601
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1

خصال : على حلمه إذا غضب ، وعلى صدقه إذا قال ، وعلى عدله إذا حكم ۱ .
ونقل عن سودة بنت عمارة الهمدانية ۲ رحمهما اللّه أنها قدِمت على معاوية بعد موت عليّ عليه السلام ۳ فجعل معاوية يؤنّبها على تحريضها عليه في أ يّام قتال صفين . ثمّ

1.انظر المصادر السابقة .

2.سبق وأن ترجمنا لها بالإضافة إلى أنّ عمر رضا كحالة يقول عنها في أعلام النساء : ۲ / ۲۷۰ : إنّ سودة كانت شاعرة من شواعر العرب ذات فصاحة وبيان . وفي العقد الفريد : ۲ / ۱۰۲ اورد القصة كاملة .

3.وفدت على معاوية بن أبي سفيان بعد موت عليّ عليه السلام فاستأذنت عليه ، فأذن لها ، فلمّا دخلت عليه، سلّمت فقال لها : كيف أنتِ يا ابنة الأشتر ؟ قالت : بخير ياأمير المؤمنين قال لها : أنت القائلة لأخيك : شَمِّر كفعل أبيك يا ابن عُمارة يوم الطِعان وملتقى الاقران وانصر عليّا والحسين ورهطه واقصد لهند وابنها بهوان إنّ الإمام أخو النبيّ محمّد عَلَم الهُدى ومنارة الإيمان إلى آخر الأبيات (انظر في الفتوح لابن أعثم : ۲ / ۵۶ مع اختلاف يسير في اللفظ) . قالت سودة : إى واللّه ، ما مثلي مَن رغب عن الحقّ أو اعتذر بالكذب . قال لها : فما حَملكِ على ذلك ؟ قالت : حبّ عليّ واتباع الحقّ . قال : فواللّه ما أرى عليك من أثر عليّ شيئا ؟ قالت : يا أمير المؤمنين، مات الرأس وبُتِر الذنب، فدع عنك تذكار ما قد نُسي وإعادة ما مضى . قال : هيهات ليس مثل مقام أخيكِ يُنسى، وما لقيت من قومك وأخيك ؟ ! قالت : صدقت واللّه يا أمير المؤمنين ماكان أخي خفيّ المَقام، ذليل المكان، ولكن كما قالت الخنساء : وإنّ صخرا لتأتمّ الهداة به كأ نّه عَلَم في رأسه نار وباللّه أسأل أمير المؤمنين إعفائي ممّا استعفيت منه . قال : قد فعلت، فقولي ما حاجتكِ ؟ . . . . وقد أورد هذا البيت الجمحي في طبقات فحول الشعراء : ۱۷۴ .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
600

وسأل معاوية خالد بن معمر ۱ فقال له : علام أحببت عليّا ؟ فقال : على ثلاث

1.خالد بن معمر السدوسي ، سبق وأن ترجمنا له ، لكن له موقف مع معاوية كما ينقله إلينا العلاّمة القندي في «أشعة الأنوار في فضل حيدر الكرار» : ۳۱۴ ومابعدها بسنده قال : لمّا اجتمع الناس إلى معاوية بن أبي سفيان كتب إلى زياد بن سميّة ـ وكان عامله بالكوفة ـ : أوفِد عليَّ أشراف أصحاب عليّ بن أبي طالب ولهم الأمان ، وليكونوا عشرة نفر : خمسة من أهل الكوفة ، وخمسة من أهل البصرة . فلمّا ورد عليه الكتاب ، بعث إلى حجر بن عديّ ، وعديّ بن حاتم الطائي ، وعمرو بن الحمق الخزاعي ، وهاني بن عروة المرادي ، وعامر بن واثلة الكناني ... وكتب إلى خليفته بالبصرة : أوفِد اليَّ الأحنف بن قيس ، وصعصعة بن صوحان ، وحارثة بن قدامة السعديّ ، وخالد بن معمر السدوسي ، وشريك بن الأعور ، فلمّا قدموا عليه أشخصهم جميعا إلى معاوية ، فلمّا قدموا على معاوية حجبهم يومهم وليلتهم ، وبعث إلى رؤوساء الشام ، فلمّا جاؤوا وأخذوا مجالسهم قال معاوية لصاحب إذنه : أدخل عليَّ حجر بن عديّ ... ثمّ اُدخل عليه عمرو بن الحمق الخزاعي . . . ثمّ اُدخل عليه عديّ بن حاتم الطائي . . . ثمّ اُدخل عليه عامر بن واثلة . . . ثمّ اُدخل عليه هاني بن عروة المرادي . . . ثمّ اُدخل عليه صعصعة بن صوحان . . . ثمّ اُدخل عليه خالدبن معمر السدوسي ، فلمّا دخل قال له معاوية : يا خالد ، لقد رأيتكَ تضرب أهل الشام بسيفك على فرسك الملهوف ؟ فقال خالد : ـ يا معاوية ـ واللّه ما ندمتُ على ما كان منّي ، ولازلت على عزيمتي أثني ، ومع ذلك إنّي عند نفسي مقصّر واللّه المستعان والمدبّر . فقال له معاوية : ما علمت ـ يا خالد ـ ما نذرت عند قدومك في قومك ؟ قال : لا ، فقال : نذرتُ أن أنذر مقاتلهم ، وأسبي نساءهم ، ثمّ اُفرّق بين الاُمّهات والأولاد فيبايعون ، فقال خالد : وماتدري ماقلت في ذلك ؟ قال : لا ، قال : فاسمعه منّي ، فأنشأ يقول : يروم ابن هند نذره من نسائنا ودون الّذي يبغي سيوف قواضب قال معاوية لصاحب إذنه : أخرجه عنّي . وله موقف آخر ومعه الأعور الشني مع معاوية وفيها أنشد شعرا فانظر ذلك في الفتوح لابن أعثم : ۲ / ۵۲ و ۵۳ ، و تاريخ دمشق : ۵ / ۸۹ ، ووقعة صفين : ۲۹۴ .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الغريري، سامي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 22532
صفحه از 674
پرینت  ارسال به