بیعت - صفحه 114

7 / 2

بَيعَةُ عامَّةِ النّاسِ

۷۷.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد عن ابن عبّاس :لَمّا دَخَلَ عَلِيٌّ عليه السلام المَسجِدَ وجاءَ النّاسُ لِيُبايِعوهُ ، خِفتُ أن يَتَكَلَّمَ بَعضُ أهلِ الشَّنَآنِ لِعَلِيٍّ عليه السلام ؛ مِمَّن قَتَلَ أباهُ أو أخاهُ أو ذا قَرابَتِهِ في حَياةِ رسَولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَيَزهَدَ عَلِيٌّ فِي الأَمرِ ويَترُكَهُ ، فَكُنتُ أرصُدُ ذلِكَ وأَتَخَوَّفُهُ ، فَلَم يَتَكَلَّم أحَدٌ حَتّى بايَعَهُ النّاسُ كُلُّهُم، راضينَ مُسَلِّمينَ غَيرَ مُكرَهينَ ۱ .

۷۸.الفتوح :قالَتِ الأَنصارُ [ لِلنّاسِ] : إنَّكُم قَد عَرَفتُم فَضلَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وسابِقَتَهُ وقَرابَتَهُ ومَنزِلَتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، مَعَ عِلمِهِ بِحَلالِكُم وحَرامِكُم ، وحاجَتِكُم إلَيهِ مِن بَينِ الصَّحابَةِ ، ولَن يَألُوَكُم نُصحا ، ولَو عَلِمنا مَكانَ أحَدٍ هُوَ أفضَلُ مِنهُ وأَجمَلُ لِهذَا الأَمرِ وأَولَى بِهِ مِنهُ لَدَعَوناكُم إلَيهِ .
فَقالَ النّاسُ كُلُّهُم بِكَلِمَةٍ واحِدَةٍ : رَضينا بِهِ طائِعينَ غَيرَ كارِهينَ .
فَقالَ لَهُم عَلِيٌّ : أخبِروني عَن قَولِكُم هذا : «رَضينا بِهِ طائِعينَ غَيرَ كارِهينَ» ، أحَقٌّ واجِبٌ هذا مِنَ اللّهِ عَلَيكُم ، أم رَأيٌ رَأَيتُموهُ مِن عِندِ أنفُسِكُم ؟
قالوا : بَل هُوَ واجِبٌ أوجَبَهُ اللّه عز و جل لَكَ عَلَينا . ۲

۷۹.الجمل عن عبد الحَميد بن عبد الرحمن عن ابن أبزى :أ لا اُحَدِّثُكَ ما رَأَت عَينايَ وسَمِعَت اُذُنايَ ؟ لَمَّا التَقَى النّاسُ عِندَ بَيتِ المالِ قالَ عَلِيٌّ لِطَلحَةَ : اُبسُط يَدَكَ اُبايِعكَ ، فَقالَ طَلحَةُ : أنتَ أحَقُّ بِهذَا الأَمرِ مِنّي ، وقَدِ اجتَمَعَ لَكَ مِن أهواءِ النّاسِ ما لَم يَجتَمِع لي ، فَقالَ عليه السلام لَهُ : ما خَشينا غَيرَكَ ! فَقالَ طَلحَةُ : لا تَخشَ ، فَوَاللّهِ لا تُؤتى مِن قِبَلي .
وقامَ عَمّارُ بنُ ياسِرٍ ، وأبُو الهَيثَمِ بنُ التَّيِّهانِ ، ورِفاعَةُ بنُ رافِعِ بنِ مالِكِ بنِ العَجلانِ ، وأبو أيّوبَ خالِدُ بنُ زَيدٍ ، فَقَالوا لِعَلِيٍّ : إنَّ هذَا الأَمرَ قَد فَسَدَ ، وقَد رَأَيتَ ما صَنَعَ عُثمانُ ، وما أتاهُ مِن خِلافِ الكِتابِ وَالسُّنَّةِ ، فَابسُط يَدَكَ نُبايِعكَ ؛ لِتُصلِحَ مِن أمرِ الاُمَّةِ ما قَد فَسَدَ .
فَاستَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام وقالَ : قَد رَأَيتُم ما صُنِعَ بي ، وعَرَفتُم رَأيَ القَومِ ، فَلا حاجَةَ لي فيهِم .
فَأَقبَلوا عَلَى الأَنصارِ فَقالوا : يا مَعاشِرَ الأَنصارِ ، أنتُم أنصارُ اللّهِ وأنصارُ رَسولِهِ ، وبِرَسولِهِ أكرَمَكُمُ اللّهُ تَعالى ، وقَد عَلِمتُم فَضلَ عَلِيٍّ وسابِقَتَهُ فِي الإِسلامِ ، وقَرابَتَهُ ومَكانَتَهُ الَّتي كانَت لَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، وإن وَلِيَ أنالَكُم خَيرا . فَقالَ القَومُ : نَحنُ أرضَى النّاسِ بِهِ ، ما نُريدُ بِهِ بَدَلاً .
ثُمَّ اجتَمَعوا عَلَيهِ ، فَلَم يَزالوا بِهِ حَتّى بايَعوهُ . ۳

1.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۴ ص ۱۰ . وفي هذا القول تأمّل ؛ لأنّ عبد اللّه بن عبّاس كان عاملاً من جانب عثمان على الحجّ وقدم المدينة وقد بويع لعليّ عليه السلام . راجع : تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۴۳۹ . ويمكن أن يكون الراوي عبيد اللّه أو قثم ابني عبّاس .

2.الفتوح : ج ۲ ص ۴۳۵ .

3.الجمل : ص ۱۲۸ وراجع : الكافئة : ص ۱۲ ح ۸ والفتوح : ج ۲ ص ۴۳۴ و ۴۳۵ وتاريخ الطبري : ج ۴ ص ۴۳۴ .

صفحه از 187