۱۲.المناقب لابن شهر آشوب :فَلَمّا تُوُفِّيَ أبو طالِبٍ خَرَجَ [رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ] إلَى الطّائِفِ وأَقامَ فيهِ شَهرا ، وكانَ مَعَهُ زَيدُ بنُ الحارِثِ ، ثُمَّ انصَرَفَ إلى مَكَّةَ ، ومَكَثَ فيها سَنَةً وسِتَّةَ أشهُرٍ في جِوارِ مُطعِمِ بنِ عَدِيٍّ ، وكانَ يَدعُو القَبائِلَ فِي المَواسِمِ ، فَكانَت بَيعَةُ العَقَبَةِ الاُولى بِمِنىً ، فَبايَعَهُ خَمسَةُ نَفَرٍ مِنَ الخَزرَجِ وواحِدٌ مِنَ الأَوسِ ـ في خُفيَةٍ مِن قَومِهِم ـ بَيعَةَ النِّساءِ ، وهُم : جابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ ، وفِطنَةُ بنُ عامِرِ بنِ حِزامٍ ، وعَوفُ بنُ الحارِثِ ، وحارِثَةُ بنُ ثَعلَبَةَ ، ومَرثَدُ بنُ الأَسَدِ ، وأبو اُمامَةَ ثَعلَبَةُ بنُ عَمرٍو، ويُقالُ : هُوَ أسعَدُ بنُ زُرارَةَ . فَلَمَّا انصَرَفوا إلَى المَدينَةِ وذَكَرُوا القِصَّةَ وقَرَؤُوا القُرآنَ صَدَّقوهُ .
وفِي السَّنَةِ القابِلَةِ ـ وهِيَ العَقَبَةُ الثّانِيَةُ ـ أنفَذوا مَعَهُم سِتَّةً اُخرى بِالسَّلامِ وَالبَيعَةِ، وهُم : أبُو الهَيثَمِ بنُ التَّيِّهانِ ، وعُبادَةُ بنُ الصّامِتِ ، وذَكوانُ بنُ عَبدِ اللّهِ ، ونافِعُ بنُ مالِكِ بنِ العَجلانِ ، وعَبّاسُ بنُ عُبادَةَ بنِ نَضلَةَ ، ويَزيدُ بنُ ثَعلَبَةَ حَليفٌ لَهُ ، ويُقالُ : مَسعودُ بنُ الحارِثِ ، وعُوَيمُ بنُ ساعِدَةَ حَليفٌ لَهُم . ثُمَّ أنفَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله مَعَهُمُ ابنَ عَمِّهِ مُصعَبَ بنَ هاشِمٍ ، فَنَزَلَ دارَ أسعَدَ بنِ زُرارَةَ ، فَاجتَمَعوا عَلَيهِ وأَسلَمَ أكثَرُهُم ، إلّا دارَ اُمَيَّةَ بنِ زَيدٍ وحَطَمَةَ ووائِلٍ وواقِفٍ ، فَإِنَّهُم أسلَموا بَعدَ بَدرٍ واُحُدٍ وَالخَندَقِ .
وفِي السَّنَةِ القابِلَةِ كانَت بَيعَةُ الحارِثِ ؛ كانوا مِنَ الأَوسِ وَالخَزرَجِ سَبعينَ رَجُلاً وَامرَأَتَينِ ، وَاختارَ صلى الله عليه و آله مِنهُم اثنَي عَشَرَ نَقيبا ؛ لِيَكونوا كُفَلاءَ قَومِهِ ، تِسعَةً مِنَ الخَزرَجِ وثَلاثَةً مِنَ الأَوسِ ، فَمِنَ الخَزرَجِ أسعَدُ وجابِرٌ وَالبَراءُ بنُ مَعرورٍ وعَبدُ اللّهِ بنُ حِزامٍ وسَعدُ بنُ عُبادَةَ وَالمُنذِرُ بنُ قَمَرٍ وعَبدُ اللّهِ بنُ رَواحَةَ وسَعدُ بنُ الرَّبيعِ ، ومِنَ القَواقِلِ ۱ عُبادَةُ بنُ الصّامِتِ ، ومِنَ الأَوسِ أبو الهَيثَمِ واُسَيدُ بنُ خُضَيرٍ وسَعيدُ بنُ خَيثَمَةَ . ۲
1.في المصدر : «القوافل» ، والصواب ما أثبتناه . قال الجوهري : القواقل قومٌ من الخزرج ( الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۰۳ « ققل » ) . وإنّما سُمّوا القواقل لأنّهم كانوا في الجاهلية إذا نزل بهم الضيف قالوا له : قَوقِل حيث شئت ؛ يريدون : اِذهب حيث شئت وقل ما شِئت فإنّ لك الأمان لأنّك في ذمّتي ( راجع : الثقات لابن حبان : ج ۳ ص ۳۰۲ والسيرة النبوية لابن هشام : ج ۲ ص ۲۹۴ ) .
2.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۱ ص ۱۷۴ ، بحار الأنوار : ج ۱۹ ص ۱۵ ح ۷ .