وأنبأتكم أنّ القوم إنّما فعلوه مكيدة فأبيتم عليَّ إباء المخالفين وعندتم عليَّ عناد
العاصين [وعدلتم عنّي عدول النكداء ]حتّى صرفت رأيي إلى رأيكم ، وإنّي معاشرهم واللّه صغارُ الهامِ سفهاء الأحلام ، فأجمع [رأي ]رؤسائكم وكبرائكم أن اختاروا رجلين ، فأخذنا عليهما أن يحكما بالقرآن ولا يتعدّيانه ، فتاها وتركا الحقّ وهما يبصرانه فبيّنوا لنا بما تستحلّون قتالنا والخروج عن جماعتنا ثمّ تستعرضون الناس تضربون أعناقهم ، إنّ هذا لهوَ الخسرانُ المبين ۱ .
فتنادوا ۲ ان لا تخاطبوهم ولا تكلّموهم وتهيّأوا للقتال،الرواح الرواح إلى الجنة ۳ .
فرجع عليّ عليه السلام عنهم إلى أصحابه ثمّ عبّأهم للقتال ، فجعل على ميمنته حجر بن عديّ ۴ (رض) ، وميسرته شبث بن ربعي ) ۵ ، أو ۶ معقل بن قيس الرياحي ۷ ، وعلى الخيل أبا أيوب الأنصاري ۸ ، وعلى الرجّالة أبا قتادة الأنصاري ۹ ، وفي مقدمتهم
1.ذكر هذه الخطبة الطبري في تاريخه : ۴ / ۶۳ ، و : ۶ / ۴۸ ط اُخرى باختلاف وزيادة في اللفظ ، و : ۵ / ۸۴ ط اُخرى ، وابن الأثير : ۲ / ۴۰۴ ، وقسم منها شرح النهج لابن أبي الحديد : ۱ / ۲۰۱ ، والفتوح لابن أعثم : ۴ / ۱۲۵ وسبق وان أشرنا إليها ، والإمامة والسياسة : ۱ / ۱۶۸ ، الأخبار الطوال : ۲۰۷ ، ومروج الذهب : ۲ / ۴۴۹ .
2.في (أ) : فنادوا .
3.المصادر السابقة ، ولكن الطبري في تاريخه ۴ / ۶۳ ، و : ۶ / ۴۸ ذكر «وتهيّأوا للقاء الربّ الرواح الرواح إلى الجنة» .
4.تقدّمت ترجمته .
5.في (أ) : وقيل .
6.تقدّمت ترجمته وانظر مواقفه في وقعة صفين : ۹۶ و۱۱۷ و۱۳۲ و۱۴۸ و۱۹۵ و۳۸۱ و۵۱۳ .
7.تقدّمت ترجمته . وكان أبو أيوب يبكي أيام بني اُمية ، وعندما سُئل عن بكائه قال : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : لا تبكوا على الّذين إذا وليه أهله ، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله . روى ذلك أحمد في الفتح : ۲۳ / ۳۲ ، والحاكم في المستدرك : ۴ / ۵۱۵ ، والطبراني في الزوائد : ۲۴۵ .