بیعت - صفحه 88

۴۹.صحيح البخاري عن عروة بن الزبير :إنَّ عائِشَةَ زَوجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله أخبَرَتهُ : أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَمتَحِنُ مَن هاجَرَ إلَيهِ مِنَ المُؤمِناتِ بِهذِهِ الآيَةِ ؛ بِقَولِ اللّهِ : «يَاأَيُّهَا النَّبِىُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ» إلى قَولِهِ : «غَفُورٌ رَّحِيمٌ» .
قالَ عُروَةُ : قالَت عائِشَةُ : فَمَن أقَرَّ بِهذَا الشَّرطِ مِنَ المُؤمِناتِ قالَ لَها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : قَد بايَعتُكِ كَلاما . ولا وَاللّهِ ما مَسَّت يَدُهُ يَدَ امرَأَةٍ قَطُّ فِي المُبايَعَةِ ، ما يُبايِعُهُنَّ إلّا بِقَولِهِ : قَد بايَعتُكِ عَلى ذلِكَ . ۱

۵۰.مجمع البيان :رُوِيَ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله بايَعَهُنَّ وكانَ عَلَى الصَّفا وكانَ عُمَرُ أسفَلَ مِنهُ ، وهِندٌ بِنتُ عُتبَةَ مُتَنَقِّبَةٌ مُتَنَكِّرَةٌ مَعَ النِّساءِ خَوفا أن يَعرِفَها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
فَقالَ : اُبايِعُكُنَّ عَلى ألّا تُشرِكُنَّ بِاللّهِ شَيئا .
فَقالَت هِندٌ : إنَّكَ لَتَأخُذُ عَلَينا أمرا ما رَأَيناكَ أخَذتَهُ عَلَى الرِّجالِ ؛ وذلِكَ أنَّهُ بايَعَ الرِّجالَ يَومَئِذٍ عَلَى الإِسلامِ وَالجِهادِ فَقَط .
فَقالَ صلى الله عليه و آله : ولا تَسرِقنَ . فَقالَت هِندٌ : إنَّ أبا سُفيانَ رَجُلٌ مُمسِكٌ وإنّي أصَبتُ مِن مالِهِ هَناتٍ ، فَلا أدري أيَحِلُّ لي أم لا ؟ فَقالَ أبو سُفيانَ : ما أصَبتِ مِن مالي فيما مَضى وفيما غَبَرَ فَهُوَ لَكِ حَلالٌ .
فَضَحِكَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وعَرَفَها ، فَقالَ لَها : وإنَّكِ لَهِندٌ بِنتُ عُتبَةَ ؟ قالَت : نَعَم ، فَاعفُ عَمّا سَلَفَ يا نَبِيَّ اللّهِ ، عَفَا اللّهُ عَنكَ .
فَقالَ صلى الله عليه و آله : ولا تَزنينَ . فَقالَت هِندٌ : أوَ تَزنِي الحُرَّةُ ؟ ... .
فَقالَ صلى الله عليه و آله : ولا تَقتُلنَ أولادَكُنَّ . فَقالَت هِندٌ : رَبَّيناهُم صِغارا وقَتَلتُموهُم كِبارا ، وأَنتُم وهُم أعلَمُ ! وكانَ ابنُها حَنظَلَةُ بنُ أبي سُفيانَ قَتَلَهُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام يَومَ بَدرٍ ، فَضَحِكَ عُمَرُ حَتَّى استَلقى ، وتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله .
ولَمّا قالَ : ولا تَأتينَ بِبُهتانٍ ، فَقالَت هِندٌ : وَاللّهِ إنَّ البُهتانَ قَبيحٌ وما تَأمُرُنا إلّا بِالرُّشدِ ومَكارِمِ الأَخلاقِ . ولَمّا قالَ : «وَلَا يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ» ، فَقالَت هِندٌ : ما جَلَسنا مَجلِسَنا هذا وفي أنفُسِنا أن نَعصِيَكَ في شَيءٍ . ۲

1.صحيح البخاري : ج ۴ ص ۱۸۵۶ ح ۴۶۰۹ و ج ۲ ص ۹۶۷ ح ۲۵۶۴ نحوه ، مسند ابن حنبل : ج ۱۰ ص ۱۳۷ ح ۲۶۳۸۶ .

2.مجمع البيان : ج ۹ ص ۴۱۴ ، بحار الأنوار : ج ۲۱ ص ۹۸ ؛ تفسير القرطبي : ج ۱۸ ص ۷۱ ، تفسير ابن كثير : ج ۸ ص ۱۲۴ عن ابن عبّاس ، تاريخ الطبري : ج ۳ ص ۶۱ عن قتادة السدوسي ، تاريخ دمشق : ج ۷۰ ص ۱۸۱ عن مقاتل بن سليمان و كلّها نحوه .

صفحه از 187