بیعت - صفحه 22

۴.مجمع البيان عن أبي رافعـ في ذِكرِ قَضِيَّةِ جَمعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ـ :إنَّهُ صلى الله عليه و آله جَمَعَهُم فِي الشِّعبِ . . . ثُمَّ قالَ : إنَّ اللّهَ تَعالى أمَرَني أن اُنذِرَ عَشيرَتِيَ الأَقرَبينَ ، وأَنتُم عَشيرَتي ورَهطي ، وإنَّ اللّهَ لَم يَبعَث نَبِيّا إلّا جَعَلَ مِن أهلِهِ أخا ووَزيرا ووارِثا ووَصِيّا وخَليفَةً في أهلِهِ ، فَأَيُّكُم يَقومُ فَيُبايِعُني عَلى أنَّهُ أخي ووارِثي ووَزيري ووَصِيّي ، ويَكونُ مِنّي بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى إلّا أنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي ؟
فَسَكَتَ القَومُ فَقالَ : لَيَقومَنَّ قائِمُكُم أو لَيَكونَنَّ في غَيرِكُم ثُمَّ لَتَندَمُنَّ . ثُمَّ أعادَ الكَلامَ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، فَقامَ عَلِيٌّ عليه السلام فَبايَعَهُ وأَجابَهُ . ۱

۵.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد عن أبي جعفر الإسكافي :قَد رُوِيَ فِي الخَبَرِ الصَّحيحِ أنَّهُ صلى الله عليه و آله كَلَّفَهُ عليه السلام في مَبدَإِ الدَّعوَةِ قَبلَ ظُهورِ كَلِمَةِ الإِسلامِ وَانتِشارِها بِمَكَّةَ أن يَصنَعَ لَهُ طَعاما ، وأن يَدعُوَ لَهُ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ، فَصَنَعَ لَهُ الطَّعامَ ودَعاهُم لَهُ ، فَخَرَجوا ذلِكَ اليَومَ ولَم يُنذِرهُم صلى الله عليه و آله ؛ لِكَلِمَةٍ قالَها عَمُّهُ أبو لَهَبٍ .
فَكَلَّفَهُ فِي اليَومِ الثّاني أن يَصنَعَ مِثلَ ذلِكَ الطَّعامِ ، وأن يَدعُوَهُم ثانِيَةً ، فَصَنَعَهُ ودَعاهُم فَأَكَلوا ، ثُمَّ كَلَّمَهُم صلى الله عليه و آله فَدَعاهُم إلَى الدّينِ ، ودَعاهُ مَعَهُم ؛ لِأَ نَّهُ مِن بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ، ثُمَّ ضَمِنَ لِمَن يُؤازِرُهُ مِنهُم ويَنصُرُهُ عَلى قَولِهِ أن يَجعَلَهُ أخاهُ فِي الدّينِ ، ووَصِيَّهُ بَعدَ مَوتِهِ ، وخَليفَتَهُ مِن بَعدِهِ ، فَأَمسَكوا كُلُّهُم وأجابَهُ هُوَ وَحدَهُ ، وقالَ : أنَا أنصُرُكَ عَلى ما جِئتَ بِهِ ، واُوازِرُكَ واُبايِعُكَ . فَقالَ لَهُم ـ لَمّا رَأى مِنهُمُ الخِذلانَ ومِنهُ النَّصرَ ، وشاهَدَ مِنهُمُ المَعصِيَةَ ومِنهُ الطّاعَةَ ، وعايَنَ مِنهُمُ الإِباءَ ومِنهُ الإِجابَةَ ـ : هذا أخي ووَصِيّي وخَليفَتي مِن بَعدي .
فَقاموا يَسخَرونَ ويَضحَكونَ ، ويَقولونَ لِأَبي طالِبٍ : أطِعِ ابنَكَ ؛ فَقَد أمَّرَهُ عَلَيكَ . ۲

راجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام : ج 1 ص 129 ( القسم الثاني : الإمام عليّ عليه السلام مع النبي صلى الله عليه و آله / الفصل الأؤل : المؤازرة على الدعوة ) .

1.مجمع البيان : ج ۷ ص ۳۲۳ ، تفسير فرات : ص ۳۰۳ ح ۴۰۸ ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۱ ص ۳۹۳ ح ۱۹ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۲۱۲ ح ۴۱ وص ۱۶۳ .

2.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۳ ص ۲۴۴ .

صفحه از 187