شورى بعد الفتح والبيعة للّه عزّ وجلّ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ۱ ، وزعموا أنّ عليا عليه السلام كان إماما إلى أن حَكم الحَكمين فشكّ في دينه وحار في أمره وأنه الحيران الّذي ذكره اللّه في القرآن بقوله تعالى : «لَهُ أَصْحَـبٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى»۲ وكذبوا فيما زعموا ـ قاتلهم اللّه ـ وإنّما ضرب اللّه تعالى بالآية المذكورة مثلاً لغيره كما هو معروف في كتب التفاسير وليس عليّ عليه السلام بحيران بل به يهتدي الحيارى .
ولمّا سمع عليّ بن أبي طالب عليه السلام هو وأصحابه ذلك بعث إليهم عبداللّه بن عبّاس وقال له : لا تعجل في ۳ جوابهم وخصومتهم حتّى آتيك فإنّي في أثرك ۴ ، فلمّا أتاهم
1.انظر الكامل لابن الأثير : ۳/۳۲۶ ، دلائل النبوّة : ۴/۱۴۷ ، شرح النهج لابن أبي الحديد : ۲/۲۳۲ ، و :۱/۲۵۸، خصائص أمير المؤمنين : ۱۵۰ ، الكامل في التاريخ : ۲ / ۲۰۴ ، وشرح النهج للعلاّمة الخوئي : ۴ / ۱۲۶ نفس اللفظ .
2.الأنعام : ۷۱.
3.في (ب) : على .
4.انظر تاريخ الطبري : ۴ / ۴۷ لكن بدون لفظ «فإنّي في أثرك» ، والفتوح لابن أعثم : ۲ / ۲۴۸ ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : ۲ / ۲۹ وفيه : قال له : يا ابن عباس امض إلى هؤلاء القوم فانظر ما هم عليه ولماذا اجتمعوا ، الكامل في التاريخ : ۳ / ۳۲۶ مثل لفظ الطبري ، المسترشد في الإمامة للحافظ ابن رستم الطبري الإمامي : ۳۸۹ ، وانظر مناشدته ومحاججاته مع الخوارج في كشف اليقين : ۱۶۲ ، الرياض النضرة : ۲ / ۲۴۰ الطبعة الاُولى ، الخصائص للنسائي : ۴۸ ط مصر .