۰.وقال عليه السلام^۱:
عش موسرا إن شئت أو معسرا لابدّ في الدنيا من الغمّ
دنياك بالأحزان مقرونةٌ فلا تقطع الدنيا إلاّ بهمّ
حلاوة دنياك مسمومة فلا تأكل الشهد إلاّ بسمّ

۰.وقال عليه السلام^۲:
محامدك^۳اليوم مَذْمُومَةٌ فَلاَ تكسبُ الحمدِ إلاّ بِذَمِ
إذا تَمَّ أمرٌ بَدَا نَقْصُهُ تَوَقّعْ زَوَالاً إِذا قِيْلِ تمِ
إذا كنت في نعمة فارعها فإنّ المعاصي تزيل النعمِ
وداوم عليها بشكر الإله فإنّ الإله سريع النقمِ
فإن تعط نفسك آمالها فعند مناها تحلّ الندمِ
فكم عمّن عاش في غفلةٍ^۴فما حسّ بالموت^۵إلاّ هَجمِ

وعن جابر بن عبداللّه الأنصاري رضى الله عنه ^۶ قال : دخلت على عليّ عليه السلام في بعض عِلاته وقد نقه ، فلمّا نظر إليَّ قال : يا جابر من كثَرت نِعَم اللّه عليه ^۷ كثُرت حوائج الناس إليه ، فإن قام بما أمر اللّه تعالى عرَّضها للدوام والبقاء ، وإن لم يعمل فيها بما أمر اللّه تعالى عرَّضها للزوال والفناء ، ثمّ أنشأ يقول :
ما أحسن الدنيا وإقبالها إذا أطاع اللّه من نالها
من لم يواس الناس من فضله^۸عرَّض للإدبار إقبالها
فاحذر زوال الفضل يا جابر واعط من الدنيا^۹لمن سالها
فإنّ ذا العرش^۱۰جزيل العطا يضعف بالجنة^۱۱أمثالها
قال جابر : ثمّ هزّ بضبعي هزّة خيّل أنّ عضدي خرجت من كاهلي وقال : يا جابر حوائج الناس إليكم من نِعَم اللّه عليكم ، فلا تملّوا النِعَم فيحلّ بكم النِقَم ، فاعلموا أنّ خير المال ما اكتسب حمدا أو أعقب أجرا ، ثمّ أنشأ يقول :

لا تخضعن لمخلوق على طمع^۱۲فإنّ ذلك وهنٌ منك في الدين
واسأل اِلهك ممّا في خزائنه فإنّما هي^۱۳بين الكاف والنون
أما^۱۴ترى كلّ من ترجو^۱۵وتأمله من البرية مسكين ابن مسكين
ما أحسن الجود في الدنيا^۱۶وأجمله وأقبح البخل فيمن صيغ من طين
قال جابر : فهممت أن أقوم ، قال : انا معك يا جابر ، فلبس نعليه وألقى إزاره على منكبيه وخرجنا نتساير ، فذهب بنا إلى الجبّانة ـ جبّانة الكوفة ـ فسلّم على أهل القبور ، فسمعت ضجّة وهجّة فقلت : ما هذا يا أميرالمؤمنين ؟ فقال : هؤلاء بالأمس كانوا معنا واليوم فارقونا ، أتسأل عن أحوالهم فهم إخوانٌ لا يتزاورون وأودّاء لا

۰.ولعليّ عليه السلام^۱:
لَئِنْ كُنتُ مُحتاجا إلى الحلم إنّني إلى الجهلِ في بعض الأحايين أحْوَجُ
وَلي فَرَسٌ بالحلم للحلم مُلجَمٌ وَلِي فَرَسٌ بالجهل للجهل مُسْرَجُ
وما كنت أرضى الجهل خدنا^۲وصاحبا ولكنّني أرضى بِهِ حِينَ أحْوَجُ
وإن قال^۳بَعضُ الناس فيه سماجةٌ فقد^۴صَدقُوا والذلُّ بالحرّ أسْمَجُ
فإن^۵شاء^۶تَقوِيمِي فَإنّي مُقَوَّم وإن شاء تَعوِيجِي فإنّي مُعوَّجُ^۷

۰.وله عليه السلام^۸:
فارقْ تجد عوضا عمّا تفارقه فانصب فإنّ لذيذ العيش في النصب
فالاُسد لولا فراق الغاب ما افتُرست والسهم لولا فراق القوس لم يصب

۰.وله عليه السلام^۹:
الصبر من كرم الطبيعه والمنّ مفسدة الصنيعه
ترك التعاهد للصديق يكون داعية القطيعه

۰.وله عليه السلام^۱۰:
أحمد ربّي على خصال خصّ بها سادة الرجال
لزوم صبر وخلع كبر وصون عرض وبذل مال