201
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1

كسرتها ، وإن تركتها استمتعت بها على عوج ۱ .
وقد نظّم بعض الشعراء ۲ فقال :

هي الضلع للعوجاء لست تقيمها ألا إنّ تقويم الضلوع انكسارها
أتجمع ضَعفا۳واقتدارا على الفتى أليس عجيبا ضعفها واقتدارها۴
فانظر رحمك اللّه إلى استخراج أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام بنور علمه وثاقب فهمه ما أوضح به سبيل السداد وبيّن به طريق الرشاد ، وأظهر به جانب الذكورة ۵ الاُنوثة من مادّةٍ الايجاد ، وحصلت له هذه المنّة الكاملة والنعمة الشاملة بملاحظة النبيّ له
وتربيته وحنوّه عليه وشفقته ۶ ، فاستعدّ لقبول الأنوار وتهيّأ لفيض العلوم والأسرار ، فصارت الحكمة من ألفاظه ملتقطة ، والعلوم الظاهرة والباطنة بفؤاده مرتبطة ، لم تزل بحار العلوم تتفجّر من صدره ويطفى ۷ عبابها ، حتّى قال صلى الله عليه و آله : أنا مدينة العلم

1.وقد روى هذه القصّة محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّي في كتابه «عجائب أحكام وقضايا ومسائل أمير المؤمنين عليه السلام » : ۵۵ ط الإتقان دمشق، ولا اُريد التعليق على هذه القصة، لكن الشيخ المفيد رحمه اللهنقل ما هو شبيه لهذه القصّة في عدّ الأضلاع ولكنه رحمه اللهنقلها ولم يعلّق عليها ، فقال في الإرشاد : ۱ / ۲۱۳ ط مؤسسة آل البيت الطبعة الثانية سنة ۱۴۱۶ ه : وروى الحسن بن عليّ العبدي عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة . . . فأمر أن يشدّ عليه تُبّان ـ سراويل صغيرة ـ وأخلاه في بيت ، ثمّ ولجه فعدّ أضلاعه ، فكانت من الجانب الأيسر سبعة ، ومن الجانب الأيمن ثمانية فقال : هذا رجل . وأمر بطمّ ـ قصّ ـ شعره ، وألبسه القلنسوة والنعلين والرواء وفرّق بينه وبين الزوج . وقد روي نحو ذلك في أخبار القضاة : ۲ / ۱۹۷ ، والبحار : ۴۰ / ۲۵۸ ، و : ۲۵۹ ، ودعائم الإسلام : ۲ / ۲۸۷ ، والفقيه : ۴ / ۲۳۸ / ۷۶۲ ، ومناقب آل أبي طالب : ۲ / ۳۷۶ ، ومناقب الخوارزمي : ۱۰۱ / ۱۰۵ ، فلاحظ وتأمّل .

2.في (أ) : الاُدباء .

3.في (ج) : ظلما ، وهو اشتباه .

4.نور الأبصار للشبلنجي : ۷۱ .

5.في (أ) : الذكر .

6.في (أ ، ج) : عامة .

7.في (د) : يطفو .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
200

ورفع أمرهما ۱ إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فسأل عن حال الخنثى ، فأخبر أ نّها تحيض وتطأ وتوطأ وتمني من الجانبين وقد حبلت وأحبلت فصار الناس مُتَحَيّري الأفهام في جوابها ! وكيف الطريق إلى حكم قضائها وفصل خطابها ؟
فاستدعى أمير المؤمنين [ غلامين ] يرفا وقنبرا وأمرهما أن يعدّا أضلاع الخنثى ۲ من الجانبين وينظرا ، فإن كانت متساويةً فهي امرأة ، وإن كان الجانب الأيسر أنقص من أضلاع الجانب الأيمن بضلعٍ واحدٍ فهو رجل ، فدخلا ۳ على الخنثى كما أمرهما أمير المؤمنين عليه السلام وعدّا أضلاعها من الجانبين فوجدا أضلاع الجانب الأيسر تنقص ۴ عن ۵ أضلاع الجانب الأيمن بضلع ، فأخبراه بذلك وشهدا عنده به ، فحكم على الخنثى بأ نّها رجل ، وفرّق بينها وبين زوجها .
ودليل ذلك : أنّ اللّه تعالى لمّا خلق آدم عليه السلام وحيدا أراد سبحانه وتعالى لإحسانه إليه ولخفيِّ حكمته فيه أن يجعل له زوجا من جنسه ليسكن كلّ واحدٍ منهما إلى صاحبه ، فلمّا نام آدم عليه السلام خلق اللّه تعالى من ضلعه القصير ۶ من جانبه الأيسر حوّاء ، فانتبه فوجدها جالسةً إلى جانبه كأحسن ما يكون من الصوَر ، فلذلك صار الرجل ناقصا من جانبه الأيسر على المرأة بضلعٍ واحدٍ والمرأة كاملة الأضلاع من الجانبين ، والأضلاع الكاملة من الجانبين أربعة وعشرون ضلعا في كلّ جانبٍ اثنا عشر ضلعا ، وهذا في المرأة . وأمّا الرجل فثلاثة وعشرين ضلعا ، اثنا عشر من اليمين ، وأحد عشر من اليسار . وباعتبار هذه الحالة قيل : للمرأة ضلع أعوج ، وقد
صرّح النبيّ صلى الله عليه و آله ـ على مصدرٍ ـ بأنّ المرأة خُلقت من ضلعٍ أعوج ، إن ذهبت تقيمها

1.في (ج) : قصّتها ورفع أمرهما .

2.في (ب) : اضلاعها .

3.في (ج) : فذهبا .

4.في (د) : انقص .

5.في (ب) : من .

6.في (د) : القصري .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الغريري، سامي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 33405
صفحه از 674
پرینت  ارسال به