وفي ذلك يقول ابن زيدون (ره) ۱ :
فليتها إذ فدت عَمْرا بخارجة فدت عليّا بمن شاءت من البشر
وأخذوا قاتل خارجة فاُدخل على عمرو فلمّا رآه قال له : من قتلت ؟ قال : يقولون خارجة ، فقال : أردت عمرا وأراد اللّه خارجة ۲ فصارت مثلاً ، وأمر به عمرو فقُتل ، فلمّا بلغ معاوية قتل خارجة وسلامة عمرو كتب إليه بهذه الأبيات ۳ :
وقَتْلٌ وأسبابُ المنايا۴كثيرةٌ مَنيَّةُ شيخٍ من لؤيِّ بن غالِبِ
فيا عَمرو مَهلاً إنّما أنت عَمُّهُ وصاحبُهُ دون۵الرجال الأقارِبِ
نَجْوتَ وقد بَلَّ المُراديُّ سَيْفَهُ مِن ابن أبي شيخ الأباطحِ طالبِ
ويضرِبُني بالسيف آخرُ مِثْلهُ فكانَتْ علينا۶تلك ضربَةَ لازِبِ
وأنتَ تُناغي كلَّ يومٍ وليلةٍ بمِصْرِكَ بيضا كالظِباء۷السواربِ۸
وقد صحّ النقل أنّ عليّا عليه السلام ضربه عبدالرحمن بن ملجم ليلة الجمعة الحادي والعشرين من شهر رمضان المعظّم سنة أربعين ومات من ضربته ليلة الأحد وهي الليلة الثالثة من ليلة ضرْبِه ۹ ، وكان عمره إذ ذاك خمسا وستين
1.انظر ديوان ابن زيدون : ۲۱۷ الطبعة الاُولى مصر تحقيق عبدالرحمن محمّد صرفي .
2.وردت هذه القصة بألفاظ مختلفة وبطرق عديدة ، فمثلاً الطبري في تاريخه : ۴ / ۱۵ بلفظ : . . . قال : فمن قتلت ؟ قالوا : خارجة بن حذافة ، قال : أما واللّه يا فاسق ما ظننته غيرك ، فقال عمرو : أردتني وأراد اللّه خارجة فقدمه عمرو فقتله فبلغ ذلك معاوية فكتب إليه [الشعر] . وانظر شرح النهج لابن أبي الحديد : ۲ / ۶۵ ، وبحار الأنوار : ۴۲ / ۲۳۳ ، الإرشاد : ۱ / ۲۳ ، مقاتل الطالبيين : ۲۹ ، طبقات ابن سعد : ۳ / ۵۳ ، وغيرها من المصادر المذكورة آنفا .
3.انظر الأبيات في تاريخ الطبري : ۴ / ۱۱۵ ، وأضاف الطبري في نفس الصفحة : ولمّا انتهى إلى عائشة قتل عليّ رضى الله عنه قالت :
فألقتْ عصاها واستقرَّتْ بها النّوَي كما قرَّ عينا بالإيابِ المُسافِرُ
فمن قتله ؟ فقيل : رجل من مراد ، فقالت :
فإن يَكُ نائيا فلقد نَعاهُ غُلامٌ ليس في فيه الترابُ
فقالت زينب بنت أبي سلمة : أ لعليّ تقولين هذا ؟ فقالت : إنّي أنسى ، فإذا نسيت فذكّروني . وانظر الطبقات لابن سعد : ۳ / ۴۰ ، ومقاتل الطالبيين : ۴۲ ، وابن الأثير : ۳ / ۱۵۷ . والبيتان هما لابن الحضرمي بن يحمان أخي بني أسد ، وفي أنساب الأشراف : ۲ / ۵۰۵ أنشدت قول البارقي معقر بن حمار ، وانظر ترجمة ابن عباس من مجمع الرجال : ۴ / ۱۴ تمثّل بهذين البيتين أيضا عند ما دخل بيت عائشة بعد الجمل . . . وانظر أبيات اُخرى لها في الطبقات : ۸ / ۷۳ وكذلك موقفها وكيف كانت تحتجب من الحسن والحسين عليهماالسلام كما أورده الحاكم في المستدرك : ۳ / ۱۶۶ وكيفية سجودها شكرا للّه وإظهارها السرور كما في المقاتل أيضا : ۴۳ ، واُسد الغابة : ۵ / ۳۹۲ ـ ۳۹۳ وقد سبق وأن أشرنا إلى ذلك .
