579
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1

صاحب البيت بيدي مفاتيحه ۱ ولو شئت كنت فيه ، قال العباس : وأنا صاحب
السقاية والقائم عليها ، فقال عليّ : ما أدري ۲ [ماتقولان ]لقد صلّيت ستة أشهر قبل

1.وزاد في (ب) : وإليَ ثيابه .

2.في (أ): لا أدري .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
578

نبيّك وصفيّك ، اللّهمّ فاشرح لي صدري ويسّر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليّا اشدّد به ظهري ۱ . قال أبو ذرّ (رض) فواللّه ما استتمّ رسول اللّه الكلام ۲ حتّى
هبط عليه ۳ جبرئيل عليه السلام من عنداللّه عزّ وجلّ وقال : [يا محمّد هنيئا لك ما وهب اللّه لك في أخيك ، قال : وما ذاك يا جبرئيل ؟ قال : أمر اللّه اُمّتك بموالاته إلى يوم القيامة ، وأنزل قرآنا عليك ]اقرأ «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ»۴ .
ونقل الواحدي في كتابه المسمّى بأسباب النزول أنّ الحسن ۵ والشعبي ۶ والقرطبي ۷ قالوا : إنّ عليّا والعباس وطلحة بن شيبة افتخروا ، فقال طلحة : أنا

1.في (ب) : ازري .

2.في (أ) : فما استتمّ دعاءه .

3.في (أ) : نزل .

4.المائدة : ۵۵ ، وسبق وان فصلنا الكلام في ذلك .

5.هو الحسن بن أبي الحسن بن يسار مولى الأنصار واُمّه خيرة مولاة أُمّ سلمة زوج النبي صلى الله عليه و آله وهو من سَبي «ميسان» ويسار بالبصرة ويسمى «نهر المرأة» حفره أردشير الأصغر كما في (معجم البلدان) ويسمى أبو سعيد مات سنة (۱۱۰ ه) كما جاء في تهذيب التهذيب: ۲ / ۲۶۳ ـ ۲۷۱ ، والمعارف لابن قتيبة : ۱۸ و۱۳۶ و۲۶۴ و۴۴۰ سبق وأن ترجمنا له سابقاً .

6.وهو عامر بن شراحيل بن عبدالشعبي من حمير ونسب إلى جبل باليمن مات سنة (۱۰۵ ه) سبق وأن ترجمنا له .انظر ترجمته أيضا في المعارف : ۴۴۹ ، وعيون الأخبار : ۱ / ۳۱۵ ، وتهذيب التهذيب : ۵ / ۶۵ .

