى النّارِ بِالزّورِ وَالكَذِبِ وَالبُهتانِ ، فَوَلَّوهُمُ الأَعمالَ ، وحَمَلوهُم عَلى رِقابِ النّاسِ ، وأَكَلوا بِهِمُ الدُّنيا ، وإنَّمَا النّاسُ مَعَ المُلوكِ وَالدُّنيا إلّا مَن عَصَمَ اللّهُ ، فَهذا أحَدُ الأَربَعَةِ . . . ۲

۳۳.الإمام علي عليه السلامـ فِي الدّيوانِ المَنسوبِ إلَيهِ في شِكايَةِ أهلِ النِّفاقِ ـ :
هذا زَمانٌ لَيسَ إخوانُهُيا أيُّهَا المَرءُ بِإِخوانِ
إخوانُهُ كُلُّهُم ظالِمٌلَهُم لِسانانِ ووَجهانِ
يَلقاكَ بِالبِشرِ وفي قَلبِهِداءٌ يُواريهِ بِكِتمانِ
حَتّى إذا ما غِبتَ عَن عَينِهِرَماكَ بِالزّورِ وبُهتانِ
هذا زَمانٌ هكَذا أهلُهُبِالوُدِّ لا يَصدُقُكَ اثنانِ
يا أُيَّها المَرءُ فَكُن مُفرَدادَهرَكَ لا تَأنَس بِإِنسانِ۳

1.المنافقون : ۴ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۶۲ ح ۱ ، الخصال : ص ۲۵۵ ح ۱۳۱ ، الإعتقادات للصدوق : ص ۱۱۸ ، الاستنصار : ص ۱۰ ، الغيبة للنعماني : ص ۷۵ ح ۱۰ ، بحارالأنوار : ج ۲ ص ۲۲۸ ح ۱۲ ؛ المعيار والموازنة : ص ۳۰۱ نحوه .

3.الديوان المنسوب إلى الإمام علي عليه السلام : ص ۵۹۸ ، بحار الأنوار : ج ۳۴ ص ۴۴۶ ح ۱۰۳ .

صفحه از 60