لكن انظر قول عائشة وقول الشاعر الإسلامي الكبير أحمد شوقي كما ذكره محمود أبو ريّة في مقدمة كتاب أحاديث اُم المؤمنين عائشة للسيد العسكري : ۱۲ . قال شوقي مخاطبا الإمام عليّ عليه السلام :
ياجبلاً تأبى الجبال ما حمل ماذا رمت عليك ربّة الجمل أثأر عثمان الّذي شجاها أم غصّة لم ينتزع شجاها ذلك فتق لم يكن بالبال كيد النساء موهن الجبال وأنّ اُمّ المؤمنين لا مرأه وإنْ تَكُ الطاهرةَ المبرَّأه
( . . . الى آخر الأبيات )
4.في (أ) : الردى ، وفي (ب) : الاُمور .
5.في (ب) : ذوي ، وفي (د) : دور .
6.في (أ) : وكانت عليه .
7.في (أ) : كالضياء .
8.في (أ) : الشوازب ، وفي (ب) : التواقب .
9.جاء في بحار الأنوار : ۴۲ / ۲۱۳ بلفظ : حتّى قبض ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ليلة الجمعة سنة أربعين من الهجرة ، وكان ضُرب ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان . وهكذا أيضا في الغَيبة للشيخ الطوسي : ۱۲۷ عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام ، وفي رواية اُخرى في نفس المصدر عن صفوان بن يحيى قال : بعث إليَّ أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام بهذه الوصية ، وفي رواية اُخرى أ نه قُبض ليلة إحدى وعشرين وضُرب ليلة تسع عشرة وهي الأظهر .
وفي مناقب آل أبي طالب : ۲ / ۷۸ : قُبض عليه السلام قتيلاً في مسجد الكوفة وقت التنوير ليلة الجمعة لتسع عشرة ليلة مضين من شهر رمضان . وفي الإرشاد : ۱ / ۹ قال : وكانت وفاته عليه السلام قبيل الفجر من ليلة الجمعة ليلة إحدي وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة قتيلاً بالسيف . . . وفي شرح النهج لابن أبي الحديد : ۲ / ۱۸۱ قال : وكان عمره عليه السلام ثلاثا وستين سنة ، ومدة خلافته أربع سنين وتسعة أشهر ويوما واحدا .
وللناس خلاف في مدة عمره وفي قدر خلافته ، فانظر تاريخ الطبري : ۴ / ۱۱۶ ، والفتوح : ۲ / ۲۸۲ ، وفي المقاتل : ۵۴ قال : توفي عليه السلام وهو ابن أربع وستين سنة . . . في ليلة الأحد لإحدى وعشرين ليلة مضت من شهر رمضان . وانظر أنساب الأشراف : ۲ / ۴۹۸ ، أمّا الكامل في التاريخ : ۲ / ۴۳۳ فقال : وفي السنة ۴۰ ه قتل عليٌّ في شهر رمضان لسبع عشرة خلت منه ، وقيل لإحدي عشرة ، وقيل لثلاث عشرة بقيت منه ، وقيل في شهر ربيع الآخر سنة ۴۰ ، والأوّل أصحّ . وقال العلاّمة السيّد محسن الأمين : ۱ / ۵۳۰ : قُتل عليه السلام سنة ۴۰ من الهجرة في شهر رمضان ، ضُرب ليلة التاسع عشر ليلة الأربعاء ، وقُبض ليلة الجمعة إحدى وعشرين على المعروف بين أصحابنا وعليه عمل الشيعة اليوم .