7.هو أبو عبداللّه محمّد بن أحمد الأنصاري القرطبي (۶۷۱ ه) انظر ترجمته في تفسيره المسمى ب «الجامع لأحكام القرآن» دار إحياء التراث العربي تصحيح أحمد عبدالعليم البردوني . عود على بدء : إنّ سبب نزول هذه الآية ورد بطرق متعدّدة فمنهم من قال ـ كالشعبي ـ : كانت بين عليّ عليه السلام والعباس منازعة فقال العباس لعليّ عليه السلام : أنا عمّ النبيّ وأنت ابن عمّه ، وإليّ سقاية الحاجّ وعمارة المسجد الحرام ، فأنزل اللّه الآية . وقيل ـ كما جاء في مناقب عليّ : الورق ۳۴ ح ۸۰ ، وشواهد التنزيل : ۱ / ۳۲۳ ح ۳۳۲ عن ابن سيرين ـ : قدم عليّ عليه السلام من المدينة إلى مكّة فقال للعباس : يا عمّ ألا تهاجر ؟ ألا تلحق برسول اللّه صلى الله عليه و آله ... . وقيل : إنّ العباس قال لعليّ عليه السلام : أنا أفضل منك ، أنا ساقي بيت اللّه . . . كما في شواهد التنزيل ۱ / ۳۲۴ ح ۳۳۳ عن عروة بن الزبير . وقيل ـ كما في الطبري : ۱۰ / ۹۶ ، والشواهد ح۳۳۵ ـ : افتخر عليّ والعبّاس وشيبة بن عثمان ، فقال العبّاس : أنا أفضلكم . . . وقال شيبة : أنا اُعمّر مسجد اللّه . . . وقال عليّ : أنا هاجرت . . . واُجاهد معه صلى الله عليه و آله فأنزل اللّه الآية . . . كما ورد ذلك عن السدّي . وقيل : إنّ العبّاس افتخر على شيبة ـ كما ورد في تاريخ دمشق : ۹۰۹ ـ وقال له : أنا أشرف منك أنا عمّ النبي ووصي أبيه وساقي الحجيج ، فقال شيبة : أنا أشرف منك أنا أمين اللّه على بيته وخازنه . . . حتّى أشرف عليهما عليّ فقال له العبّاس : على رسلك يا ابن أخ ، فوقف عليّ فقال له العباس : إنّ شيبة فاخرني فزعم انّه أشرف مني . . . فقال عليّ لهما : اجعلا لي معكما مفخرا ، قالا : نعم . قال : فأنا أشرف منكما ، أنا أوّل من آمن بالوعيد من ذكور هذه الاُمّة ، وهاجر وجاهد . . . فانطلقوا إلى النبي فجثوا بين يديه . . . فنزلت الآية كما ورد ذلك عن أنس . ولسنا بصدد بيان ذلك ومن شاء فيراجع المصادر التالية بالإضافة إلى المصادر الّتي سنذكرها في سبب نزول الآية ، انظر خصائص الوحي المبين : ۱۱۴ الطبعة الثانية الفصل ۹ ، والمناقب لابن المغازلي : ۳۲۱ ح ۳۶۷ و۳۶۸ ، غاية المرام : ۳۶۲ ب ۶۳ ، العمدة لابن البطريق : ۹۸ ب ۲۳ ، النور المشعل : ۹۸ الطبعة الاُولى ، أسباب النزول : ۱۸۲ ، المصنّف لابن أبي شيبة : ۷ / ۱۶۰ ح ۶۱ ، و : ۱۲ / ۸۱ ط الهند ، مناقب الإمام عليّ للصنعاني : ۳۴ ح ۸۰ ، تفسير الطبري : ۱۰ / ۹۶ ، و : ۶ / ۳۳۷ ط اُخرى ، فرائد السمطين : ۱ ب ۴۱ ح ۱۷۰ / ۲۰۳ ط بيروت ، تفسير البرهان : ۲ / ۱۱۰ الطبعة الثانية ، مناقب آل أبي طالب : ۱ / ۳۴۳ ، الغدير : ۲ / ۵۳ ط بيروت . تفسير القرطبي : ۸ / ۹۱ ـ ۹۲ ، تفسير ابن كثير : ۲ / ۳۴۱ و۳۵۵ ط اُخرى ، فتح القدير : ۲ / ۳۴۶ ، تفسير الخازن : ۳ / ۵۷ ، تفسير الرازي : ۴ / ۴۲۲ ط دار الطباعة العامرة بمصر ، و : ۱۶ / ۱۰ ط البهية بمصر ، معالم التنزيل للبغوي بهامش تفسير الخازن : ۳ / ۵۶ ، أسباب النزول للسيوطي بذيل تفسير الجلالين : ۲۶۱ ط بيروت ، الدرّ المنثور : ۳ / ۲۱۸ ، نور الأبصار : ۷۰ ط السعيدية و ۷۱ ط العثمانية ، كفاية الطالب ۲۳۷ ط الحيدرية و ۱۱۳ ط الغري . نظم درر السمطين : ۸۹ ، ينابيع المودّة : ۹۳ ط اسلامبول و ۱۰۶ ط الحيدرية ، و :۱ / ۲۷۷ ، و : ۲ / ۳۴۱ ، و : ۳ / ۳۶۷ و ۳۷۶ ط اُسوة ، تاريخ دمشق : ۲ / ۴۱۳ ح ۹۱۰ ، جامع الاُصول لابن الأثير : ۹ / ۴۷۷ ، إحقاق الحقّ : ۳ / ۱۲۲ و۱۲۸ ، فرائد السمطين : ۱ / ۲۰۳ ح ۱۵۹ ، مجمع البيان : ۳ / ۲۲ . نزهة المجالس للصفُوري : ۲ / ۲۴۲ و ۲۰۹ ط اُخرى ، لكن في هذا الكتاب أنّ المفاخرة جرت بين العبّاس وحمزة فقال : حمزة : أنا خيرٌ منك لأنّي على عمارة الكعبة ، وقال العبّاس : أنا خير منك لانّي على سقاية الحاجّ ، فقالا : نخرج إلى الأبطح ونتحاكم إلى أوّل رجل نلقاه ، فوجدا عليّا عليه السلام فتحاكما على يديه ، فقال أنا خيرٌ منكما ، لأنّي سبقتكما إلى الإسلام . فأخبر النبي صلى الله عليه و آله بذلك فضاق صدره لافتخاره على عمّيه ، فأنزل اللّه تصديقا لكلام عليّ عليه السلام وبيانا لفضله فنزلت الآية ـ ونحن لانريد التعليق على ضيق صدر النبيّ صلى الله عليه و آله بل نترك ذلك للغدير : ۲ / ۵۵ ، كمانترك التعليق للقارئ أيضا على أنه عليه السلام صلّى ستة أشهر قبل الناس لأننا ناقشنا ذلك سابقا وأثبتنا أنه صلّى على بعض الروايات قبل الناس بخمس سنين وعلى البعض الآخر بتسع سنين ، وفي أغلبها سبع سنين . راجع المناقب لابن شهرآشوب : ۲ / ۶۹ ، مسند أحمد : ۱ / ۱۹۹ ، بحار الأنوار : ۳۶ / ۳۰ و ۳۶ ، دلائل الصدق : ۲ / ۱۶۰ ، كشف اليقين : ۱۲۳ ، فضائل الخمسة من الصحاح الستة : ۱ / ۲۷۹ ، تفسير الميزان : ۹ / ۲۱۰ . لكن ومع كلّ هذه المصادر نجد أنّ صاحب تفسير المنار يحيد عن الحقيقة في : ۱۰ / ۲۱۵ ولم يذكر أسماء الّذين تفاخروا بل يعتمد فقط على حديث النعمان بن بشير قال : كنت عند منبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله في نفر من أصحابه فقال رجل منهم : ما اُبالي أن لا أعمل للّه عملاً بعد الإسلام إلاّ أن أسقي الحاجّ ، وقال آخر : بل عمارة المسجد الحرام ، وقال آخر : بل الجهاد في سبيل اللّه خيرٌ ممّا قلتم . . . فزجرهم عمربن الخطّاب . . . الخ ، لكن في ۲۱۶ يروى أنّ الآية نزلت في عليّ عليه السلام ونقل بعض الروايات ثمّ قال : والمعتمد من هذه الروايات حديث النعمان لصحّة سنده . ولا نريد أن نجيب صاحب المنار بل نشير إشارة إلى أنّ رواية النعمان لاتنسجم مع الآيات الّتي وردت هذا أوّلاً . وثانيا : أنّ الآيات لم تقارن بين الجهاد والسقاية للحجيج والعمارة للمسجد الحرام وإنما هي بدور المفاضلة ، والقرآن يقول بأنّ هذين الأمرين لايمكن المقارنه بينهما . وثالثا : أنّ هذه الأعمال ـ أي السقاية والعمارة ـ كانتا في زمن الجاهلية من المفاخر والمآثر والسدانة للبيت كذلك ، أمّا الجهاد فلم يكن له مفهوم في الجاهلية أصلاً ، وهذا يعنى تفوّق ذوي الإيمان والهجرة والجهاد على غيرهم ، وهذا لاينسجم كلّه مع رواية النعمان ، وهذا لايعني أيضا أن السقاية والعمارة عمل غير جيد بل إنه جيد وحسن بذاته وإن صدر من المشرك لكنه لايقبل ، مع العلم أنّ العباس وطلحة مشهوران في هذه الأعمال فكيف يقول «في نفر من الصحابة» وهما أيضا من المؤمنين وربما اشتركوا في الجهاد ثمّ الهجرة . وانظر كذلك نور الثقلين : ۲ / ۱۹۴ ، روضة الكافي : ۱۷۳ ح ۲۴۵ ، المسترشد في إمامة أمير المؤمنين : ۳۵۲ .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الغريري، سامي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 22652
صفحه از 674
پرینت  ارسال به