15
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1

ترجمة المؤلّف

كلُّ مَن ذكره مِن أرباب معاجم التراجم أثنى عليه ثناءً جميلاً ، ووصفه بالفضل والفقه والحديث والأدب ، وأ نّه من الأكابر .
فقد ترجم له تلميذه شمس الدين محمّد بن عبدالرحمن السخاوي في كتابه «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» وعدَّد شيوخه ، وأشار إلى مؤلّفاته ، قائلاً : عليُّ بن محمّد بن أحمد بن عبداللّه نور الدين الأسفاقسي الغزّيّ الأصل المكّيّ المالكي ، ويُعرف ب «ابن الصبّاغ» . ولد في العشر الأوّل من ذي الحجَّة سنة أربع وثمانين وسبعمائة بمكّة ونشأ بها ، فحفظ القرآن ، والرسالة في الفقه ، وألفية ابن مالك ، وعرضهما على : الشريف عبدالرحمن الفاسي ، وعبدالوهّاب بن العفيف اليافعي ، والجمال بن ظهيرة ، وقريبه أبي السعود ، وسعد النووي ، وعليّ بن محمّد بن أبي بكر الشيبي ، ومحمّد بن سليمان بن أبي بكر البكري . وأجازوا له ، وأخذ الفقه عن أوّلهم ، والنحو عن الجَلال عبد الواحد المرشدي ، وسمع على الزين المراغي سداسيات الرازي ، وكتب الخطّ الحسن ، وباشر الشهادة مع إسراف على نفسه ، لكنّه كان ساكنا ، مع القول بأ نه تاب .
وله مؤلّفات ، منها : الفصول المهمّة لمعرفة الأئمّة ـ وهما اثنا عشر ـ ، والعِبر فيمن شفّه النظر ، وتحرير النقول في مناقب اُمِّنا حوّاء وفاطمة البتول ۱ أجاز لي .
ومات في ذي القعدة سنة خمس وخمسين وثمانمائه ، ودُفن بالمعلاّة سامحه اللّه وإيّانا ۲ .
وترجم له الزركلي في «الأعلام» بقوله : ابن الصبّاغ ( 784 ـ 855 ه ) ( 1383 ـ 1451 م ) عليّ بن محمّد بن أحمد نور الدين ابن الصبّاغ ، فقيه مالكي ،

1.نسخة منه في دار الكتب الوطنية في باريس رقم (۱۹۲۷) .

2.الضوء اللامع لأهل القرن التاسع : ۵ / ۲۸۳ طبع مصر .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
14

فليستعدّ عدّةً للبلاء ۱ وفي رواية : فليستعدّ للفقر جلبابا ۲ . وقد ثبت أنَّ النبيَّ صلى الله عليه و آله قال لعليٍّ عليه السلام : لا يُحبّك إلاّ مؤمنٌ ولا يُبغضك إلاّ منافق ۳ ، وثبت أيضا أ نّه صلى الله عليه و آله قال : إنّ البلوى أسرع إلى المؤمن من الماء إلى الحدود ۴ .
ولم يكن المترجَم له إنسانا مغمورا حتّى يحتاج إلى التعريف والإشادة بمآثره ، بل هو طودٌ شامخ وعلمٌ معروف ، انتشرت آثاره العلمية في المكتبات الإسلامية ، وعُرفت مآثره الدينية في الأوساط العلمية .
إنّه حيٌّ تتجدّد ذكراه على مرِّ العصور والدهور .
نعم ، سيبقى حيَّ الذكر اُولئك الّذين أدركوا مغزى خلقتهم للحياة لا للفناء ، واتّجهوا بكنه وجودهم إلى الحيِّ القيُّوم ، واستضاؤوا في مسيرتهم العلمية بأنوار الأنبياء ، وجعلوا سيرة أولياء الحقّ دستورهم المتّبع ، هؤلاء سيبقى ذكرهم حيّا خالدا ، ولا يجد الفناء إليهم سبيلاً .
وليس المترجَم له ممّن يتباهى به أهل مذهبه فقط ، بل يتباهى به المسلمون كافّة ، لما أحسّوا فيه من الشخصية المسهمة في إعلاء كلمة اللّه تعالى ، وبذل الجهد لنشر الاُسس الإسلامية المتينة ، كما تشهد بذلك كتبه القيّمة ، فجزاه اللّه عن الإسلام خير جزاء المحسنين .
وبما أ نّه قد تُرجمت شخصية المؤلِّف في معظم كتبه ومؤلّفاته ـ الّتي رأت النور حديثا ـ ترجمةً وافيةً وغزيرة وفي معظم كتب العلماء الأعلام ارتأينا أن نتناول نبذةً وجيزةً عن حياته الشريفة .

1.بحار الأنوار : ۳۴ / ۳۳۶ .

2.نهج البلاغة (صبحي الصالح) : الحكمة ۱۱۲ .

3.الغدير : ۳ / ۱۸۳ .

4.شرح النهج لابن أبي الحديد : ۴ / ۲۸۹ .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الغريري، سامي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 22441
صفحه از 674
پرینت  ارسال به