ألا تنهونهنّ عن هذه الفعال ۱ ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، لو كانت دارا أو دارين أو
ثلاثا أو أربعا قَدَرْنا على ذلك ولكن قُتل من هذا الحيِّ وحده مائة وثمانون قتيل ۲ فليس دارا إلاّ وفيها البكاء ، وأمّا نحن معشر ۳ الرجال فإنّا لا نبكي ولكن نفرح لهم بالشهادة ۴ ، فقال عليّ عليه السلام : رحم اللّه قتلاكم ، وغفر لموتاكم ۵ .
وأقبل حرب يمشي وعليّ عليه السلام راكب فقال له : ارجع ، وأمسك دابّته عن السير ، فقال: بل أمشي بين يديك يا أمير المؤمنين ، فقال : بل ارجع فإنّ مَشْيَ مثلك مع مثلي فتنةٌ للموالي ومَذلّه للمؤمنين ۶ . ثمّ مضى فلم يزل يذكر اللّه تعالى حتّى دخل الكوفة ۷ .
قال ابن خيثمة: وفي أوائل سنة سبع وثلاثين سار معاوية من الشام وكان قد دعا لنفسه
وعليّ بن أبي طالب عليه السلام من العراق فالتقيا بصفين الفرات ۸ . فقُتل من أصحاب عليّ عليه السلام
1.انظر المصدرين السابقين مع اختلاف يسير في اللفظ ، وفي (ج) : عن هذا الصياح .
2.في (أ) : رجل .
3.في (أ) : معاشر .
4.انظر المصدرين السابقين مع اختلاف يسير في اللفظ ، وفي (أ) : نفرح بالشهادة .
5.تاريخ الطبري : ۴ / ۴۶ ، وقعة صفين : ۵۳۲ مع اختلاف يسير في اللفظ .
6.انظر المصدرين السابقين ، وفي (أ) : فتنة الموالي ومذلّة المؤمنين .
7.المصدرين السابقين وفيهما : ثمّ مضى حتّى مرّ بالناعطيِّين ـ حيّ من همدان ، نسبة إلى جبل لهم يسمى «ناعط» ـ فسمع رجلاً منهم يقال له عبدالرحمن بن مرثد ـ وفي الطبري عبدالرحمن بن يزيد من بنى عبيد من الناعطيين ـ فقال : ما صنع عليٌّ واللّه شيئا ، ذهب ثمّ انصرف في غير شيء . فلمّا نظر أميرَ المؤمنين اُبْلِس . فقال عليّ : وجوهُ قوم ما رأوا الشَامَ العامَ . ثمّ قال لأصحابه : قومٌ فارقتهم آنفا خيرٌ من هؤلاء . ثمّ قال :
أخوكَ الّذي إنْ أجرَضَتك مُلِمَّة من الدهرِ لم يبرح لِبَثِّك واجما وليس أخوك بالّذي إن تشعّبت عليك الاُمور ظلّ يَلحاك لائما
انظر الاشتقاق : ۲۵۱ ، معجم البلدان ، والطبري : ۴ / ۴۵ ، وقعة صفين : ۴۹۲ مع اختلاف يسير في لفظ الشعر ، الأخبار الطوال : ۱۹۷ ، وفي (أ) وتاريخ الطبري : حتّى دخل القصر .
8.انظر وقعة صفين : ۵۳۹ .